اسية عكور – موطني نيوز
المناذرة والغساسنة هما اثنتان من الدول التاريخية الهامة في منطقة الشرق الأوسط، وقد تركت كل منهما بصماتها البارزة في تاريخ المنطقة والثقافة الإسلامية. تأسست الدولتان في فترات زمنية مختلفة، حيث كانت دولة المناذرة تسود في القرون الوسطى، بينما ازدهرت دولة الغساسنة في فترة لاحقة.
دولة المناذرة : تأسست دولة المناذرة في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي)، واستمرت حتى القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي). نشأت هذه الدولة في منطقة الحجاز واليمن، وكان لها دور كبير في تطوير العلوم والثقافة الإسلامية خلال تلك الفترة. وقد اشتهرت بتوجيه الدعوة إلى الإسلام ونشرها في مناطق مختلفة.
دولة الغساسنة : نشأت دولة الغساسنة في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، وتطورت لتشمل أجزاءً واسعة من إيران والعراق وأجزاء من آسيا الوسطى. كانت دولة الغساسنة معروفة بقوتها العسكرية والثقافية، وقد أسهمت بشكل كبير في تطوير العمارة والفنون والعلوم خلال فترة حكمها.
ترتبط العديد من الإنجازات الثقافية والعلمية بكلتا الدولتين، حيث ساهمتا في تعزيز التبادل الثقافي بين الشرق والغرب ودفعتا بمجالات مثل الأدب والفلسفة والطب والرياضيات إلى أوجها. وعلى الرغم من تفاوت الفترات التي استمرت فيها الدولتان ومناطق نفوذهما، إلا أن ذكراهما ما زال حاضرًا في تاريخ المنطقة وتراثها.
في هذه المقدمة التاريخية، قدمنا لمحة عامة عن دولتي المناذرة والغساسنة وأهميتهما التاريخية والثقافية في تاريخ الشرق الأوسط.
كل قاريء للتاريخ العربي مر عليه دولة الغساسنة ودولة المناذرة اللتان سادتا في العصور الغابرة يوم كان يحكم الأرض قطبين أوحدين الفرس والروم ،قد ينظر كثيرٌ من العرب لتلك الدولتين بفخر واعتزاز ، لكن ينظر إليهما قارىء التاريخ على أنهما دويلتان تابعتان تدور كلٌ منهما في فلك القطب المجاورلها وتعمل بأمره ما يشاء ، نحن نعرف أن حروباً طاحنة دارت بين تلك الدولتين العربيتين ذهب الآلف ضحايا لهذه الحروب من العرب فقط خدمة لمصالح (فرس او الروم ) ولم تكن تلك الدولتين سوى دولتين وظيفيتين لأسيادهما سواءٌ رَجَزَ شعراءهما الشعر في الفخر، أو الحماسة في الفروسية والحرب.
الغساسنة سكنوا قرب حدود بلاد الشام الجنوبية واتخذوا مدينة بصرى الشام عاصمة لهم وكانوا موالين لدولة الروم واعتنقوا الديانة النصرانية لأجل تقربهم من الروم، وقد جعل الروم الغساسنة حراساً لهم على حدود الشام ضد غارات المناذرة حلفاء الفرس!
المناذرة حكموا العراق واتخذوا الحيرة عاصمة لهم وكانوا حلفاء وحراس للفرس وموالين لهم.
وكان الملوك فيهم مهما بلغا من السيادة و الرفعة لا يعدو ان يكونوا عبيدا لدى اسيادهم الروم و الفرس ، و مثال ذلك النعمان بن المنذر اعظم ملوك المناذرة و العرب في الجاهلية حتى قال فيه النابغة الذبياني : فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ, إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ
كان هذا الملك المبجل عند العرب مجرد عبد و خادم لدى سيده كسرى الفرس ، يدعوه فيستجب و يؤدى فروض الطاعة و يتذلل له .الى ان ظهر الدين الإسلامي في الجزيرة العربية وانضمت القبائل العربية لهذا الدين فصلحت أمورهم وعاشوا اعزاء متعاونين ينبذون الظلم والأحقاد ويحكمون شرع الله العادل.و خضع لهم الروم و الفرس .
المؤسف في الأمر أن هناك معارك طاحنة تدور وستدور بين الغساسنة الجدد والمناذرة الجدد ولكن هذا نتاج طبيعي يوم تخلى العرب عن سبب عزهم و هو الاسلام الى العروبة التي ارجعتهم لحالهم الذي كانوا فيه اول مره ، مجرد غساسنة او مناذرة !!!
إن هروب المناذرة للإحتماء بدولة فارس لن يكون لهم مخرجاً سوى التبعية والتقزم .
كما إن هروب الغساسنة للإحتماء بدولة الروم لن يزيدهم إلا تقزماً وذلا .
فما أقرب الأمس باليوم فلنتأمل التاريخ ونأخذ العبر..وقد وصف الله تعالى هذا الموقف وصف دقيق في قوله تعالى “ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر”