أسية عكور – موطني نيوز
احتضن فضاء المعارض التابع لغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة فاس-مكناس، يوم الثلاثاء، فعاليات افتتاح المعرض التنموي لإقليم تازة، في إطار تخليد الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحت شعار: “20 سنة في خدمة التنمية البشرية”.
ويأتي هذا الحدث تتويجًا لمسار تنموي حافل بالإنجازات، حيث شكل مناسبة لعرض حصيلة مشاريع المبادرة بالإقليم، والتعريف بمبادرات ناجحة أطلقها شباب ونساء وجمعيات وتعاونيات محلية، استفادت من برامج الدعم والمواكبة.
شهد حفل الافتتاح حضور السيد عامل الإقليم، السيد مصطفى المعزة، إلى جانب شخصيات مدنية وعسكرية، ورؤساء مصالح خارجية وجماعات ترابية، فضلًا عن ممثلي المجتمع المدني.
55 عارضًا… وفسحة للتنمية والابتكار
عرف المعرض مشاركة 55 عارضًا من مختلف الفاعلين المحليين، من جمعيات وتعاونيات ومقاولين شباب، عرضوا منتجاتهم وخدماتهم التي تعكس روح المبادرة وتُبرز تطور مشاريع انطلقت صغيرة لتتحول إلى قصص نجاح حقيقية. وتنوعت المعروضات بين المنتجات المجالية، والصناعات اليدوية، والخدمات ذات البعد الاجتماعي والتضامني.
وفي تصريح أوضح عز الدين لوكيلي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تازة، أن هذا المعرض يمثل محطة لتقاسم التجارب الناجحة وتثمينها، خاصة تلك التي استفادت من الدعم ضمن البرنامج الثالث للمبادرة، المتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي.
وأضاف أن التظاهرة تُبرز التحول النوعي في بنية المشاريع المحلية، وتُجسد الرؤية الملكية التي تجعل الإنسان محور السياسات العمومية.
فضاء للنقاش والتكوين… واحتفاء بالمواهب لا يقتصر المعرض على العرض والتسويق فقط، بل يتضمن منتدى موازيًا يحتضن ورشات تكوينية وندوات تتناول مواضيع الريادة والمقاولة لدى الشباب، والإدماج الاجتماعي، وآليات التمويل، فضلًا عن أنشطة توعوية حول صحة الأم والطفل، وأروقة مخصصة للأطفال.
كما خُصصت أروقة خاصة بالشركاء المؤسساتيين للمبادرة، وجمعيات تشتغل على محاربة الهشاشة، خصوصًا في صفوف النساء والأشخاص في وضعية إعاقة، ما جعل من التظاهرة مساحة مفتوحة للتلاقي والتبادل والشراكة.
قصص ملهمة وتجارب إنسانية ناجحة ومن بين الأصوات التي برزت في المعرض، قال عبد اللطيف النجار، رئيس جمعية التضامن لذوي الاحتياجات الخاصة، إن المشاركة جاءت لتؤكد قدرة الأشخاص في وضعية إعاقة على الإبداع والابتكار متى توفر الدعم والاحتضان، مشيدًا بدور المبادرة في إدماجهم داخل النسيج الاقتصادي والاجتماعي
أما أمل العزوزي، رئيسة جمعية تفعيل المبادرات، فقد اعتبرت أن هذا المعرض يُبرز نجاح المشاريع النسائية والشبابية بالإقليم، ويبرهن على أن العمل المحلي قادر على إحداث الفرق، متى ما اقترن بالمهنية والشراكة الفعلية.
واعتبر يونس القاسمي، أحد المستفيدين من دعم المبادرة ومرشدًا سياحيًا، أن المبادرة شكلت نقطة تحوّل حقيقية في مساره المهني، وساهمت في الترويج لتازة كوجهة للسياحة البيئية والثقافية.
إقبال واسع وانتظارات كبيرة وقد عرف المعرض إقبالًا لافتًا من الزوار، الذين أبدوا إعجابهم بجودة المنتجات المعروضة، وبتنوع الخدمات التي تعكس غنى وتنوع النسيج الاجتماعي والاقتصادي المحلي.
ومن المرتقب أن يشهد المعرض، الذي يستمر إلى غاية 23 ماي الجاري، تنظيم ورشات إضافية ولقاءات مفتوحة، لتعزيز قدرات العارضين، وبناء شراكات مستقبلية تدعم التنمية المستدامة وخلق فرص الشغل بإقليم تازة.