بقلم الرميصاء رضا – موطني نيوز
- حسان بن ثابت .
- كعب بن زهير .
- الخنساء .
شعراء عصر صدر الإسلام من أشهر الشعراء، فعندما بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم بدعوة الإسلام في بيئة يكثر فيها الشعراء والتحدي فيما بينهم باللغة العربية، فالشعر الجاهلي من أعقد وأكثر الأشعار المشهورة بين الناس، فالعرب كانت ملكتهم في اللغة العربية وكيفية تطويعها فيما يريدون التعبير عنه، وذلك لأن اللغة العربية في الأصل لغة ثرية قد تجد لمصطلح واحد الكثير من الأسماء التي تدل عليه ويمكن استخدامها في الصور البلاغية.
لو نظرت إلى الخطب التي كانت موجودة في الجاهلية ستشعر بالفخر من الكلمات والمفردات والتعابير التي لا يوجد مثلها، فالعرب كانوا يعتبرون أن اللغة هي ما يميزهم فهي لغتهم ولغة آبائهم، لذلك نزل القرآن، نزل القرآن كتحدي لهم، وتحداهم الرسول بالفعل حتى يأتوا بمثل آياته لكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا رغم تمكنهم من اللغة والتعبير.
لم يستطيعوا أن يتحدوا القرآن ويأتوا ببعض آيات مثل آياته، فالله سبحانه وتعالى عندما أراد أن يظهر عجزهم وأنهم يجادلون في شيء لا يجب أن يتم المجادلة فيه، تحداهم بالشيء المتمكنين فيه لكنهم لم يستطيعوا مجاراة هذا أيضًا، رغم أنه كان هناك الكثير من الشعراء في العصر الجاهلي الذين اشتهروا بشعرهم وخطبهم.
اشتهرت البيئة الجاهلية بالكثير من الشعراء المتميزين وخاصة الذين اشتهروا بالمعلقات مثل عنترة بن شداد وعمرو بن كلثوم، فإذا نظر الناظر إلى معلقة واحدة من هذه المعلقات سيدرك فعلًا ما نحكي فيه، أنه لم يكن أحد متمكنًا في اللغة العربية وعلومها وآدابها مثل العرب في الجاهلية.
لم يستطع أحد مجاراتهم ولا مسابقتهم على الإتيان بصور بلاغية أبلغ من الصور التي أتوا بها في أشعارهم، وانتقلت هذه الملكة مع الشعراء الذين أسلموا عندما جاء الإسلام ونزل القرآن، فأسلم الكثير من الشعراء الذين طوعوا شعرهم ليدافعوا عن الإسلام والقرآن بجانب الكثير من المواضيع الأخرى، ومن أشهر شعراء عصر صدر الإسلام:
سيدنا حسان بن ثابت: سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه هو ابن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد بن النجار، أطلق عليه لقب سيد شعراء المؤمنين وهو شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه، وهو أصلًا من قبيلة الخزرج من اليمن ولكنه انتقلت إلى الحجاز وعاشت مع الأوس في المدينة، لذلك ولد سيدنا حسان في المدينة قبل مولد الرسول بثمان سنوات.
عاش في الجاهلية ستين سنة كما عاش في الإسلام ستين سنة مثلهم في العدد ولكن في الكيف هم أكثر من ذلك بكثير، فكان في الجاهلية متجهًا إلى اللهو والغزل فهو قد نشأ في منزل من منازل الأشراف، فأبوه كان من سادات قومه وأشرافهم، واشتهر سينا حسان في الجاهلية بشعره حيث اتصل بملوك الحيرة والغساسنة ليمدحهم وليأخذ منهم الأعطيات، فعرف شعر المدح واشتهر به، كما أن حروب الأوس والخزرج لم تكن تنتهي فكان هو لسان قومه في هذه الحروب، فعرف شعر الهجاء كما عرف شعر المدح.
لم يكن حسان بن ثابت يقوى على الحرب، لذلك لم يشهد مع رسول الله غزوة أو معركة، ولكنه شهد معه كل هذه الغزوات والمعارك بلسانه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب شعر حسان ويجعله، عندما علم حسان بالإسلام وهو في سن الستين دخله دون تردد ومن هنا قال أنهم كما نصروا الرسول واستقبلوه في المدينة فإنه سينصره بلسانه.
أخذ على عاتقه الدفاع عن الإسلام والمسلمين وهجاء قريش، حيث كان الرسول يطلب منه أن يهجو قريشًا فكان يفعل ذلك من حانب هجائهم بالنسب والمعارك التي فشلوا أن ينتصروا فيها، ولم يكن يهجوهم بالكفر وعدم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، وكان لحسان مكانة عند رسول الله فكان يقسم له من الغنائم والعطايا وكذلك الخلفاء من بعده.
سيدنا كعب بن زهير: كان سيدنا كعب من أعرق الناس في مجال الشعر حيث كان أبوه زهير بن أبي سلمى صاحب المعلقة في الجاهلية، وأخوه بجير وابنه عقبة كلهم متمكنين في الشعر، وكعب هو شاعر عربي عاش في عصرين مختلفين، الجاهلية والإسلام، وقصته الشهيرة أنه عندما ظهر الإسلام هجا النبي صلى الله عليه وسلم فقام النبي بإهدار دمه.
جاء كعب إلى الرسول مستأمنًا وقام بإنشاد البردة أو اللامية والتي مطلعها بانت سعاد فقلبي اليوم متبول، فعفا النبي عنه وخلع البردة وألبسها له فسميت القصيدة بالبردة واشتهرت هذه القصيدة بصورة عظيمة، حيث كان كعب من أشعر شعراء عصره فهو سليل أسرة عريقة في الشعر، حيث كانت عمته الخنساء، فحفزته البيئة على تنمية مهاراته في الشعر وصقلها.
ورث سيدنا كعب موهبة الشعر من والده، إلا أنه تمكن وأصبح في مكانة مرموقة من حيث الشعر حتى أن بعض النقاد وضعوه في مكانة أعلى من مكانة والده، وكان كعب يتبع منهجًا مختلفًا في الشعر حيث كان يتأنى في الكتابة، ويتعقل ويعتني بالشعر حتى أنه كان يكتب القصيدة في عام، لذلك سميت قصائده بالحوليات.
سميت قصائده بالحوليات نسبة إلى الحول وهو العام، فكان لا يذيعها إلا بعد تنقيحها والتأكد من كل شيء فيها، وتميزت قصائده بالسهولة واليسر، فكان ينتقل بين الأغراض الشعرية في القصيدة الشعرية الواحدة بكل سهولة، فكان بهذا من أشعر شعراء الجاهلية وأشهر شعراء الإسلام.
بماذا اشتهرت الخنساء؟
بتمكنها في الشعر وكذلك القوة والشجاعة .
الخنساء هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، ولقبت بالخنساء بسبب صغر حجم أنفسها، لحقت الخنساء أواخر عصر الجاهلية وبداية ظهور الإسلام، وأسلمت تماضر عندما قدمت مع أبناء عمومتها إلى النبي لكي تسلم على يديه، واشتهرت الخنساء بتمكنها في الشعر.
كانت تنحدر من عائلة ذات مكانة في الشعر فهي عمة كعب بن زهير، واشتهرت الخنساء أيضًا بشعرها الحزين، حيث غلب عليه البكاء والرثاء حتى إنها أصبحت أشهر شعراء الرثاء في عصرها، وخاصة بعد وفاة أخوها صخر والذي كان يتمتع بمكانة عالية في قومه وحزنت عليه حزنًا شديدًا عند موته، لذلك رثته في أكثر من قصيدة وكان الرسول يستنشدها ويعجبه شعرها كثيرًا.
عرفت الخنساء بحرية الرأي وقوة الشخصية وذلك لأنها نشأت في بيت عز ويظهر ذلك من خلال قصائدها في رثاء أخيها صخر وأخيها معاوية في الجاهلية، كما تميزت بشعرها كثيرًا، فكلما كانت توجد امرأة تستطيع إنشاد الشعر بسلاسة وسهولة مثل الخنساء فلم تكثر النساء في مجال الشعر سواء في الجاهلية أو الإسلام، فكانت الخنساء علامة مميزة، وتميزت ايضًا بالشجاعة ويظهر هذا يوم القادسية عندما استشهد أبناؤها الأربعة فاستودعتهم وقالت: الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم.
شعراء الإسلام المخضرمين
كان في الإسلام الكثير من الشعراء المخضرمين الذين عاشوا في الجاهلية وفي الإسلام مثل كعب بن زهير والخنساء وحسان بن ثابت، والذين دخلوا الإسلام سريعًا عندما عرفوا به، فطوعوا شعرهم للدفاع عن الإسلام والرسول، فهذا حسان بن ثابت يهجو قريشًا وتغضب قريش من هجائه اللاذع عليهم لأنه لم يدخل لهم من جانب الكفر والإيمان بل دخل من حانب النسب والانتصار والهزيمة في المعارك وهذه من الأشياء التي كانوا يغضبون منها أشد الحرب.
فكل شيء بالنسبة لهم لا بأس به إلا الهزيمة والتعيير، وهذا كعب بن زهير والذي كتب البردة التي مازالت تنشد حتى الآن، فهو كتب قصيدة اعتذار منذ 1400 عام وما زلنا ننشدها نحن حتى الآن فأي أثر هذا الذي تركه كعب بن زهير.
من هم ابرز شعراء هذا العصر
- أحمد شوقي .
- محمود درويش .
لم يقتصر الشعر على الجاهلية أو عصر صدر الإسلام فقط، بل تعداه إلينا نحن هنا في العصر الحديث، فهناك شعراء هم الأفضل على الإطلاق في المجالات التي كتبوا فيها، فهذا أحمد شوقي أمير الشعراء الذي كتب البردة أيضًا والتي هي محاكاة لبردة البوصيري، فكانت من أعظم البرد التي كتبت وما زال الناس يقرأونها حتى الآن، كما اهتم شوقي بالكثير من مجالات الكتابة الأخرى غير الشعر فكتب المسرحيات التي تم تمثيلها فانتشرت مثل النار في الهشيم.
محمود درويش هو شاعر فلسطين أو شاعر المقاومة، والذي أصبحت أشعاره مرتبطة بفلسطين دائمًا وترجمت إلى الكثير من اللغات، فهي الأشعار التي إذا قرأتها شعرت بالانتماء والحب تجاه فلسطين والمقاومة.