الموريسكيون في البرتغال..”انطونيو البرتو” أغنى أغنياء لشبونة الموريسكيين 

أسية عكور – موطني نيوز 

كان الشاوي (لعله من جهة الشاوية المحادية للدار البيضاء) المسمى انطونيو البرتو..أغنى أفراد الجالية الموريسكية بلشبونة على الإطلاق في النصف الأول من القرن السادس عشر فبعد افتداء نفسه..فتح حانة كان يبيع بها الخمر و الطعام و قد شرع في الاهتمام بالمضاربات بشراء غلال كروم بعض النبلاء..كما بدأ يقرض المزارعين على أن يكون الاداء من غلة الموسم المقبل و كانت المبالغ المقررة مهمة حتى أن أحدهم اضطر بعد عجزه عن رد الدين إلى التنازل له عن استغلال مزرعته .. و حينما اعتقلته محكمة التفتيش بتهمة محاولة الفرار إلى المغرب..طلب العفو و المغفرة عن خطيءته و التمس إطلاق سراحه عاجلا تفاديا لضياع ماله المشتت في عدة أماكن..و كان هذا الموريسكي المغربي الأصل يتصرف في مبالغ هاءلة..فقد اكترى مثلا بيتا بحي بيليم Belem بضواحي لشبونة ب 14000ريال و مزرعة ب 15000 ريال و كان المزارعون يدينون له بما مجموعة 70000 ريال كان يعتزم استرجاعها خمرا ..و كان قبيل شروعه في التخطيط للفرار ينوي شراء بيت بلشبونة ب 300000 ريال..و قد أنفق خلال الحفل الذي اعتاد موريسكيو العاصمة (الذين كان يرأس جمعيتهم) تنظيمه كل سنة 4000 ريال … لذا ادعى أمام المحققين انه (لا يمكنه مبارحة هذه الأرض التي انعم الله عليه بها بكل ذلك الفضل)..و على الرغم من تلك الثروة التي كان كثير من البرتغاليين يحسدونه عليها..ضبط و هو يخطط للفرار في سفينة بحار برتغالي..فما السبب يا ترى و قد هاجر إلى البرتغال و تنصر و هو ابن سبع سنين ؟

و على كل حال فقد وقع بعد وشاية أشهر الجواسيس على الموريسكيين ب لشبونة و هو السوداني كوسمي كونسالفيش Cosme Gonçalves و كان أصله من حوض السنغال..الا انه تربى بالمغرب حيث كان في خدمة السلطان احمد الوطاسي و صادفت هزيمة جيوش هذا الأخير تواجده في سفارة لدى ملك البرتغال..و قد سمع انطونيو البرتو يقول لزوجته : لقد تحدثت إلى الالكن و إلى ابن بدرو الفاريس pedro Álvarez و اتفقت معهما على نقلنا إلى بلاد المسلمين..انا و انت و ابنة اختك..الا أن الالكن (و هو بحار برتغالي) قال انه يتعذر عليه نقلنا من هنا (لشبونة) و انه لا يمكنه ذلك الا من حي بيليم Belém لذا ارغب في الانتقال إلى هناك و فتح حانة..و قد اكتريت دارا..و من هناك سنرحل.  

عن كتاب مغاربة في إلبرتغال القرن 16 للدكتور أحمد بوشرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!