خريبكة : مشاريع فوسفاطية افتقدت “الجدية” في عاصمة الفوسفاط العالمية 

مشاريع متوقفة في خريبكة

مروان الجوي- موطني نيوز 

نتساءل مرة أخرى من الذي أقبر مشروع المنجم الأخضر، و ماذا قدمت إدارة المجمع الفوسفاطي للمدينة و ساكنتها؟؟ كما نتسائل عن مصير مشروع إنجاز المتحف الوطني لمناجم الفوسفاط بخريبكة؟ و من المسؤول عن تعثر أشغاله هل المجمع الفوسفاطي أم شركة Reciproque؟ أسئلة و أخرى تدفعنا دائما للإستفسار بعيدا عن الحقد والنقد الهدام.

بعد أن راهنت ساكنة المنطقة على مشروع كبير كان سيخرج المدينة من معضلاتها التنموية على عدد من المستويات إجتماعية منها وإقتصادية وثقافية ورياضية…، ها هو – مشروع المنجم الأخضر- يعاد دفنه من جديد !!!

مشروع أشرف على تدشينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله يوم 10شتنبر 2007، و الذي كان سيقام على مساحة تقدر ب 294 هكتار (مما سيمنح للمدار الحضري إمتدادا منتجا)، وللتذكير فقد دشن المشروع بتكلفة مليار و500 مليون درهم، وكان الهدف هو تشجيع التنمية البيئية والإقتصادية والإجتماعية لمدينة خريبكة ونواحيها، والإرتقاء بالنشاط الثقافي و السياحي و الرياضي بها و الأهم هو خلق فرص شغل حقيقية.

أحلام وردية جعلت الساكنة تعلق آمالها على مشروع لا زال حبرا على ورق، بل أصبح الكل بعاصمة الفوسفاط العالمية يتحدث بحسرة عن الوضع الذي أصبحت عليه المنطقة في غياب تنمية شاملة محملين المسؤولية لإدارة المجمع الفوسفاطي بكونها تستغل وتستنزف مُقَدّرَات المدينة، تاركين المنطقة غارقة تحت وطأة براثن الفقر و التهميش فرغم الأرباح الخيالية التي تراكمها هذه المؤسسة، التي لم تكن لتتحقق لولا تضحيات الآباء و الأجداد على مر التاريخ. 

 هذا التراجع التنموي الذي يعزوه غالبية متتبعي الشأن المحلي لأحداث 2011 التي عرفتها المدينة من احتقان و احتجاجات و شعارات رفعت ضد إدارة المؤسسة و التي جعلت بعض من كانت لهم مصلحة إمتطاء الموجة خدمة لأجندات معينة، و يمكن تسميتها بمؤامرة حيكت ضد المنطقة و شبابها و ساكنتها، مما دفع المجمع إلى رفع يديه عن المدينة تدريجيا، و انطلقت سياسته هاته بفريق المدينة أ.خريبكة الذي تخلى عنه المجمع الفوسفاطي مؤسسه الشرعي و جعله اليوم يكابد و يقاسي خيبة الأمل، تائها في صحراء لا مخرج لها، باحثا عن من ينقذ سفينته من الغرق، بداية بإزالة شعار يحمل إسم المؤسسة من قميصه، كما لا ننسى مشروع المتحف الوطني لمناجم الفوسفاط بخريبكة و الذي أعطيت إنطلاقته سنة 2019 في غياب أي تفسير عن سبب تعثر أشغاله.

و تجدر الإشارة إلى أن أحد الإعلاميين المحليين تحمل مسؤولية البحث عن المعلومات الدقيقة و أجرى إتصالا بأحد مؤسسي شركة Reciproque ذات الريادة العالمية في إنشاء المتاحف و الذي يعتبر هو المسؤول الأول عن الشركة، و كان رده واضحا من حيث تحديد المسؤوليات وفضل إحالتنا على السيد المدير العام للمجمع الفوسفاطي لإستيفاء المعلومات المرتبطة بتوقف المشروع.

وقد أكد لنا نفس الإعلامي أنه بصدد إعداد برنامج تواصلي يعتمد إشراك فاعلين مدنيين وجمعويين لإنجاز ملف سيعرض على المدير العام للمجمع إنسجاما مع حرص المدينة على أن هذا المشروع تم تدشينه ليتم إنجازه بكل مراحله إلى غاية إفتتاحه، لأنه من المرفوض شعبيا أن يتوقف هذا المشروع الذي سيشرف المدينة أولا والمجمع ثانيا. 

إستفسارات وأسئلة نضعها فوق طاولة من يشرف على إدارة المجمع بخريبكة، خاصة و أن هنا إتجاه داخل الرأي العام لخريبكي يعتقد أن المدير العام يتفهم مطالب المدينة لكن هناك حواجز تفرضها جهات ما داخل المدينة تمنع المدير العام من تنفيذ خطوات تعتبر جزء من مشروعه.

إلى متى سيستمر هذا الوضع المزري ؟ الذي جعل المدينة في وضع تنموي أقل من سائر المدن المغربية، ألا تستحق منا هذه المدينة وساكنتها التفاتة و انطلاقة حقيقية لإقتصاد متضامن ومتوازن بعد محاولات الدفن المفروضة والمرفوضة خاصة و أنه أصبح واضحا أمام الرأي العام على أن تحريك الشاحنات في مساحة المنجم الأخضر مجرد لعبة تضليلية وتمويهية لا تحترم ذكاء الخريبكيين وعموم المغاربة.

One thought on “خريبكة : مشاريع فوسفاطية افتقدت “الجدية” في عاصمة الفوسفاط العالمية 

  1. ماذا استفاد المغرب من تخلف خريبكة؟
    ماذا استفاد الوطن من التنمية الموؤدة بخريبكة؟
    بالمقابل تقدم خريبكة وتطورها يفيد المغرب والمغاربة. وازدهارها ازدهار للوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!