مروان الجوي – موطني نيوز
“لا مصالح تعلو فوق مصلحة الوطن” نستهل مقالنا بهذه الجملة من خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في الذكرى الرابعة و العشرين لعيد العرش المجيد، وفي قوله حكمة ودلالات عميقة بالغة، و بعد تبصري وإشارات قوية تحمل في طياتها تحذيرات لكل من سولت له نفسه تغليب مصالحه الشخصية الضيقة على المصالح العليا للبلاد والعباد… أما في ما يتعلق بخريبكة، يكاد يجمع الكثيرون ممن يتابعون الشأن المحلي بجماعة خريبكة، على أن ما آل إليه التدبير العام، ففي الوقت التي كانت أصوات الحقوقيين و الجمعويين تتعالى من أجل تفعيل مبدأ الحكامة والتدبير المعقلن وتنتقد بشدة عشرات المشاريع الترقيعية، تعود اليوم ذات الأصوات لتعلن عن قلقها بشأن التدبير المحلي والذي بحسبها يخطو بخطوات السلحفاة ولا يستجيب لرهانات المرحلة أو على الأقل لتطلعات الساكنة.
وحسب بعض النشطاء الجمعويين الذين التواصلت معهم جريدة “موطني نيوز”، أعرب لها أحدهم و باستياء كبير على أن أغلب المشاريع بالمدينة عرفت ولادة قيصرية بحيث أن معظمها يتصف بالترقيع و خاصة إعادة تهيأة بعض الشوارع بالمدينة التي شابتها خروقات عديدة رصدتها عدسة كاميرات بعض النشطاء و التي جعلتها أضحوكة على الموقع الأزرق و نخص بالذكر شارع الروداني و مولاي يوسف و كدا زنقة مراكش، و مشاريع أخرى منها من اكتمل رسميا وبات مغلقا لاعتبارات غير معروفة “كالأسواق النموذجية التي رصدت لها الملايير ” و التي أضحت بين ليلة و ضحاها مرتعا للمتسكعين و الكلاب الضالة، والأسوأ من هذا هناك مشاريع لم ترى النور رغم حجم الوعود الوردية كمشروع “المنجم الأخضر” الذي أشرف على تدشينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي إلى غاية كتابة هذه الأسطر نجهل مصيره، و كذا المحطة الطرقية التي تعثرت فيها الأشغال لأسباب نجهلها، كما طالب مجموعة من الناشطين الحقوقيين و الفاعلين الجمعويين عبر مواقع التواصل الإجتماعي بإيفاد لجنة من المجلس الأعلى للحسابات لتقصي الحقائق في كل المشاريع التي أنجزها المجلس المسير للجماعة.
و في سياق الحديث عن صيرورة التنمية بالجماعة أعربت بعض الصفحات الفيسبوكية عن تذمرها من تعثر و إيقاف و ترقيع لبعض المشاريع قائلين: ” اين اختفت المشاريع الملكية بعاصمة الفوسفاط…
واين هي الاستدامة من المشاريع التي دشنت …
سؤال موجه لاصحاب القرار بالمدينة …
مشينا لاغلب المدن ودرنا مقارنة من حيث البنية التحتية والمشاريع التتموية ،لقينا خريبكة مزال معطلة …رغم انها هي الاولى من حيث المداخيل وعائدات الفوسفاط وتحويلات الجالية بالخارج…”.
لقد تحول المجلس من فاعل تنموي إلى آلية لتصريف الدورات وتتبع اللقاءات الرسمية ورفع المحاضر والمراسلات، مما جعله غائبا عن الهموم الحقيقية للساكنة وتطلعاتها التي تتجاوز كل حدود خدمات المجلس وجعل انتظارات الساكنة مجرد حلم في اليقضة لاغير وهو الوضع الذي يكشف على أن المشهد السياسي للمجلس الجماعي لمدينة خريبكة لايزال لم يرق بعد إلى مستوى الرهانات الآنية التي تحتكم إلى مبدأ التواصل والحوار والنقد البناء، وهذا هو الأهم لاستشارة كل الفاعلين والخبراء في ميدان التنمية وليس الإكتفاء فقط بالمشورة الحزبية الضيقة التي كثيرا ما تخطئ في حساباتها ذات الخلفية الايديولوجية.
و إنطلاقا من استفسارات الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي و الذين طالبوا بفسخ الجلد من الحسابات الضيقة التي أنهكت التسيير الغير المعقلن والضحية بالدرجة الأولى هو المواطن، و تساءل أحدهم قائلا:” ماذا حقق مجلس جماعة خريبكة من برنامج عمل الجماعة و الذي يعتبر وثيقة تعاقدية بين المجلس و المواطنين؟؟!! و أين وصل مشروع المحطة الطرقية و من المساهم في تعثر تنفيذ المشروع و إخراجه إلى حيز الوجود؟؟!! و من المسؤول عن ما آلت إليه حديقة الفردوس التي أضحت فضاءا لتصوير أفلام الرعب رغم صرف الملايير عليها؟؟!! و ما الجديد بخصوص المجزرة بل يكفي أنكم جعلتم المدينة مجزرة كبيرة على جميع المستويات؟؟!!و منتزه بني عمير و الذي لم يتبقى فيه سوى الإسم و الشباك الحديدي، و من المسؤول عن هدر المال العام؟؟!!
و في الأخير و بعد هذه التساؤلات و القيل و القال الذي كثر مؤخرا و بعد مرور أكثر من سنتين من عمر ولاية المجلس الجماعي، تناشد ساكنة خريبكة صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالقيام بزيارة للمدينة و نشلها من الركود الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق نمو يمكن من إعطاء الإنطلاقة الحقيقية لصيرورة التنمية الشاملة المستدامة في إطار استكمال وإنشاء مشاريع جديدة.