المصطفى الجوي – موطني نيوز
تعتبر المهمة الوطنية لعناصر الدرك الملكي في حماية المدن الساحلية المغربية مهمة شاقة ومليئة بالتحديات والمخاطر. كما تعتبر المدن الساحلية جزءًا حيويًا من اقتصاد وثقافة المملكة، ولذلك فإن حمايتها تأخذ أهمية كبيرة لمسؤولي الدرك الملكي محليا ووطنيا. بحيث يُكلَّف أفراد الدرك الملكي بدور محوري في الحفاظ على الأمن والنظام وتوفير بيئة آمنة للمواطنين والزوار.
ومع ذلك، يعاني عناصر الدرك الملكي العاملين في المناطق الساحلية من مجموعة من الاكراهات التي تؤثر على أداءهم وحياتهم الشخصية كما يقع بكل من بوزنيقة، المنصورية وشراط. وهو ما جعلنا نلقي نظرة على بعض هذه المعاناة والاكراهات التي يواجهونها خاصة في فصل الصيف وايام العطل وحتى نهاية الأسبوع :
ومن بينها الظروف البيئية القاسية، والتي تميز المناطق الساحلية بطقس غير متوقع وقد يكون غاية في التعقيد والتحدي. فالفصول الشتوية قد تكون عاصفة ممطرة، مما يجعل الدوريات الأمنية أكثر صعوبة وتعرض حياة رجال الدرك للخطر. في الصيف، ترتفع الحرارة إلى درجات عالية مما يزيد من إرهاق العناصر ويعرضهم لضربات الشمس.
أما ضغوط العمل والدوريات المطولة فحدث ولا حرج، فرجال الدرك الملكي يتعين عليهم العمل لساعات طويلة وبدون راحة في بعض الأحيان، وذلك للتأكد من توفير الأمان على مدار الساعة. هذا الجهد المستمر يؤثر على صحتهم النفسية والبدنية ويعيق توازن حياتهم الشخصية.
أما التحديات الأمنية، فهذا امر اخر. فكما هو معروف فالمناطق الساحلية تشهد نشاطًا إجراميًا متزايدًا على طول السنة، مثل الهجرة غير الشرعية والتهريب وتهديدات الإرهاب. وهو ما يفرض على عناصر الدرك الملكي مهام تأمين الحدود ومراقبة الشواطئ، وهذا يضعهم في مواجهة مباشرة مع مخاطر كبيرة.
وطبعا كل هذا في كفة، ونقص المعدات والعتاد في كفة أخرى. حيث يعاني العديد من عناصر الدرك الملكي خاصة بالمدن الصغرى من نقص حاد في المعدات الحديثة والتكنولوجيا المتطورة التي تسهم في تحسين أدائهم وحمايتهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض العناصر قد لا يتلقون التدريب الكافي للتعامل مع تحديات الأمن المعاصرة، مما يضعهم في وضع ضعف في مواجهة المشكلات الأمنية الحالية.
دون الحديث عن الانفصال عن العائلة، وما يصاحبه من مشاكل نفسية وضغوطات عائلية تكون سببا في تأثر حياتهم الشخصية والاجتماعية.
على الرغم من هذه المعاناة والاكراهات، فإن عناصر الدرك الملكي المكلفين بحماية المدن الساحلية المغربية يضحون بأرواحهم للحفاظ على أمان المواطنين والمناطق الساحلية. وتستحق تضحياتهم التقدير والاحترام من المجتمع والحكومة. وما يقوم به عناصر الدرك الملكي ببوزنيقة والمنصورية وشراط على سبيل المثال لا الحصر يستحق كل التنويه والاحترام، فبالرغم من الاكتضاد وكثرة الزوار لهذه المناطق تجد ان حجم الجريمة شبه منعدم، والسبب يرجع إلى الصرامة التي يتعامل بها مسؤولي هذه المناطق من اي حادث ولو كان عرضيا.
في الختام، يجب على القيادة العليا للدرك الملكي بالرباط النظر في تحسين ظروف عمل عناصر الدرك الملكي، وتزويدهم بالمعدات الحديثة لتمكينهم من أداء مهامهم بكفاءة وسلامة. كما يجب على القائد العام الجنرال محمد حرمو أيضًا أن يشارك شخصيا في دعم وتقدير عمل عناصر الدرك الملكي، فهم يقدمون خدمة قيمة للمجتمع ويعملون جاهدين لضمان أماننا واستقرارنا. يمكن أن يكون الدعم العاطفي والتقدير المادي والمعنوي من قِبَله أمرًا محفزًا لهم للاستمرار في أداء واجباتهم بكل اتقان وتفان.
لان على الجميع أن يدرك أن صغار ضباط وعناصر الدرك الملكي هم الحجر الزاوي في بناء المجتمع المغربي الآمن والمزدهر. إنهم يضحون بكل ما لديهم لضمان سلامتنا وأماننا. لذلك، يجب أن نكون ممتنين لتفانيهم وتضحياتهم ونعمل معًا كمجتمع لتحسين ظروفهم ودعمهم في مهمتهم النبيلة بحماية المدن الساحلية والمملكة بأكملها.