أسية عكور – موطني نيوز
في الحضارة الاسلامية هناك الكثير من العبيد أصبحوا ملوكا و سلاطين ، و اليك أربع من أعظم ملوك و سلاطين الامة الاسلامية بدأوا حياتهم يباعون في سوق النخاسة :
1) كافور الاخشيدي : أبو المسك، كان من رقيق أدغال افريقيا، كان عبدًا، خصيًا مسلوب الرجولة، أسود اللون، قبيح الشكل ثقيل الوزن تداوله النخاس في الاسواق من الحبشة الى السودان حتى جُلب لمصر وهو في سن 14 عاما، وقد اشتراه تاجر زيت وكان يسيء معاملته، ثم اشتراه منه الإخشيدي ملك مصر، فعلمه و قربه و عهد له خدمة ولده، استطاع أن يدير دفة الدولة الاخشيدية بعد موت سيده الملك الاخشيدي، لان ابن الملك (محمود ابن الاخشيدي ) كان لا يزال طفلا صغير، آلت الأمور لكافور الذي ملك السلطة والمال و الجيش في يده، حكم مصر ثم توسع إلى بلاد الشام، دام حكمه لمدة 23 عاماً حمى فيها مصر من الفاطميين، وهو صاحب الفضل في بقاء الدولة الإخشيدية التي انهارت بعد موته.
2) سبكتكين : هو سُبُكْتِكِيْن بن جوقي بن قرا ولد في بارسغان في قيرغيزستان، وصف الصينيين قومه انهم ذوو شعر أحمر وجلد أبيض وعيون زرقاء، وتفسٌر تلك الصفات بالإيحاء على الأصول السلافية، وقع في الاسر وحمل إلى بخارى فبيع إلى ألب تكين الرجل التركي الأول الذي أنشأ دولة إسلامية، جعله ألب تكين أحد قواد جيشه، و بعد وفاته حل محله سُبُكْتِكِيْن الذي تم اختياره القواد الأتراك لقوته و شجاعته، أسس الدولة الغزنوية الاسلامية، و بدأ يغزو قلاع الهند الواحدة تلو الأخر و يهزم ملوك الهندوس، ومن بعدها بدأ احفاده الملوك الغزنويين بالتوغل و نشر الإسلام داخل الهند.
3) سيف الدين قطز : الملك المظفر، بطل معركة عين جالوت وقاهر التتار المغول، ومُحرر القدس من التتار؛ ولد قطز من أسرة ملكية بمملكة خوارزمشاه بفارس، تمَّ اسره التتار عقب انهيار الدولة الخوارزمية على يدهم، كان اسمه محمود لكن التتار سموه قطز، وهذه الكلمة بالتترية تعني الكلب الشرس، وحُمل هو وغيره من الأطفال وبيع عبدًا في الشام، ثم بيع إلى السلطان الأيوبي الملك الصالح نجم الدين أيوب بالقاهرة، ليندرج تحت سلك جيش المماليك بمصر، ترقى في صفوف المماليك البحرية، تصدى لكل المحاولات الخارجية لغزو مصر وأهمها الحملة الصليبية السابعة التي قادها الملك لويس التاسع، وصل الى حكم مصر بعد اضطرابات التي اتت بعد سقوط الدولة الايوبية، على الرغم من أن فترة حكمه لم تدم سوى أقل من عام واحد، الا انه نجح في إعادة تعبئة وتجميع الجيش الإسلامي بعد سقوط بغداد على يد المغول، واستطاع إيقاف زحف التتار الذي كاد أن يقضي على الأمة الإسلامية، فهزمهم قُطُز بجيشه هزيمة كبيرة في عين جالوت، ولاحق فلولهم حتى طهر الشام بأكملها منهم .
4) الظاهر بيبرس : البُنْدُقْدارِي أبو الفتوح، هو من الشركس من مناطق القوقاز، واسمه بيبرس يعني الفهد، كان بيبرس ضخماً طويلاً ذا شخصية قوية، وصوته جهوري أشقر وعيناه زرقاوان، ويوجد بإحدى عينيه نقطة بيضاء، (مياه بيضاء)، اسره التتار عندما كان طفلا و بيع كعبد في اسواق بغداد ثن الشام، فاشتراه الأمير علاء الدين البندقداري، ثم انتقل بعد مصادرة ممتلكات سيده الى خدمة السلطان الأيوبي الملك الصالح نجم الدين أيوب بالقاهرة، ليندرج تحت سلك جيش المماليك بمصر، قاد جيشَ المماليك في معركة المنصورة ضد الصليبيين التي أسر فيها الملك الفرنسي لويس التاسع سنة 1250، كان أحد قادة معركة عين جالوت، اصبح سلطان مصر والشام ورابع سلاطين الدولة المملوكية ومؤسسها الحقيقي بعد مقتل قطز ، حقق خلال حكمه العديد من الانتصارات ضد الصليبيين وخانات المغول وقد قضى على الحشاشين واستولى أيضا على إمارة أنطاكية الصليبية، أحيا خلال حكمه الخلافة العباسية في القاهرة بعد ما قضى عليها المغول في بغداد، وأنشأ نظُماً إداريةً جديدة في الدولة.
اشتهر بيبرس بذكائه العسكري والدبلوماسي، وكان له دور كبير في تغيير الخريطة السياسية والعسكرية في العالم.