المصطفى الجوي – موطني نيوز
يُعَد حفل الولاء في المغرب مناسبة تاريخية هامة تقام فيها احتفالات وفعاليات مميزة بمناسبة عيد العرش الملكي، حيث يُعبّر المواطنون في هذا الحدث عن ولائهم وانتمائهم للملك والمملكة. وعلى الرغم من أهمية هذه المناسبة، إلا أن هناك فئة من المواطنين يتم منعها من الاشتراك في حفل الولاء؛ وذلك لأسباب تتعلق بالقوانين والتحديات الاجتماعية.
تتعلق القوانين التي تحظر بعض المواطنين من حضور حفل الولاء بعدة جوانب، منها ما يتعلق بالأمان والحفاظ على النظام العام. بحيث تُفرض قوانين صارمة في المغرب لضمان أمان هذا الحدث الهام، والذي يحظر فيه على المعتدين والمشبوهين الاقتراب من مواقع الاحتفال والتدخل في الفعاليات. يأتي هذا الإجراء تنفيذًا للإجراءات الأمنية التي تتبعها الحكومة لحماية الملك والمواطنين الحاضرين في الحفل. وقد يتسبب وجود بعض الأفراد المعروفين بتاريخهم الجنائي أو أنشطتهم المشبوهة في حرمانهم من حضور هذا حفل الولاء كذلك.
وبالرحوع الى تاريخ “حفل الولاء”. تحتفل المملكة المغربية سنويًا بحدث تاريخي هام ومميز يُعرف باسم “حفل الولاء”، والذي يقام بمناسبة الاحتفال بعيد العرش الملكي. يعتبر هذا الحفل إحدى الفعاليات الوطنية البارزة والتي تجمع المواطنين للتعبير عن وفائهم وانتمائهم للملك والوطن. يرجع تاريخ حفل الولاء إلى فترات تاريخية متعددة، ويتزامن مع بداية حكم كل ملك جديد للمملكة.
افتتح أول مرة في عام 1934 من قبل القوميين المغاربة الذين كانوا راغبين في تحدي السلطات الفرنسية التي حكمت المغرب انداك، أما اول حفل ولاء بمفهومه الحالي فتعود جذور حفل الولاء في المملكة المغربية إلى عهد الملك محمد الخامس (1909-1961)، الذي أدى اليمين الدستورية في عام 1956، عقب استعادة الاستقلال من الاحتلال الفرنسي. وقد شهد هذا الحدث تجمعاً هائلاً للمواطنين الذين أعربوا عن امتنانهم للملك واحتفالهم بانتصار الاستقلال الوطني.
منذ ذلك الحين، استمر حفل الولاء في التطور والتجديد على مر العصور، حيث يتم تنظيمه بشكل دوري في العاصمة الرباط، بحضور جلالة الملك الحاكم الحالي وأفراد الأسرة الملكية وعدد كبير من المسؤولين والشخصيات الهامة في الدولة، إضافة إلى حضور الجمهور الذي ينتظر هذه المناسبة الوطنية بشوق.
هذا ويُقام حفل الولاء والبيعة في مكان يُسمى المشور، قرب القصر الملكي، وقد يختلف مكان إقامة مراسيم الاحتفال من سنة إلى أخرى، فعادة ما يُقام بالرباط، فاس، طنجة، تطوان، مراكش أو الدار البيضاء. وجرت العادة أن يختار البروتوكول الملكي لهذه الذكرى بعدًا كرنافاليًا يتجلى في حضور المنتخبين عن جهات المملكة وممثلي الشعب المغربي إلى باحة أحد القصور الملكية، من أجل تقديم فروض الطاعة والولاء وتجديد العهد والبيعة للعرش المغربي، والتأكيد على التمسك بأهداب العرش العلوي المحيد.
وتعتبر البيعة وطقوسها تجديد من لدن المغاربة للبيعة التي في عنقهم إزاء الملك باعتبارها عقدا سياسيا ودينيا شاملا» و«عقد سياسي واجتماعي وروحي وديني ورباني وسماوي متكامل.
كما يتميز حفل الولاء بسماته الرسمية والاحتفالية التي تعكس أهمية اليوم وأهمية الملك والمملكة في حياة المواطنين المغاربة. تشمل الفعاليات الاحتفالية في هذا اليوم تكريم أفراد القوات المسلحة والشرطة والمدنيين الذين قدموا خدمات استثنائية للوطن، إضافة إلى عروض فنية وثقافية تعكف على تعزيز التراث المغربي الغني والتعبير عن الهوية الوطنية.
علاوة على ذلك، يُعَتَبَر حفل الولاء فرصة للملك لإلقاء خطاب مهم يعبر فيه عن رؤيته وطموحاته للمملكة وشعبها، ويؤكد على توجيهاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ويكون هذا الخطاب مناسبة لإعلان بعض المشاريع الوطنية الكبيرة والإجراءات الحكومية المهمة التي تهدف إلى تحسين حياة المواطنين وتعزيز التنمية في المملكة.
على مدى التاريخ، كان حفل الولاء يُعَدُّ أحد الأحداث الرئيسية التي يجتمع فيها الشعب المغربي بكل تنوعاته الثقافية والاجتماعية للمشاركة في هذا الاحتفال الوطني المميز. ويعتبر هذا الحدث رمزًا للوحدة الوطنية والتلاحم بين المواطنين والمؤسسات الحكومية في المملكة.
في الختام، يظل حفل الولاء في تاريخ المملكة المغربية مناسبة فريدة تجمع بين التقاليد الثقافية والاحتفال بالمناسبات الوطنية. ويستمر هذا الحدث في تعزيز الانتماء والوفاء للمملكة وجلالة الملك، بينما يظل الأمل مستمرًا في أن تستمر هذه التقاليد الرائعة وتنمو في الأجيال القادمة.
حفل الولاء في تاريخ المملكة المغربية ليس مجرد حدث سنوي عادي، بل يُعتبر تعبيرًا فريدًا عن الانتماء الوطني والولاء للمملكة والملك. يتميز هذا الحدث بالعديد من التفاصيل والعناصر التي تجعله تجربة فريدة وذات أهمية كبيرة لكل مواطن مغربي.
أحد أبرز التفاصيل المميزة لحفل الولاء هو المكان الذي يقام فيه، حيث تتم الاحتفالات الرسمية في قصر الملك بالعاصمة الرباط او مدن أخرى. يُعَدُّ القصر واحدًا من أهم المعالم التاريخية والثقافية في المملكة، ويتم تزيينه بشكل خاص لهذه المناسبة الوطنية. يتوافد الآلاف من الحضور إلى القصر، حيث يظهر جلالة الملك محمد السادس نصره الله على حصانه الأسود وهو يرتدي زيا سلطانيا تقليديا خلال مراسيم حفل الولاء، وهو الحصان الذي غاب عن مراسيم البيعة لمدة ثلاث سنوات الماضية، وكان تم تعويضه بسيارة مكشوفة، خرج بها الملك إلى المبايعين.
تبدأ الاحتفالات بعرض عسكري وأداء أهازيج عسكرية ووطنية للقوات المسلحة والشرطة، مما يضفي أجواء احتفالية ونشوة وطنية على الحفل. وترتدي القوات المشاركة في العرض ملابس تقليدية مغربية وتؤدّي عروضًا تعبيرية تجسد روح التضحية والوفاء للوطن.
بعد ذلك، يأتي دور جلالة الملك لإلقاء خطابه السامي أمام الحضور. يتحدث فيه الملك عن الإنجازات التي تحققت في المملكة خلال السنة الماضية والتحديات التي تنتظر البلاد وطموحاته للمستقبل. يُعَدُّ هذا الخطاب فرصة للملك للتواصل مع شعبه والتعبير عن رؤيته للمستقبل وتوجيهاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
بعد ختم الخطاب الملكي، ينطلق عرض فني وثقافي رائع يقدمه فنانون وفرق فنية مشهورة، تحاكي التراث المغربي الغني والتقاليد الثقافية للبلاد. تتوزع الفعاليات بين الأداء الموسيقي والرقصات التقليدية وعروض الفنون الشعبية، وكل هذا يُجمع ليخلق أجواء مليئة بالفرح والترحاب.
ليس حفل الولاء مقتصرًا على الفعاليات الرسمية فقط، بل يتوفر أيضًا للجمهور فرصة للاحتفال في أماكن عامة مخصصة، حيث تُعقد احتفالات متوازية وفعاليات احتفالية في مختلف المناطق الحضرية والريفية. تزدان الشوارع بالأعلام والزينة الوطنية، ويشارك الناس في الاحتفالات بالرقص والأغاني وتبادل التهاني والبهجة.
ليظل حفل الولاء في تاريخ المملكة المغربية حدثًا تاريخيًا مميزًا يجسد وحدة الشعب وانتماءه للوطن والملك. ومع كل عام يمر، تتجدد روح الوفاء والانتماء في قلوب المواطنين المغاربة، مع تطلعهم لمستقبل أفضل وأكثر تقدمًا تحت قيادة جلالة الملك وسياساته المستقبلية.
في الختام، يبقى من حق كل مواطن مغربي الشعور بالولاء والانتماء للمملكة وللملك دون تمييز. وعلى الحكومة والمجتمع معًا مواجهة التحديات التي تحول دون مشاركة الجميع في الفعاليات الوطنية والعمل على تعزيز المساواة وحقوق الإنسان في المملكة المغربية. إن تحقيق هذا الهدف سيساهم في بناء مجتمع أكثر تلاحمًا وتقدمًا.