من روح المقاومة إلى عبور التحديات : رؤى مقارنة بين عملية تتيت الفيتنامية وطوفان الأقصى في غزة

طوفان الأقصى

المصطفى الجوي – موطني نيوز

قد يكون من الصعب توفير المعلومات بشكل دقيق حول الأحداث الجارية في قطاع غزة اليوم، لكن المتفق عليه وعلى مر السنوات، هو أن منطقة الشرق الأوسط شهدت العديد من التوترات والنزاعات، وكانت قضية فلسطين وقطاع غزة من بين القضايا الحساسة والمثيرة للجدل. ويُعزى اهتمام العالم والعرب بحركة المقاومة الإسلامية ّحماس” إلى عدة عوامل، منها:

الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. فقضية فلسطين تظل مصدر توتر وصراع في المنطقة، وتشمل تلك القضية العديد من الجوانب المعقدة مثل الحقوق الوطنية والدينية والسياسية. بالإضافة إلى أن البعض يعتبر حركة حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المقاومة للاحتلال الإسرائيلي مجانبة للصواب وهذا طبعا راجع لإنبطاحه وتصهينه، فيما تجدها بعض الأطياف العربية الأخرى جزءا من المقاومة العربية التي يجب أن تكون ولهذا خلقت.

قتلى و جرحى صهاينة في موقعة غزة

وبالتالي فإن تدخل دول إقليمية ودول أخرى في هذا النزاع، يزيد من تعقيد الوضع ويؤثر على التفاعل الدولي. فالعالم الحر اليوم سقط منه القناع وفضح وجهه الحقيقي الداعم لإسرائيل. وفي مقدمتهم وسائل الإعلام التي باتت تلعب دورا كبيرا في تشكيل الرأي العام وإبراز بعض الجوانب لصالح اللوبي الصهيوني، بإستثناء المواقع الحرة و النزيهة.

50 عام على هزيمة أمريكا في حرب الفيتنام

لهذا من المهم أن نفهم أن هناك آراء متنوعة حول هذه القضية، ولا يمكن تمثيل الرأي العام بشكل كلي برأي واحد. يفضل دائمًا البحث عن مصادر موثوقة ومتنوعة للحصول على رؤى مختلفة وفهم أفضل للسياق الكامل للأحداث.

لكن دعونا نتحدث بكل صراحة ونسأل أنفسنا بكل تجرد، هل يحق لنا أن نفرح بما تقوم به حركة المقاومة الاسلامية حماس في غزة، أو نغضب لما لحق المدنيين في غزة بسبب المقاومة؟.

دمار فيتنام على ايدي المغتصب الامريكي

فأنا شخصيا كل ما أشاهد الأخبار وارى أشكال التصعيد والانتهاكات اليومية ضد المدنيين في غزة أتأكد بما لا يدع للشك من مكان تحقق نبوءتين. النبوءة الأولى قالها مؤسسة المقاومة الفلسطينية الشيخ أحمد ياسين رحمة الله عليه بنفسه، من حوالي عشرين سنة بخصوص زوال إسرائيل وبمعنى أصح توقيت زوال دولة إسرائيل. حيث قال حرفيا : “فبالتحديد أنا أقول 2027 بتكون إسرائيل مش موجودة”. النبوءة الثانية قالها الشيخ حازم صلاح إسماعيل في مصر من حوالي 12 سنة.

العدوان الصهيوني على غزة

وهي كذلك عن زوال إسرائيل، حيث قال : “إنه في خلال سنة 2022 و 2024 على أكثر تقدير سيحدث الأمر العظيم الحاسم المنتظر في المنطقة”، إنتبهوا جيدا. الشيخ حازم وصفه بحدث مهم سيحصل في المنطقة ما بين 2022 و 2024. وبصراحة النبوءتين عندما سمعتهما أول مرة لم أصدقهما. وقلت هذه ردت فعل طبيعية من شخصين ينتميان لتيار إسلامي سوقوه لنا بالمتطرف و المتعصب ساعتها. لكن في قرارات نفسي كنت أطير من الفرح لأنها بشرى خير. وكما يقال تفائلوا بالخير تجدوه.

المقاومة تصادر دبابة العدو

ولكن ومع مرور الوقت عندما كبرنا قرأت وإكتشفت بأن الشخصين الذي تحدث عنهما لم يكونا منجمين و لا حتى توقعاتهما تدخل في باب الدجل و الشعوذة. ولا علاقة لها حتى بالدين وانتمائهما. لكن هي وبمنتهى البساطة ان من تكلموا على زوال اسرائيل ناس ملمة ولها علم وثقافة كبيرة بالتاريخ. وكما تعلمون فالتاريخ يعيد نفسه بشكل لا نقاش و لا جدال فيه. بل ويعيد نفسه بشكل عجيب بالنقطة والفاصلة.

واليوم بحسب تصريحات قادتها، فإسرائيل تعتبر أنه في عدد من التهديدات الوجودية لدولتها، وجودية بمعنى قدرتها على أن تمحي شيء إسمه إسرائيل من الوجود. فالتهديد الوجودي الحالي يسمونه في إسرائيل “مترو أنفاق غزة” أو ببساطة أنفاق المقاومة الفلسطينية. التي كثر الحديث عن إغراقها مؤخرا بالمياه، تماما كما وقع على الحدود المصرية الفلسطينية في 2014 الى غاية 2016. لما مصر غرقت الأنفاق وهي بالمناسبة فكرة جمهورية مصر العربية.

أنفاق غزة

ولكي نفهم خطورة هذه الأنفاق بالنسبة للكيان الصهيوني الغاصب المحتل. لابد من الرجوع بالتاريخ الى الخلف. إلى ستينيات القرن الماضي، وتحديدا يوم عملية “تيت” والعارفين بالتاريخ والدارسين له سيعلمون أننا نتحدث عن العملية التي قامت بها المقاومة الفيتنامية والتي كان يطلق عليها أنداك إسم “الفيت الكونج”. ضد القوات الأمريكية والقوات الفيتنامية الحليفة لأمريكا.

الفيت كونج أو المقاومة الفيتنامية الشمالية كانت تجهز لعملية لمدة طويلة، والتجهيز كان عبارة عن فكرة بسيطة جدا وتتمثل في حفر شبكة من الأنفاق تمكنهم من الوصول لعمق القواعد الأمريكية. وقواعد القوات الفيتنامية الجنوبية الحليفة لأمريكا. 

أبو عبيدة

وبتاريخ 31 يناير 1968، طلعت المقاومة الفيتنامية من تحت الأرض. في قلب القواعد الأمريكية ليتم استهداف قرابة مائة هدف أمريكي وفيتنامي جنوبي تم إستهدافهم في نفس الوقت، تماما كما وقع يوم 07 أكتوبر 2023، من تحت الأرض وعبر شبكة أنفاق. قلت تم تدمير حوالي مائة هدف للقوات الامريكية و القوات الموالية لها من شبكة الانفاق التي بنتها قوات “الفيت كونج” الفيتنامية المقاومة والتي وصل طولها 250 كيلومتر، وتذكروا هذا الرقم جيدا.

وبحسب المعلومات الدقيقة فهذه الأنفاق كانت تتوفر على كل شيء، مدينة كاملة متكاملة تحت الأرض. تحصن فيها المقاومين الفيتناميين وكانوا يخرجون منها كالاشباح. وهنا لابد من التشديد على ردة فعل الجيش الامريكي الغتصب المحتل ساعتها. لأنه سيكون مهم جدا بالنسبة لنا لربطه بما يقع حاليا في غزة بالنسخة الاسرائيلية الحمساوية. 

هوشي منه

وبالفعل كان هناك ردين من قبل المحتل الأمريكي. الأول هو القصف العشوائي الانتقامي من الشعب المدني الفيتنامي. قصف جنوني بقنابل “النبالم” الحارقة التي كانت أمريكا تعشق استخدامها لحرق الاطفال و النساء و الشيوخ إنتقاما مما قامت به حركة “فيت كونج” وكأن التاريخ يعيد نفسه. فخلال سبعة سنوات أمريكا قصفت المدنيين بحوالي إثنين مليون طن من المتفجرات. قتلت وحرقت حوالي 200 ألف مدني، بل وارهابها اللامتناهي دفعها الى رش محصول الارز بالمواد الكيماوية تسببت في إصابة جيل كامل من الأطفال بالتشوه، دريعتهم في ذلك أن “الفيت كونج” يختبئون في الأنفاق، زد على ذلك أنهم صرحوا كحجة بأن المقاومين الفيتناميين يختبئون فوق الاشجار وعليه لابد من ازالة كل أوراق الشجر. بل أكدوا أن القانون الدولي لا يمانع ويدعمهم تماما كما يتم دعم اسرائيل في قتلها وابادتها للشعب الفلسطيني.

رجال المقاومة

الرد الفعل الثاني الذي كان موازيا للقصف العشوائي الإرهابي على المدنيين، كان الاكتئاب الحاد والرعب الشديد الذي وصل الى درجة الجنون عند الجندي الأمريكي والذي لا تزال أثاره الى يومنا هذا. بسبب المقاوم الفيتنامي الشبح الذي يخرج من الأنفاق لينكل بالجنود الغزاة الامريكين ويختفي. لتنطلق عمليات رفض التجنيد الإجباري الأمريكي. والمتتبعين للصراع الامريكي الفيتنامي سيتذكر أكبر عملية رفض التجنيد الاجباري و التي كان بطلها الملاكم الامريكي المشهور محمد علي كلاي.

زمن اسرائيل مواجهة غزّة تبدو مثل حرب الفيتنام

أما الجنود المتواجدين في الفيتنام والبالغ عددهم ربع مليون جندي أمريكي، ظهرت حالة اسمها “تعبئة الرمال” كانت الوحدات العسكرية عند تلقيها لأوامر عسكرية تقوم بدوريات في الارياف بعيدة عن أعين رؤسائهم لتختبأ بل وترسل تقارير زائفة. بل وأصبحوا مدمنين على المخدرات بشكل كبير، لدرجة أن ثلث الجيش أصبح يتعاطى المخدرات. ليطلق ساعتها لقب سبحانة الله كما هو الشأن في يومنا هذا “المقاتل الشبح”، والذي يطلق اليوم على مقاومي حماس وهو المقاتل الذي يخرج من تحت الأرض ليفجر دبابة الميركافا أو ناقلة الجند ويختفي. وعند مطاردته والنزول خلفه الى الانفاق يتوهون فمنهم من يقتل ومنهم من يأسر وهكذا فهم لا يميزون إن كانت الفتحة مفخخة أو للجنود أو للتهوية.

النيران تلتهم تل ابيب

وبالرجوع الى الطريقة التي كان يتبعها مقاتلي “الفيت كونج” فقد كانت بدائية و دموية وهي عبارة عن سكاكين تنغرز في جسم الجندي الامريكي ليكون عبرة لكل من يحاول اللحاق بالمقاوم الفيتنامي. قائد المقاومة الفيتنامية الذي كان إسمه “هوتشي منه” كانت له جملة في بداية الحرب تقول : “اذا كانت أمريكا مستعدة للحرب 20 سنة فنحن سنحاربها”، وفي النهاية صاحب الأرض وكما يقال “نفسو طويل”. لكن النتيجة كانت بعد سبعة سنوات فقط من إنطلاق عملية “تيت” تمكنت المقاومة خلالها من إحتلال عاصمة جنوب الفيتنام “سايجون” وطان الانسحاب الجيش الأمريكي الذي لا يقهر مدلا من سايجون. والذي ذكرني من انساحب الجيش الامريكي العظيم من العاصمة الافغانية “كابل” صورة طبق الأصل أو كما سبق وقلت التاريخ يعيد نفسه.

حرب فيتنام

إذن ما علاقة هذا بما يحصل اليوم في إسرائيل؟ إسرائيل تسمي شبكة أنفاق المقاومة الاسلامية حماس، مترو انفاق غزة. لأن شبكة الأنفاق في قطاع غزة متشعبة لدرجة تفوقت على أنفاق فيتنام بمراحل. تذكروا فيتنام هزمت ربع مليون جندي أمريكي بشبكة أنفاق لم تتجاوز 250 كيلومتر، موزعة على مساحة شاسعة جدا والتي هي حدود فيتنام بين الشمال و الجنوب. أما غزة ففيها ضعف أنفاق فيتنام، فيها 500 كيلومتر على مساحة صغيرة جدا وبعمق يصل الى أكثر من 70 متر تحت الأرض يعني عمارة كاملة بأكثر من 20 طابقا تحت الأرض.

جنود صهاينة اصيبوا في غزة

مضممة بطريقة علمية جد متطورة، بحيث لا يوجد نفق يفتح على نفق أخر. فكل نفق له شبكة خاصة به ومجموعة من الفتحات منها (الوهمية، الفارغة والمفخخة) فخطورة هذه الأنفاق جد متشعبة وبالتالي تعتبرها إسرائيل تهديدا وجوديا وقادر على انهائها. لان غزة نفسها كانت قطاع محتل كباقي الاراضي الفلسطينية بداخلها مستوطنات ومستوطنين يعيشون فيها ويرتكبون جرائم قتل في حق سكان الارض الاصليين كل يوم وتحت حماية الجنود المحتلين.

الى أن قررت حركة المقاومة الاسلامية حماس تطور الانفاق، لتنطلق فكرة حفر نفق الى حدود أسفل قاعدة عسكرية ومن تم يفجرونها. أريد أن أطلعكم أن هذه العملية التي كانت احد الاسباب المباشرة لإنسحاب إسرائيل بصفة كاملة من قطاع غزة. كانت عملية تفجير حاجز “أبو هولي” المعروف بموقع “محفوظة” بمدينة خان يونس جنوب القطاع سنة 2004. هذا الموقع الذي كان يعتبر ثكنة عسكرية محصنة تشرف على حماية مرور المستوطنين والدوريات العسكرية في المنطقة.

ترويع المدنيين

المقاومة وبكل بساطة حفرت نفق طوله 495 متر، انطلاقا من منطقة أمنة والى غاية الموقع العسكري، حيث تم زرع عبوة ناسفة ضخمة وزنها طن من المتفجرات، وفجرتها مما تسبب في دمار كامل للموقع العسكري المقصود، وسقوط الكتل الاسمنتية على رأس الجنود. هذه العملية كانت بمثابة الاعلان عن ميلاد عصر مترو انفاق غزة. بعدها وفي اقل من سنة إسرائيل تعلن انسحابها من قطاع غزة بالكامل في عهد الجزار “شارون” المجرم وليس نتنياهو.

هذا ما فعلته امريكا في الفيتنام

أريد أن اتقاسم معكم معلومة مهمة بخصوص من نفذ هذه العملية وحفر النفق وزرع العبوة الناسفة الكبيرة، في الحقيقة هما شابين فلسطينين لم يتجاوز عمرهما العشرين الاول إسمه “عمر” والثاني “أشرف” سنة 2004 يعني من حوالي 20 سنة. إذن كم سيكون حجم الأنفاق اليوم وبعد مرور 20 سنة؟ لذلك فإن فكرة إغراق الأنفاق هي في الحقيقة وهم وخرافة لأنها ستغرق نفق لا يعرف اي كان اين هو؟ أو حتى من أين يبتدء وأين ينتهي؟.

ولنفترض جدلا انهم سيغرقون النفق ربما يكون طوله كيلو متر أو عشرة كيلومترات سيغرق معه كل الموجودين، ستضل هناك 490 كلومتر من الانفاق، وتذكروا فيتنام هظمت ربع مليون جندي أمريكي وأجبرتهم عن الرحيل بحوالي 250 كيلومتر لا غير. 

أنفاق الفيتنام

شيء أخر، أقدر اني استنتجه من ردة فعل الاسرائليين عن عملية “تيت الفلسطينية” والتي اطلق عليها إسم “طوفان الاقصى” بتاريخ 07 أكتوبر 2023. هو القصف الشديد والتنكيل الهمجي البربري بالمدنيين العزل والاطفال الابرياء. دون ان أتابع أي قناة أو صحيفة أو موقع عربي أو عبري. أقدر أعرف وأنا على يقين أن هناك حالات إكتئاب ورعب شديدين يعيشهما الجنود الصهاينة. بدليل المقاطع التي تم حذفها لجنود يدرفون الدموع، بل هناك اعلام عبري يتحدث عن حالات إسهال عند الجنود الاسرائليين.

دمار غزة كما فعلت امريكا في الفيتنام

بالاضفاة الى أني تأكد أن هناك حالات كثيرة بين الجنود لمتعاطي المخدرات والايام بيننا، تماما كما وقع للجنود الامريكان في الفيتنام. وكما تعلمون فقد سبقتها حالات رفض للخدمة العسكرية الاجبارية في اسرائيل مؤخرا. لكن ما يجب ان يعرفه العدو الصهيوني أن تلك الانفاق ليس فارغة بل على العكس فيها أسرى ومحتجزين وجنود إسرائليين أهاليهم يقفون أمام باب بيت نتنياهو محتجين، ويطالبونه بعدم إغراق الأنفاق وقتل أبنائهم. يا نتنياهو لا تنفذ عقيدة “جنبعل” العجيبة للجيش الاسرائيلي، لكي تقتل الاسرى ويتسنى لك قتل خاطفيهم.

الفيتكونغ

سلسلة الانهيارات دائما ما تؤدي في الاخر بأن تكون الخسائر أكبر بكثير من الانجازات، الجيش ينسحب سواء كان إسرائيلي أو أمريكي أو حتى من التتار. أعتذر فجيس التتار تم هزمه تقريبا في ظروف مشابهة. وهنا توجد مفارقة تاريخية عجيبة جدا، وكما يعلم الجميع أن التتار هزموا على يد القائد “قطز” في معركة “عين جالوت” على يد جيش يتكون من الفلسطنيين و المصريين وعين جالوت في فلسطين. 

ضحايا الامريكان

وبالتالي فإن المفارقة الغريبة هي أن جيش التتار لم ينهزم في تاريخه الى مرتين الاولي الكل يعرفها في معركة عين جالوت على يد جيش مصري فلسطيني والمرة التي سبقتها كانت في الفيتنام و على يد المقاتل الفيتنامي، والتي كانت نتيجتها أن دولة المغول نفسها انقسمت الى أربع دول وتفكك جيشها، وكما سبق وقلت لكم التاريخ دائما يعيد نفسه في نفس الأماكن ونفس الشعوب. لأن تلك الشعوب جبارة وأمريكا التي كانت من حوالي نصف قرن تحرق الفيتناميين بقنابل “النابالم” تعتبرهم اليوم أصدقاء.

حماس تحتجز إسرائيليين رهائن في قطاع غزة

نفس النظام الذي هزمهم بنفس العلم الأحمر الذي تتوسطه نجمة صفراء، يصنعون الأيفون الأمريكي اليوم لأن المصلحة حكمت،والاكثر من هذا رئيس الفيتنام أخذ جائزة نوبل للسلام وهو من رفضها لأنه إنتصر. وهذه ليست نبوءات و لا تنجيم. ففي يوم من الايام ممكن أن نرى أبو عبيدة يرقض جائزة نوبل للسلام لأنه إنتصر. بل الاكثر من هذا سيخافون، ولن يقدرون على قتله و لا قتل يحي السنوار و لا الضيف. اتعلم لماذا؟ لأن السبب الذي جعل عمر و أشرف يحفرون أول نفق الذي فجر كبرياء الصهاينة وجعلها تنسحب من قطاع غزة بالكامل، كان ببساطة ردة فعل انتقامية لمقتل مؤسسة حركة المقاومة الفلسطينية الشيخ “أحمد ياسين” رحمه الله. 

يحيى السنوار

ففي النهاية تبقى عملية تتيت الفيتنامية وطوفان الأقصى في فلسطين تشتركان في العديد من الجوانب، حيث يظهر التشابه في عناصر عدة كالمقاومة والتحدي فكلا الحدثين شهدا مقاومة شديدة من قبل الشعب والمجتمع المحلي ضد الظروف الصعبة والاحتلال. تجسدت الإرادة والتصميم في مواجهة التحديات الكبيرة. بحيث تجلى الصمود والتضحية في وجه المصاعب والهجمات، أظهر من خلالها المقاومين براعة في التكيف مع الظروف القاسية والتصدي للتحديات.

الشيخ حسن نصر الله

دون أن ننسى أن كلا الحدثين جسدا نضالا مستمرا من أجل تحقيق الحرية والاستقلال. فقد شهدت كل من عملية تتيت وطوفان الأقصى تأثيرات قوية للاحتلال والظروف السياسية الصعبة، مما أدى إلى نضال طويل ومستمر لتحقيق العدالة والتحرير. فكلتا العمليتين شهدتا تكاملاً وتلاحمًا داخليًا في المجتمع، وارتفاعاً في الروح الوطنية والوحدة تجاه التحديات. وبهذه الطريقة، يتجلى التشابه بين عملية تتيت الفيتنامية وطوفان الأقصى الفلسطينية في الروح المقاومة، والتضحية، والتصميم على تحقيق الحرية والاستقلال في وجه التحديات الكبيرة والاحتلال لأن الأمريكان والصهاينة وجهان لعملة واحدة هو الإرهاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!