إبادة إسرائيل لسكان غزة..صمت عربي وعالمي يثير التساؤلات

أثار العدوان الهمجي الصهيوني على غزة

المصطفى الجوي – موطني نيوز

في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط أحداثًا مشحونة بالتوتر والصراعات، تستمر إبادة إسرائيل لساكنة غزة وسط صمت مخيف ينتاب العرب والعالم. يعبّر هذا المقال عن الغضب والاستياء من تلك الإبادة وعن الأسئلة التي تعترضنا: ما هو دور العرب والعالم في مواجهة هذه الفظائع الإنسانية؟

أثار العدوان الهمجي الصهيوني على غزة

الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة..الحاجة الماسة للتحرك العاجل :

تعيش ساكنة غزة تحت وطأة الحصار والقمع المستمر من قبل إسرائيل. يعاني الأطفال والنساء والمسنون من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل القطاع. ولا يقتصر القمع الإسرائيلي على الحصار الاقتصادي والعسكري فحسب، بل يشمل أيضًا الهجمات العسكرية المتكررة التي تستهدف المدنيين العزل والبنى التحتية الحيوية.

بحيث يشهد قطاع غزة حاليًا وضعًا إنسانيًا صعبًا ومأساويًا يستدعي التحرك العاجل من المجتمع الدولي. منذ سنوات عديدة، يعاني سكان غزة من آثار الحصار الإسرائيلي الذي أكمل عقودًا من الزمن، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية في المنطقة.

يعاني القطاع من انقطاع مستمر للكهرباء والماء، حيث يتعذر على السكان الاعتماد على تشغيل المعدات الضرورية مثل الثلاجات والمكيفات وظهور هطول الأمطار وتدفئة المنازل في فصل الشتاء. المياه النظيفة والصحية أيضًا أمر نادر في غزة، حيث يعاني السكان من نقص شديد في المياه العذبة ويواجهون صعوبة في تلبية احتياجاتهم الأساسية.

النقص الحاد في المواد الغذائية أصبح أمرًا مألوفًا في حياة سكان غزة. العائلات لا تستطيع تأمين وجباتها الأساسية، والأطفال يعانون من سوء التغذية المستمر. في حين نجد المنظمات الإنسانية الدولية مثل اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي يعبّرون عن قلقهم العميق إزاء انعدام الأمان الغذائي والتغذية السليمة في القطاع.

أثار العدوان الهمجي الصهيوني على غزة

بالإضافة إلى ذلك، يعيش العديد من الأسر في فقر مدقع، حيث يجدون صعوبة في تأمين احتياجاتهم الأساسية. على الرغم من الظروف الصعبة التي يواجهونها، يظل سكان غزة يمارسون مقاومة غير مسلحة من خلال التمسك بحقوقهم الأساسية والمطالبة بإنهاء الحصار وإعادة بناء البنية التحتية التي تعرضت لدمار كبير جراء العدوان الإسرائيلي المتكرر.

في ظل هذا الوضع الإنساني الصعب، تتطلب القضية الفلسطينية وخاصة وضع غزة اهتمامًا دوليًا فعّالًا. يجب أن تتكاتف الدول والمنظمات الدولية لإيجاد حلول سريعة ومستدامة، تتضمن رفع الحصار المفروض على غزة، وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة، وتحسين ظروف الحياة الأساسية للسكان.

على المستوى الدبلوماسي، يجب أن تسعى الدول إلى إحلال السلام العادل والمستدام في المنطقة، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتوفير الشروط الملائمة لحياة كريمة للفلسطينيين.

إن عدم التحرك العاجل والفعَّال سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المأساوي في غزة وتكبد مزيد من الأعباء على السكان الأبرياء. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته الإنسانية وأن يتخذ إجراءات فورية للتخفيف من معاناة السكان في هذا القطاع.

أثار العدوان الهمجي الصهيوني على غزة

عدم التدخل العربي في ظل مساندة غربية للكيان الصهيوني..انكفاء الواجبات العربية :

في ظل هذه الجرائم البشعة التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني، يثير عدم التدخل الفعال من قبل الدول العربية التساؤلات العديدة حول موقفها ودورها في هذه الأزمة. يجب أن نتساءل لماذا لا تتحرك الدول العربية لإنقاذ الشعب الفلسطيني من هذه الإبادة الجماعية؟ هل يفتقر العرب إلى القوة السياسية والإرادة للتصدي لإسرائيل؟ أم أنها مسألة نقص الرؤية الإستراتيجية والتنسيق غير المكفول بين هذه الدول؟

خلال العقود الماضية، لاحظنا عدم تدخل العرب بقوة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، في ظل مساندة واضحة من الغرب للكيان الصهيوني. هذا الوضع أثار جدلاً واسعًا وأثقل من رفع التساؤلات حول الالتزام العربي في واجبهم تجاه القضية الفلسطينية وشعبها.

فمنذ إعلان قيام دولة إسرائيل في عام 1948، لم تثبت الدول العربية ولا حتى في الوقت الحالي، قدرتها على فرض حل سياسي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي. بل على العكس، تبدو القوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، في العديد من الحالات تقف إلى جانب إسرائيل، ساعية لتحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

يمكننا أن نشير إلى نقاط محددة توضح هذا الواقع. على سبيل المثال، تم استخدام حق النقض الأمريكي في مجلس الأمن الدولي عدة مرات لحماية إسرائيل ومنع إصدار قرارات من شأنها أن تعاقب إسرائيل على انتهاكاتها للقوانين الدولية وحقوق الإنسان. في الواقع، يمكن اعتبار الفيتو الأمريكي بمثابة تمييز واضح ضد العالم العربي والفلسطيني.

أثار العدوان الهمجي الصهيوني على غزة

بالإضافة إلى ذلك، لم تظهر الدول العربية بوحدتها وقدرتها على التضامن واستخدام نفوذها السياسي والاقتصادي لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني. وتبدو الخلافات الداخلية والانقسامات السياسية في العالم العربي قائمة كحاجز قوي لأي جهود جادة للتوحيد والتصدي للتحدي الصهيوني.

وبالنظر إلى هذا الوضع، يمكن أن نقول إن عدم التدخل العربي في القضية الفلسطينية لا يعكس فقط فشلًا في تحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني، بل يعكس أيضًا فشلًا في تمثيل المصالح العربية وحماية الأراضي العربية من الاستعمار والاحتلال.

على المستوى العربي، يجب أن يقوم القادة العرب بالتصريحات الواضحة واتخاذ الإجراءات الفعالة للتصدي للإجراءات الإسرائيلية غير القانونية والسعي لتحقيق الحل السياسي العادل والشامل للنزاع. كما يجب أن تتكاتف الدول العربية وتقوم بالضغط على المجتمع الدولي لوضع حد للتحيز الغربي لصالح إسرائيل والعمل نحو إحلال السلام العادل والمستدام في المنطقة.

ويتطلب إحلال السلام وتحقيق العدالة في الشرق الأوسط تضامناً وتعاوناً قوياً من الدول العربية، والقدرة على مواجهة المواقف المجحفة والمتحيزة من الغرب. لإن عدم الاهتمام بالقضية الفلسطينية وعدم التصدي للتحالف الغربي مع إسرائيل لن يؤدي إلا إلى استمرار الاستعمار وانتهاك حقوق الإنسان في المنطقة.

أثار العدوان الهمجي الصهيوني على غزة لم يستثني حتى سيارة الاسعاف

صمت المجتمع الدولي ازاء جرائم الحرب التي تنهجها إسرائيل..انعدام العدالة والمسؤولية :

أما على صعيد آخر، نرى أيضًا صمتًا محرجًا يسود المجتمع الدولي تجاه الإبادة المستمرة لساكنة غزة. فرغم مرور السنوات وتكرر انتهاكات إسرائيل لقرارات الأمم المتحدة، تظل المعايير المزدوجة واضحة في تعامل المجتمع الدولي مع هذه القضية. فكيف يمكن للعالم أن يتجاهل تلك الجرائم ضد الإنسانية والتي لا يمكن التهرب منها؟

والى حدود الساعة تواصل إسرائيل تنفيذ سياساتها المشؤومة والمنهجة لانتهاك حقوق الإنسان وارتكاب جرائم الحرب ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. ومع ذلك، يستمر المجتمع الدولي ومعهم العرب المستعربة في صمت مطبق والتغاضي عن هذه الجرائم، مما يؤشر على انعدام العدالة والمسؤولية الدولية.

ومنذ عقود، تعمدت سياسات الاحتلال الإسرائيلي إلى المضي قدمًا في سياسة الاستيطان والتوسع العشوائي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. تم تدمير المنازل والممتلكات الفلسطينية وتهجير السكان، إضافة إلى استغلال الموارد الطبيعية والاقتصادية لصالح الاستيطان الإسرائيلي. وكل هذا يشكل جرائم حرب وانتهاكات صارخة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

وعدم الرد على هذه الجرائم يعكس فشلًا آخر للمجتمع الدولي في تحقيق العدالة وإظهار الحقيقة. على الرغم من الأدلة الواضحة والمدونة في التقارير الدولية وشهادات المؤسسات الحقوقية والشرعية و الاعلامية، في حين لا يوجد سوى تصريحات بلا جدوى مع الفشل المستمر في اتخاذ إجراءات فعلية.

أثار العدوان الهمجي الصهيوني على غزة

هناك العديد من الأمثلة التي تبرز صمت المجتمع الدولي، مثل العمليات العسكرية الإسرائيلية العديدة التي استهدفت المدنيين الفلسطينيين بلا رحمة. لا يمكن نسيان مذابح غزة في عام 2008 و2014، حيث قتلت الآلاف من الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن. وعلى الرغم من أن هذه الجرائم تمت بشكل علني ووثّقت بدقة، فقد تم تجاهلها من قبل المجتمع الدولي وهو يعيش في صمت.

لإن صمت المجتمع الدولي ليس مجرد انعكاس لعدم احترام حقوق الإنسان واحتلال إسرائيل المستمر، بل يستند أيضًا إلى عوامل سياسية واقتصادية. ويستمر التحالف القوي بين الكيان الصهيوني وبعض الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة، ففي سابقة واضحة على هذا الصمت. تظهر مصالح هذه الدول في المنطقة ودعمها لإسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه.

لم يخلص التاريخ إلا إلى أن الصمت والتواطؤ الدولي يشجعان إسرائيل على مواصلة انتهاكاتها وجرائمها الحربية. لإن صمت المجتمع الدولي يعطي إشارة خاطئة إلى إسرائيل بأنها فوق القانون ومستوطنة على استمرار انتهاك حقوق الإنسان واحتلال الأراضي.

وإذا كان التزام المجتمع الدولي بحقوق الإنسان وقيم العدل حقيقيًا، فمن الواجب على الحكومات والمنظمات الدولية أن تتخذ إجراءات فورية لوقف الجرائم التي ترتكبها إسرائيل وتضمن العدالة للضحايا. يجب أن تكون هناك آليات قانونية وفعالة لمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب، وضمان تعويض الضحايا وإعادة إعمار البنى التحتية وتطوير الخدمات الأساسية.

كما لا يجب أن يستمر صمت المجتمع الدولي. بل يجب أن تقف الدول والمجتمع الدولي بكامل قوتها وتوحد جهودها لوقف هذه الجرائم المستمرة ضد الفلسطينيين والسعي لتحقيق العدالة والسلام في المنطقة. فإذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية، فإننا نفشل في واجبنا الأخلاقي والقانوني ونسمح للظلم والقمع بالانتصار.

رغم الهمجية أجيال المستقبل يبتسمون

ضرورة العمل الجاد والتضامن الدولي لوقف الحصار الإسرائيلي البربري على غزة :

إن استمرار إبادة إسرائيل لساكنة غزة وسط صمت العرب والعالم يُعد خيانة للقيم الإنسانية وحقوق الإنسان. وبالتالي يجب أن تتحرك الدول العربية بسرعة لوقف هذه الجرائم والتصدي للقمع الإسرائيلي. وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته لحفظ السلام والاستقرار في المنطقة، وأن يتخذ إجراءات حازمة لمنع إسرائيل من مزيد من الإبادة.

فالسنوات العديدة الماضية، عاش الشعب الفلسطيني تحت حصار همجي مفروض عليه من قبل الكيان الإسرائيلي. هذا الحصار الجائر ليس محصورًا فقط في قطاع غزة، بل يمتد أيضًا إلى الضفة الغربية. وقدم هذا الحصار تأثيرًا مدمرًا على الحياة اليومية للفلسطينيين، مما يجعل الدعوة للتضامن الدولي والعمل الجاد أمرًا ضروريًا.

لم يكن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية هو مجرد تحديًا إنسانيًا، بل هو أيضًا انتهاك صارخ للقانون الدولي. يتضمن هذا الحصار حظرًا على حرية التنقل والوصول للموارد الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم. مع منع إسرائيل حركة البضائع والأفراد بشكل منهجي، مما يجعل الحياة صعبة للملايين من الفلسطينيين.

وبالتالي فالتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني تتطلب استجابة دولية قوية وتضامن دولي. على المستوى الإنساني، حيث يعاني الأطفال والعائلات الفلسطينية من آثار هذا الحصار القاسي. من الصعب تصديق أن الأطفال الفلسطينيين يشعرون بالخوف والحاجة إلى البقاء في مأوى آمن عوضًا عن الاستمتاع بطفولة سعيدة.

أثار العدوان الهمجي الصهيوني على غزة

كما يجب على المجتمع الدولي العمل بجدية للمساعدة في رفع هذا الحصار البشع. ينبغي على الدول والمؤسسات الدولية العمل معًا لفتح الممرات الإنسانية وتوفير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين. يجب أن تواجه المجتمعات الدولية الضغط الذي يفرضه الكيان الإسرائيلي وتعمل على تحقيق العدالة والسلام في المنطقة.

فالتضامن الدولي مهم لأنه يظهر للشعب الفلسطيني أن العالم يهتم بمعاناتهم ويسعى جاهدًا لإيجاد حلاً دائمًا للصراع. هذا التضامن يعزز الأمل ويعكس القيم الإنسانية الجامعة التي يجب أن تتحلى بها المجتمعات الدولية.

وفي الختام، يجب أن نتذكر أن الحل الوحيد للحصار الإسرائيلي والصراع الفلسطيني هو التحرك باتجاه حل دائم وعادل يضمن الأمان والكرامة للجميع في إطار دولة مستقلة وعاصمتها القدس. كما يجب أن يتحد العالم من أجل إنهاء هذا الحصار الهمجي وتحقيق العدالة والسلام في الشرق الأوسط.

إننا بحاجة إلى نشر الوعي والتحرك الجماعي لمناصرة الشعب الفلسطيني وتوفير العدالة والحرية لهم. فلا يمكن أن نسمح لإبادة إسرائيل لساكنة غزة بالاستمرار في ظل صمت مخزٍ من العرب والعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!