رئيس التحرير – موطني نيوز
أقل ما يمكن أن يقال في حق بعض المستشارين بهذا الاقليم الإستثنائي في كل شيء هو أن “كلامُ الليلِ يَمحوهُ النهارُ”. بعد أن وعدوا الساكنة إبان حملاتهم الإنتخابية المضللة، بأنهم سيعبدون طريق الإصلاح وسيضعون قطار مصالح الساكنة على سكة التنمية.
فجأة يختفون ويختفي معهم كل شيء، فلا ولاء لهم لا للحزب الذي حملوا لونه وترشحوا بإسمه، ولا للساكنة التي وثقت فيهم وصوتت لهم.
بل الأخطر، انهم باتوا من عبدة الدرهم والدينار، وأن المصلحة الشخصة فوق كل إعتبار عملا بالمثل القائل “أنا ومن بعدي الطوفان”، مقولة فرنسية الأصل، قالتها عشيقة لويس الخامس عشر منذ زمن طويل لتتحول إلى وصف لكل الأنانيين الذين لا يرون سوى أنفسهم ومصالحهم الشخصية حتى إن اقتضى ذلك أن يذهب كل ما عداهم إلى الجحيم أو يأخذه الطوفان، فهم أولا وأخيرا وهم مركز الكون وهم الذين يجب أن يمروا ولو فوق جماجم غيرهم، وعندما يصل هؤلاء الأنانيون إلى نقطة اليأس فلهم أن يهدموا الكون كله على رؤوس البشر.
وهو تماما ما يقع بجماعة عين تيزغة في إقليم بنسليمان. مستشارين لا ظل لهم، تمسكنوا حتى تمكنوا، ليتحولوا من مدافع على من صوتوا لهم، اصبحوا الناطقين والمدافعين عن أرباب نعمتهم من أصحاب المقالع، ضدا على مصلحة الساكنة بل أصبحوا لاتهمهم أمن وسلامة الساكنة، بقدر المحافظة على مصالح أسيادهم. والدليل جماعة غنية وساكنتها فقيرة بما فيها من بنية تحتية هشة وضعيفة، والسبب بعض المستسارين ممن وضعوا أيديهم في أيدي من يغدق عليهم العطاء ويكونون سندا وعونا له، ولتذهب الساكنة للجحيم “200 درهم تفوتهم لهيه”.
فساكنة جماعة عين تيزغة وحتى الزيايدة لم يختارا قدرهما بل حكم عليهما التاريخ وحكمت عليهما الجغارفيا وحتى السياسة عندما سلطت عليهما الاقدار مستشارين متلونين يميلون حيث تميل المصالح. فهم يا سادة عبدة المال ، وعبدة الكرسي. وليس مصادفة أن يكون شهر الحبّ هو أقصر الشهور في العام.