الصحوة المتأخرة..هل تنقذ جيلًا من النسويات؟

FEMINISTES

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

في عالم اليوم المضطرب، حيث تتصارع الأفكار والمفاهيم، برزت حركة نسوية راديكالية تدعو إلى مساواة المرأة بالرجل بشكل مطلق، دون النظر إلى الفروق الفطرية والجوهرية بينهما. وقد انخرطت الكاتبة البريطانية “بيترونيلا وايت” في هذه الحركة منذ شبابها، مؤمنةً بأفكارها ومبادئها، حتى أصبحت واحدة من أبرز الداعيات إليها.

لكن بعد سنوات طويلة من الكفاح والنضال، استيقظت “وايت” على حقيقة مرة، وهي أن هذه الحركة التي آمنت بها قد خذلتها وخذلت جيلها بأكمله. في مقالة لها هزت أرجاء أوروبا، اعترفت “بيترونيلا” بأنها عازبة وبلا أطفال، وشعرت بالوحدة والفراغ في حياتها، كما شعرت صديقاتها المقربات.

FEMINISTES

تقول وايت : “الحركة النسوية علمتنا أن الأنثى التقليدية هي صورة نمطية اخترعها الرجال لإبقائنا تحت سيطرتهم، وبناءً على ذلك كنت معادية للرجال إلى حد إبعادهم، والآن ها أنا أدفع ثمن ذلك.”

وتضيف : “فات الوقت بالنسبة لي ولصديقاتي، ولكن لا ينبغي لنا أن نسمح للحركة النسائية بأن تدمر حياة الأجيال القادمة أيضًا.”

في هذا المقال، تحذر “بيترونيلا” من خطر النساء الراديكاليات اللواتي يصورن للمرأة حياة معركة مع الرجل، ويحولنه في عينيها من حبيب مفترض إلى عدو حقيقي. وتدعو إلى فهم الفطرة الأنثوية، والتي تجعل المرأة تكمل الرجل وينقصها ما ينقصه، وأن لا سعادة لها إلا في كنف رجل يحبها ويخاف الله فيها.

بيترونيلا وايت

كما تنتقد “وايت” الأفكار النسوية التي تدعو إلى التمرد على المجتمع، وتصور له عدوًا وهميًا، مما يؤدي إلى ضياع العمر في صراعات بلا طائل. وتحذر من الدعوات إلى “ملكية الجسد” والتي تحول المرأة إلى مجرد عابرة سرير، فاقدة للدفء والأمان العائلي.

كما تؤكد “بيترونيلا” أن الغرب قد أهان المرأة وظلمها عندما جعل جسدها سلعة، وحملها ما لم تخلق لتحمله، داعية إلى النظر إلى الأسر السوية في المجتمعات التي تكرم المرأة وتصونها وتدللها، لأنها رحم موصولة معلقة بالعرش.

هذا ما صرحت به

هذا المقال الصادم والجريء من قلب الحركة النسوية نفسها، يطرح تساؤلات مهمة حول مستقبل هذه الحركة، وما إذا كانت ستواجه صحوة متأخرة تنقذ جيلًا من النساء من الضياع والوحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!