أسية عكور – موطني نيوز
الكثير من الرجال وحتى بعض النساء يرون أن المرأة لا تملك عقلا راجحا، ولكني تأملت آيات القرآن الكريم في وصف عقل المرأة فوجدت أنها تملك عقلا راجحا وخاصة عندما تتحكم بعاطفتها، فبلقيس جنبت قومها الدخول بالحرب بسبب عقلها الذكي وتصرفها الحكيم باختبار سيدنا سليمان عليه السلام بالهدية التي أرسلتها له، فقد تجلت حكمتها بفتح بابا للدبلوماسية والحوار لمعرفة النوايا الحقيقة لسليمان عليه السلام الذي لم يطالبها إلا بالإسلام.
وابنة شعيب نطقت بالحكمة عندما (قالت أحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين)، فقررت مبدأ تصلح به الدول والمؤسسات عندما يقودها القوي الأمين، كما لا تصلح الصداقة والزواج إلا به، وصار حتى مرشحي الانتخابات يستفيدوا من هذا المبدأ الذي أقرته امرأة في مسألة رغبتها بالزواج.
وامراة فرعون نطقت بالحكمة عندما قالت ( وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا)،يمكن أن نستفيد منه فلا يجب أن نتلفه أو نبدده أو نقتله إن كان بشرا،فهي عزفت على وتر الولد عند فرعون وقالت انه لا يفيدنا بشيء لو قتلناه بل بالعكس قد ننتفع به أو نتخذه ولدا.
واخت موسى عندما استخدمت ذكائها فوضعت قاعدة في تربية الأطفال، فالتربية هي ليست التغذية فقط، وإنما التكفل والرعاية والإرشاد، (فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون)، فالاهتمام بالطفل ليس فقط في إرضاعه وتغذيته وإنما بالتكفل به وتربيته ونصحه.
وامرأة العزيز نطقت بمبدأ من مبادئ علم النفس عندما أثبتت أن النفس تميل للمنكر والشهوات وأنها تلح على صاحبها بارتكاب الفعل السيء، كما قررت مبدأ إيماني وهو أن النفس لا تزكو إلا إذا اتصلت بخالقها فتستعين به وتستعيذ به.
فقالت (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم) فإنها بتوبتها هذه نطقت بالحكمة المقررة في علم النفس وعلم السلوك.
وامرأة عمران وضعت حكمة بليغة وحقيقة علمية (فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم).
وهناك أدلة كثيرة تدل على رجاحة عقل المرأة، منها أن الله كلف الرجل والمرأة بالدعوة، والدعوة أساسها الحكمة (وادع إلى سبيل ربك بالحكمة)، وجعل الله أمر المؤمنين رجالا ونساء بالشورى وأمرهم شورى بينهم)، وحض الرجل على استشارة زوجته في شؤون بيتها.
(وإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما) ونبينا الكريم ﷺ سلم نفسه لزوجته خديجة رضي الله عنها فأخذته إلى قريبها الذي عنده علم من الكتاب ليشرح له ما رآه في الغار، وأخذ برأي زوجته أم سلمة رضي الله عنها في أصعب لحظة وفي أكبر حركة اعتراض من الصحابة بسبب صلح الحديبية.
واضح من القصص الستة التي ذكرتها من القرآن الكريم أن الله تبارك وتعالي يبين لنا أن المرأة حكيمة وعاقلة عندما تتحكم بعاطفتها فإنها تنطق بالحكمة، ونزيد قصة سابعة لامرأة فرعون عندما آثرت نعيم الآخرة فقالت (رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين).
فقصور فرعون وحدائقه الغناء وخدمه وقيادته لم تصرفها عن رؤية الحق وطلب بيت في الجنة، فالمرأة كالرجل تملك عقلا راجحا.