المصطفى الجوي – موطني نيوز
لم يكن أحد يتوقع أن تصبح الوقفة الاحتجاجية التي نظمها المعاقون وأولياء أمورهم أمام المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني في بنسليمان حدث سيدخل التنسيقية الوطنية للمعاقين على الخط. بإعتبارها واحدة من تلك اللحظات التي يكشف فيها أوجاع الناس وتظهر العجز والتقصير في التسيير العشوائي لهذه المندوبية منذ تحملها المسؤولية.
بالفعل، كانت هذه الوقفة الاحتجاجية تعبيرًا صادقًا عن غضب واستياء المعاقين وعائلاتهم. هؤلاء الذين يواجهون تحديات يومية لا يمكن للعديد منا تخيلها. ولكن في مواجهة هذه التحديات، كانوا يبحثون فقط عن أبسط شروط التضامن والتعاون.
الغريب أن المعاقون ليسوا طالبين بالمستحيل، فقد كانوا يطالبون بحقوقهم الأساسية، مثل الوصول إلى كراسي متحركة ووسائل تساعدهم في التنقل بحرية. إن هذه المطالب يجب أن تكون مضمونة لكل مواطن، بغض النظر عن حالتهم الصحية. لإنها مشكلة أخلاقية واجتماعية لا يمكن تجاهلها، ليستمر انتظارهم لازيد من ستة أشهر للاستفادة من “عكاز” أو “كروسة”.
لكن ما جعل هذه الوقفة الاحتجاجية تأخذ طابعًا خاصًا هو الاكتشاف الصادم للإهانة التي تعرض لها العلم الوطني. ولإنها يفتقر مسؤوليها الاقليميين إلى الوطنية الحقيقية نجد أن العلم الوطني يهان، ليتزامن تعرض العلم الوطني للإهانة عندما يطالب المواطنون بحقوقهم الأساسية. والذي يؤكد ان المندوبة الإقليمية لا تكلف نفسها عناء النظر لثانية لما يقع بمقر عملها، فما بالك بفتح ودراسة ملف شخص معاق يعاني في صمت.
يجب أن يكون لدينا مسؤولون وطنيون يتحلون بالغيرة على رموز المملكة، بما في ذلك العلم الوطني، ويسعون جاهدين لتحقيق التضامن والتعاون في المجتمع. لا يمكن للوطن أن يتقدم وينجح إذا لم نحترم حقوق جميع مواطنيه، بغض النظر عن حالتهم.
وبالتالي على السلطات الإقليمية أن تستجيب لهذه الأصوات الملحة وتلبي مطالب المعاقين. لإنهم يستحقون العيش بكرامة واحترام، وهذا ليس فقط حقًا لهم بل هو واجبنا كمواطنين وقادة وطنيين. لإنها فرصة لنقدم على الأقل جزءاً من العدالة لمن فاتهم.
لكن في ظل مثل هذه النوعية من المسؤولين التي لا تعير للعلم الوطني أي احترام فإننا ننتظر الساعة.