خريبكة : موسم “أولاد عبدون” الحبة أو البارود من دار القايد

موسم أولاد عبدون خريبكة

مروان الجوي – موطني نيوز 

عرف تنظيم مهرجان موسم التبوريدة لجماعة أولاد عبدون -إقليم خريبكة- إنتقادات لاذعة و معارضة شديدة من قبل العديد من المواطنين و فعاليات المجتمع المدني، إذ أن رغم موجة الجفاف التي تعصف بهذه الجماعة و باقي الجماعات بالإقليم فقد ارتأت الجماعة على أن الحل السحري لمواجهة هذه المشاكل يكمن في تنظيم موسم التبوريدة، وذلك على مدى أربعة أيام و يمتد ما بين 10 و 13 غشت الجاري، في عز أزمة العطش والجفاف الذي زاد من صعوبة عيش ساكنة المنطقة و كدا الظروف الصعبة و التي لا تسمح بإقامة مهرجان أو احتفال من أي نوع في ظل أزمة خانقة تقتضي إيلاء أهمية قصوى للأولويات و خاصة الماء.

إذ أضحت مواقع التواصل الإجتماعي مساحة للتعبير و الإستنكار عن رفضها التام لهذه التظاهرة معبرين عن سخطهم وغضبهم الممزوج بالإنتقاد والاستهزاء منذ الإعلان عن الإستعدادات الأولى لتنظيم الموسم، حيث عبر بعض نشطاء الموقع الأزرق، عن سخطهم من التظاهرة التي لا تتماشى والظروف الآنية الصعبة التي تعيشها المنطقة والإقليم بشكل خاص، والبلاد بشكل عام. 

فقد توالت عبارات وتدوينات السخرية تحت عبارات “أشخاصك العريان.. الخاتم أمولاي”، وناشد العديد بإيجاد حلول مستعجلة لمشكل الماء وترميم بعض الطرق و بناء مستوصف يليق بقيمة الساكنة، و إنقاذ ماء الوجه بخصوص العمود الكهربائي الذي يتوسط أحد الأزقة الرئيسية بالجماعة و الذي أثار سخرية عارمة على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي.

ففي ظل ارتفاع أسعار المحروقات، ومعها اسعار المواد الإستهلاكية الأساسية التي تلهب جيوب المواطنين، وما يترتب عنها من إكراهات إجتماعية وإقتصادية، شكل مهرجان تبوريدة محطة للسخرية المطبوعة بالغضب، إثر تجاهل المجلس الجماعي لمشاكل الساكنة واهتمامه بالتبوريدة.

وقال أحد رواد مواقع التواصل الإجتماعي في تدوينة له في الفايسبوك، “ مبروك على ساكنة خريبكة الموسم و التبوريدة نعام أسي لي مريض و خاصو يفتح و لا لي خاصها تولد بالفتيح يمشيو لبني ملال مابقاش لبلوك في خريبكة .. هاكا البارود”، فيما غردت إعلامية خريبكية قائلة : “اش خاصك ا هذاك موسم ا هذاك، اش خاصك ا المواطن بوطو يحيد من وسط الطريق ا هذاك، الناس مواصلهم لا ضو لا ماء الناس خاصها فين تخدم ا هذاك، حارب البطالة والبزنازة لي عندك اهذاك وان لم تستحي فافعل ماشئت “

وتعتمد جماعة أولاد عبدون على الفلاحة كنشاط رئيسي، لكن بسبب ندرة مياه السقي وموسم الجفاف، أصبح الإنتاج ضعيفا جدا، وذلك في غياب أي تدخل أو محاولة لإيجاد حلول بديلة، من طرف المجلس الجماعي، كجلب استثمارات لفلاحي المنطقة، وتقديم الدعم اللازم لهؤلاء الفلاحين، من أجل تحريك عجلة التنمية بالمنطقة.

للإشارة فإن هذا الموسم يشارك فيه عدد مهم من الفرق و الضيوف، وهو ما يعني أن القيمة المالية التي يحتاجها هذا العدد الكبير من السربات و البارود والحبة يقدر بعشرات الملايين، ناهيك عن الإقامة والتغذية و المستلزمات التنظيمية الأخرى، إذ قال كثيرون أنه من الأجدر أن تصرف في ما ينفع الجماعة وساكنتها بدل إهدار هذا المال العام في أمور لا تغني ولا تسمن من جوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!