أحمد السني – موطني نيوز
أثار مسلسل “سفاح الجيزة” الذي يعرض حاليا على منصة شاهد، من بطولة الفنان أحمد فهمي، ضجة وتفاعلا كبيرين، ما دفع مشاهدوه إلى التساؤل بشأن القصة الحقيقية، التي وقعت أحداثها في الجيزة والإسكندرية.
ورغم أن الفنان أحمد فهمي وباقي صناع المسلسل أكدوا أن أحداثه تحمل الإطار الرئيسي لقصة سفاح الجيزة الحقيقية، فإن هناك اختلافات كبيرة في الأحداث، نتيجة التدخل الدرامي بالقصة، ولكن ذلك لم يمنع جمهور المسلسل بعد عرض حلقتين منه، أن يبحث عن تفاصيل قصة السفاح قذافي فرج الأصلية.
القصة الحقيقية كما ترويها التحقيقات تسجل واقعا بشعا عاشه كل من اقترب من قذافي فرج، وأسفرت في النهاية عن مقتل أربعة أشخاص من أقربائه، وهم صديق عمره المهندس رضا عبد اللطيف، وزوجته، وشقيقة زوجته الثانية، في منطقة بولاق الدكرور، وعاملة في محل ملكه، في الإسكندرية، في غضون عام 2015.
عمل قذافي كمحام في بداية حياته، وعرف في مكان سكنه ببولاق الدكرور، بالطيبة وحسن الخلق والورع، وتزوج من “م” وأنجب منها 5 أطفال.
وبالرغم من أن دخله كان مناسبا، لكنه دائما ما اعتقد أنه يستحق أكثر من ذلك؛ وفي ذلك الوقت لجأ إليه صديق طفولته المهندس رضا، المقيم في السعودية هو وأسرته، وطلب منه إدارة ممتلكاته في مصر، وأرسل له أمواله ليستثمرها له، وأقنعه قذافي بأنه يستثمر الأموال في مجموعة محال مختلفة الأنشطة.
لكن المحامي استولى على أموال صديقه، وترك زوجته وأم أطفاله الخمسة، وتزوج من جارته، وتدعى “فاطمة”، وأنجب منها طفلا.
وجاء موعد الحساب؛ وهاتفه صديقه المهندس وأخبره أنه سينزل القاهرة، وربما يستقر فيها، وطلب منه إعداد الحسابات الخاصة بممتلكاته واستثماراته، وأبلغه بأنه جهز مبلغا ماليا لشراء شقة.
وفكر قذافي في كل الاحتمالات، ورسم خطته المثالية ليتخلص من المهندس للأبد؛ وفي 24 إبريل 2015، اصطحب صديقه من المطار لمكتبة الخردوات التي اشتراها بأمواله.
وعرض الشيطان بابتسامة قمة في البراءة على صديقه الطعام، وبالفعل تناول المهندس ملء معدته، من وجبة قذافي المسمومة، وبعد دقائق سقط قتيلا؛ حمل قذافي الجثة في حقيبة وتوجه لشقته في بولاق الدكرور ، حفر له قبرا، ودفنه وبلط الشقة من جديد.
وبكل هدوء بعث قذافي رسالة “إلهاء” لزوجة رضا من تليفون المجني عليه، كتب فيها “اتقبض عليا ومش عارف رايح على فين “؛ ونجحت الرسالة في تشتيت أسرة الضحية، وأبعدتهم عن القاتل الحقيقي.
وظفر قذافي بالمبلغ، وعاد لبيته، لكن زوجته فاطمة عثرت على أموال القتيل بحوزته؛ واضطر قذافي لإخبارها بجريمته؛ فقررت الزوجة سريعا أن تقلب الوضع لصالحها.
استولت فاطمة من زوجها على 350 ألف جنيه، وهددته بأنها ستخبر الشرطة في حال سعى إليها؛ لكن الزوج الماكر أوهمها بأنه لا يريد سواها، لتعود الزوجة لبيتها، قدم لها كوب عصير، ارتشفته كاملا، لتسقط بعد عدة دقائق جثة هامدة، بعد 4 شهور من مقتل المهندس؛ وضع قذافي الجثة في الفريزر بملابسها، ودفنها، لاحقا، في الغرفة المجاورة لمقبرة المهندس.
بعدما قتل زوجته، قامت علاقة عاطفية بين المحامي وفتاة تدعى نادين، تعمل في المكتبة المملوكة له، لكنه حنث بوعده لها بالزواج، وتزوج شقيقتها فاطمة الزهراء، لكن نادين قررت الانتقام وهددته بفضحه لدى أسرتها؛ بغير تفكير هدأها قذافي واصطحبها لشقته ببولاق، وقتلها باستخدام ملابسها، وحفر قبرها في شقته الثانية، المقابلة لمقبرة زوجته والمهندس.
زور قذافي محادثات بين الفتاة القتيلة وحساب وهمي على مواقع التواصل، وأقنع أسرتها “أسرة زوجته” بأن الفتاة هربت مع حبيبها لخارج البلاد؛ وظلت أسرة المسكينة تنتظر عودتها بلا طائل.
أما قذافي فتيقن أن وجوده في القاهرة أصبح خطرا عليه، فحزم حقائبه وصفى أملاكه، وأملاك صديقه المهندس، بعدما انتحل صفته وزور بطاقة شخصية وأوراق ثبوتية باسمه، وغادر إلى الإسكندرية على أنه المهندس رضا في أواخر 2015.
استقر قذافي في حي المنتزه، واشترى حضانة ومحل أسماك ومحلا للأدوات المنزلية؛ وارتبط بفتاة ثلاثينة (ياسمين) تعمل في محله، أقنعها بحبه، وتمكن من الحصول على 45 ألف جنيه منها، قيمة شقة باعتها.
حاولت الفتاة استعادة أموالها، وطالبته بوعده في الزواج، لكنه واصل مراوغاته، ما دفعها لتهديده بفضحه؛ حينها أيقظت الوحش الكامن في داخله؛ طلب لقاءها في مخزن تابع له ليعطيها نقودها، وهناك داخل مخزن بشارع وهران بالعصافرة قتلها، دون أن يترك أثرا.
بحث السفاح عن ضحية جديدة وعثر على نهى، طبيبة صيدلانية، وابنة رجل ثري، وتزوجها في 2 سبتمبر 2017، باسم “رضا” مهندس الكمبيوتر.
أنجبت الطبيبة طفلة من قذافي، وعاشت معه لفترة، قبل أن يسرق مجوهراتها وقطعها الذهبية، بعدما ارتدى نقابا ليتشبه بشقيقة زوجته، وقبل اكتشاف جريمته ترك السفاح عش الزوجية بعد أن اختلق مشكلة مع زوجته؛ التي اكتشفت بعدها السرقة، وحررت محضرا ضد زوجها الهارب.
انتقل قذافي لمنطقة الهانوفيل وتعرف على”مي” ابنة التاجر الثري، بهوية جديدة، باسم محمد مصطفى، وبنفس المهنة “مهندس كمبيوتر”، واستعان بأشخاص آخرين ليمثلوا أنهم أسرته.
بعد عدة أشهر من الخطبة تمكن السفاح، من سرقة منزل خطيبته، واستولى على مصوغاتها الذهبية، ومبلغ ضخم من والدها، ولم يتمكنوا من معرفة الجاني، وتمت الزيجة بمأذون مزور وعاش الزوجان في شقتهما بالبيطاش.
عاد قذافي بعد زواجه الأخير إلى بائع الذهب الذي يتعامل معه، ليبيع قطع المجوهرات من سرقاته المتعددة، لكن تلك المرة كانت الأخيرة، فقد قبض عليه وحبس لمدة عام لاتهامه بسرقة مجوهرات زوجته الصيدلانية.
كان قذافي على وشك الخروج من السجن، لكن الظروف تضافرت لتكشف جريمته، زوجته الأخيرة علمت بأنه محبوس على ذمة قضية سرقة، بعد اتصال من سكرتيرة قذافي ، فأدركت ووالدها أنه هو سارق الفيلا الخاصة بهم، وحررت ضده محضرا بانتحال الصفة والسرقة، وكشفت السكرتيرة عن غرفة قذافي الخاصة التي تحوي كافة مسروقاته، وبطاقاته المزورة.
بنفس الفترة علم أشقاء المهندس رضا بأن أملاكه بيعت بأملاك مزورة، وأثناء بحثهم علموا أنه محبوس لاتهامه بالسرقة في الإسكندرية ، ظنوا أنهم عثروا على شقيقهم، لكن المفاجأة كانت أن المحبوس هو صديق عمر رضا، إنه ” قذافي “، تأكدت شككوكهم بأنه هو قاتل المهندس، وبمواجهة المتهم اعترف بـ4 جرائم قتل.
وتمكنت قوات الأمن من استخراج جثث الضحايا من شقتي بولاق الدكرور ، ومخزن إسكندرية، ومازال الجميع يعتقد أن لـ”قذافي” قصصا أخرى لم ترو بعد.
وأصدرت محاكم الجنايات أحكام إعدام ضد المتهم قذافي فرج، في كل قضية من قضايا القتل التي ارتكبها على حدة.