فوائد البابونج عديدة جعلت منه أحد أقدم الأعشاب الطبية التي عرفتها البشرية واستخدمتها في مجالاتٍ واسعة، فهو غني بالمواد والمركبات الكيميائية المفيدة وأهمها الفلافونويد الذي يُعرف بأنه مضاد أكسدة والتهاب مذهل!
ولما له من خصائص علاجية ووقائية وطبية، تُستخدم مستحضراته في علاج العديد من الأمراض والحالات الصحية مثل السكري، آلام الدورة الشهرية، مشاكل النوم، وللاسترخاء والتخلّص من القلق، وحتى في مجال التجميل.
غالبًا ما يتم تناول البابونج بشكل مشروب ساخن يتم تحضيره عبر نقع أزهار البابونج المجففة في الماء الساخن وتركها مغطاة لمدة 5 إلى 10 دقائق، ويقدم هذا المشروب حلًا بديلًا مدهشًا عن الشاي الأسود والأخضر باعتبار أنه خالٍ من الكافيين.
ورغم أن فوائد البابونج لا تعد ولا تحصى، إلا أنه لا يجب أن يحل محل العلاجات الأساسية التي يصفها الطبيب اليوم خاصةً في حال الأمراض الخطيرة، وذلك لعدم كفاية الدراسات العلمية حول استخداماته، لكن مع النظر إلى فوائد البابونج العظيمة، لا بدّ من إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد استخداماته بشكلٍ دقيق وعلمي.
ما هي فوائد البابونج على صحة الإنسان؟
تشمل أهم فوائد البابونج المثبتة علميًا كل ما يلي :
1 – ضبط مستويات سكر الدم خاصةً لدى مرضى السكري
يفيد البابونج مرضى السكري من خلال عدة أساليب :
- يساعد شرب البابونج في خفض مستويات سكر (غلوكوز) الدم.
- تسهم خصائص البابونج المضادة للالتهاب في حماية البنكرياس من التلف الحاصل نتيجة ارتفاع مستويات السكر بشكلٍ مزمن، وكما نعلم البنكرياس هو العضو المسؤول عن إنتاج هرمون الأنسولين المعني بمعالجة السكر وإزالته من الدم.
- يقلل البابونج من خطر حدوث مضاعفات السكري الوخيمة لدى المرضى عبر تخفيضه لِمستويات السكر والشحوم والإجهاد التأكسدي (حالة من عدم التوازن الكيميائي التي تؤدي إلى تلف الخلايا والأنسجة).
وقد تم إجراء دراسة على 64 مريض سكري، ووُجد في النهاية أن المرضى الذين داوموا على شرب البابونج يوميًا مع الطعام ولمدة 8 أسابيع كانت مستويات السكر في الدم لديهم أقل بكثير من المرضى الذين تناولوا الماء!
رغم ذلك، لا يعد البابونج بديلًا فعالًا عن أدوية السكري المستخدمة من قبل الأطباء، لذا لا يمكن اعتماده وحده، ولكن يمكن إدخاله ضمن خطة العلاج كمُكمِّل لذيذ وممتع!
2 – البابونج عامل مضاد للسرطان
أشارت بعض الدراسات إلى أن البابونج يقي من الإصابة ببعض السرطانات! فهو يستهدف الخلايا السرطانية، وقد يمنعها من النمو أساسًا من البداية، ويعود ذلك إلى أن البابونج غني بمضادات الأكسدة Antioxidants خاصةً الأبيجينين Apigenin المعروف بقدرته على محاربة السرطان.
وحسب النتائج المخبرية فإن أهم فوائد البابونج تتمثل في تثبيط نمو الورم الدبقي، سرطان الكبد، سرطان عنق الرحم، اللوكيميا (سرطان الدم)، سرطان الثدي، سرطان الجلد، وسرطان البروستاتا.
إضافة إلى أنه ومن خلال إحدى التجارب التي أُجريت على 537 شخص، وُجِد أن الذين شربوا البابونج مرتين إلى 6 مرات في الأسبوع كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان الدرق!
3 – تحسين جودة النوم والاسترخاء
يساعد شرب البابونج على الاسترخاء والنوم والتغلّب على الأرق، حيث لُوحظ تحسّن في جودة ونوعية النوم مع تحسّن عام في الأعراض لدى الأشخاص المصابون بالقلق بعد استخدامهم البابونج لمدة 2 إلى 4 أسابيع.
كما تم استخدام البابونج لدى النساء بعد الولادة، حيث ساعدهن على النوم بشكلٍ أفضل، وقلل من خطر إصابتهن بالاكتئاب الناجم عن مشاكل النوم.
إضافةً إلى ذلك وُجِدَ أن الأشخاص الذين تناولوا البابونج مرتين يوميًا لمدة 28 يوم تغلبوا جزئيًا على مشكلة الاستيقاظ خلال الليل، واستطاعوا النوم أسرع بِ 15 دقيقة.
وتعود هذه الميزة إلى التأثيرات المهدئة الناتجة عن الفلافونويد والأبيجينين، حيث ترتبط المواد السابقة مع مستقبلات البنزوديازيبين في الدماغ لتعطي تأثيرًا مهدئًا، معززًا للنعاس، ومحاربًا للأرق.
4- عامل مضاد للالتهاب
الالتهاب هو ردة فعل جسم الإنسان على العوامل الخارجية لمحاربة العدوى، والبابونج بدوره يحتوي على مواد تقلل من الالتهاب، خاصةً الالتهاب المرافق للأمراض الهضمية من الارتجاع المعدي المريئي والتهاب الرتوج وغيرها، بالإضافة إلى أنه وبفضل مركبات الفلافونويد والزيوت الأساسية الموجودة في البابونج والتي تتغلغل إلى طبقات الجلد العميقة، تم استخدامه كعامل موضعي مضاد للالتهاب.
5 – الوقاية من هشاشة العظام
هشاشة العظام Osteoporosis مرض استقلابي يحدث فيه نقص في الكتلة والكثافة العظمية نتيجة زيادة هدم وارتشاف العظام، ويعاني المصابون من إصابات وكسور العظام.
وقد وُجِدَ أن فوائد البابونج قادرة على تحفيز تمايز وتمعدن الخلايا العظمية، وهو بذلك يفيد في الوقاية من هشاشة العظام المرتبطة بتقدّم العمر.
6 – تحسين صحة القلب
باعتبار أن البابونج غني بمضادات الأكسدة والفلافونات Flavones، فهو قادر على خفض ضغط الدم والكولسترول والشحوم الثلاثية، وهي عوامل أساسية في أمراض القلب والأوعية الدموية.
وقد لُوحِظ من خلال بعض الدراسات أن البابونج قد أسهم فعلًا في تقليل خطر الوفاة بأمراض القلب التاجية (الإكليلية) واحتشاء عضلة القلب.
7 – تحسين أعراض نزلات البرد
وجدت بعض الدراسات المثبتة علميًا أن استنشاق بخار مستخلص البابونج بإمكانه تخفيف أعراض نزلات البرد (التهاب الأنف الفيروسي الحاد والذي يعتبر أحد أكثر الأمراض شيوعًا) أو الزكام، ولكن المزيد من الدراسات يجب أن تجرى لتأكيد هذه الخاصية.
8 – تعزيز شفاء والتئام الجروح
وجدت الدراسات أن استخدام البابونج الموضعي على الجروح قد أسهم في تعزيز التئام الجرح بشكلٍ متين، وقد عزز من نمو الخلايا الظهارية، كما قد قلل من كمية الميكروبات والأحياء الدقيقة في منطقة الجرح!
في الحقيقة، الدراسات الحديثة لاحظت أن البابونج ساعد في التئام الجروح أسرع من الستيروئيدات القشرية Corticosteroids!
9 – تعزيز صحة جهاز الهضم وعلاج الإسهالات والمغص
إن صحة الجهاز الهضمي مهمة للغاية لصحة الإنسان العامة، وقد أشارت الدلائل أن البابونج قادر على تعزيز عملية الهضم وتقليل مخاطر الإصابة بالعديد من أمراض الجهاز الهضمي.
بعض الدراسات وجدت أن البابونج يقي من الإصابة بقرحة المعدة عبر محاربته بكتيريا الملوية البوابية (هيليكوباكتر بيلوري) المسببة للقرحة، وعبر التقليل من حموضة المعدة.
كما أنه يستخدم منذ الأزل لعلاج الغازات، المغص والتشنج، الغثيان، والإسهالات.
10 – علاج بعض أمراض الجلد والبشرة
تشير بعض الأبحاث إلى أن استخدام البابونج الموضعي ساعد في علاج كل مما يلي:
- حب الشباب Acne.
- البشرة الحساسة.
- جفاف الجلد.
وتعود الميزات العلاجية السابقة إلى خصائص البابونج المضادة للأكسدة والمضادة للميكروبات والمضادة للحساسية.
كما أُثبِتَ أن تطبيق البابونج الموضعي فعّال بشكلٍ معتدل في علاج الإكزيما Eczema (التهاب الجلد) وتقليل شعور الانزعاج المرتبط بها.
11 – علاج آلام الدورة الشهرية وتخفيف أعراض متلازمة ما قبل الحيض PMS
إن البابونج بخصائصه المضادة للالتهاب، المضادة للتشنج، المضادة للقلق، والمسكّنة والمرخية قادر على تخفيف آلام الدورة الشهرية وتخفيف أعراض متلازمة ما قبل الحيض من انزعاج وقلق وتوتر.
12 – علاج البواسير
أشارت بعض الدراسات إلى فائدة استخدام مراهم البابونج في علاج البواسير، وتقليل الالتهاب المرتبط بها.
13 – تعزيز صحة جهاز المناعة
وجد أن تناول البابونج قادر على تقوية المناعة لدى الإنسان، مما يزيد من قدرته على مقاومة الأمراض والالتهابات ونزلات البرد وغيرها.
14 – فوائد البابونج في العلاج بالروائح العطرية Aromatherapy
الزيوت الأساسية التي تُستخلص من البابونج تستخدم في العلاج بالروائح العطرية، وقد كانت النتائج مبشّرة حيث نجح العلاج في تقليل حالة القلق وزيادة الشعور بالإيجابية والثقة لدى الناس.
ومع كم فوائد البابونج الهائل، مازلنا بحاجة إلى العديد من الدراسات والأبحاث لتأكيد هذه الإيجابيات ودراسة الأضرار المحتملة.
ما الكمية الصحيحة التي يجب تناولها من البابونج يوميًا؟
بعد التفصيل في فوائد البابونج وإيجابياته، لا بد أنك سألت نفسك السؤال التالي: كم يجب أن أشرب من البابونج حتى أستفيد منه؟
وكجواب على السؤال السابق، لا توجد جرعة قياسية للبابونج، ولكن بشكله الشهير شاي البابونج أو شراب البابونج غالبًا ما ينصح بشرب كمية معتدلة بقدر كوبين يوميًا.
انتبه! في حال إصابتك بأي مرض أو حالة صحية لا تستبدل علاجك الأساسي الموصوف من قبل الطبيب بالبابونج أو غيره من الأعشاب!
هل شرب البابونج آمن على الصحة؟
إن البابونج آمن، والآثار الجانبية التي قد تنجم عن تناوله نادرة جدًا، ولكنه قد يسبب بجرعات كبيرة النعاس والإقياء، كما أنه قد يثير رد فعل تحسسي لدى بعض الأشخاص الذين يتحسسون من أزهار الأقحوان وعائلتها، وقد يؤدي بنسب ضئيلة إلى زيادة تميّع الدم.
بكل حال استشر الطبيب قبل استخدام البابونج المنتظم للتأكد من تداخله مع أحد الأدوية أو تأثيره على الحالة الصحية.
وفي حال كنتِ حاملًا ابتعدي عن البابونج، حيث لم تثبت بعد سلامته خلال فترة الحمل والإرضاع.