عجائب الدنيا السبع..معالم حضارية وإبداعات صنعها الإنسان وتفننت في نحتها الطبيعة

وضع الإغريق قديمًا قائمة بالأماكن التي أبدع الانسان في صنعها وسميت هذه القائمة بعجائب الدنيا السبع في العالم القديم، ولكن لم يبقَ من عجائب الدنيا السبع القديمة سوى هرم خوفو في الجيزة.

وبعد قرون عديدة بادرت مؤسسة New7Wonders باستبدال القائمة القديمة بقائمة عجائب الدنيا السبع الجديدة، كما تمّ أيضًا وضع قائمة لعجائب الدنيا السبع الطبيعية.

عجائب الدنيا السبع القديمة بالترتيب

هذه هي أول قائمة لأهم الإبداعات التي صنعها الإنسان منذ القدم:

هرم خوفو (مصر) Cheops pyramid

هرم خوفو (مصر) Cheops pyramid

يحتل هرم خوفو أو هرم الجيزة أو ما يسمى باسمه الحديث الهرم الأكبر المرتبة الأولى ضمن ترتيب أقدم عجائب الدنيا السبع، ويعتبر العجب الوحيد الباقي من عجائب الدنيا السبع القديمة إلى يومنا هذا.

يقع الهرم الأكبر في جمهورية مصر العربية وتحديدًا في محافظة الجيزة في القاهرة الحديثة. تم البدء في بناء الهرم الأكبر في عهد الفرعون خوفو واستغرق بناء هذا الصرح العظيم حوالي عشرون عامًا، وتم الانتهاء منه قبل 4500 عام (2560 قبل الميلاد).

يعتبر هرم خوفو أكبر أهرامات الجيزة الثلاثة، والهرم الوحيد الذي كانت غرفه في القمة، ولعل أعلاها التي ضمت قبر الملك خوفو، فقد كان هذا الهرم أطول هيكل من صنع الإنسان على وجه الأرض.

يُقال أن هرم خوفو يتكون من حوالي 2.3 مليون حجر من الأحجار الكبيرة التي يبلغ وزن كلٍ منها أكثر من 2 طن، ويصل بعضها إلى 15 طنًا، كما اختلف العلماء حول كيفية رفع هذه الأحجار العملاقة إلى ارتفاعات شاهقة، حيث بَلغ ارتفاعه عن سطح الأرض ما يُقارب من 146م، لكن تهتك قمته أدى إلى انخفاض طوله إلى 139م تقريبًا، ما جعله مشهدًا في منتهى العظمة يقصده السائحون من جميع أنحاء العالم.

حدائق بابل المعلقة (العراق) Hanging Gardens of Babylon

حدائق بابل المعلقة (العراق) Hanging Gardens of Babylon

تعتبر حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، وملكية خاصة بالملك نبوخذ نصر الذي بناها في القرن السادس قبل الميلاد في مدينة بابل العراقية، ويقال أنه قام ببنائها لإرضاء زوجته المفضلة (أميتيس)، وذلك لأنها افتقدت الجبال والمساحات الخضراء في وطنها (إيران).

وهناك روايات أخرى تقول أن حدائق بابل تنسب إلى الملكة الآشورية Sammu-ramat باليونانية، (سميراميس) في القرن التاسع قبل الميلاد، كما أشارت الأبحاث في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين إلى أن الحدائق ربما تكون قد شيدت في مدينة نينوى في العراق من قبل الملك الآشوري سنحاريب الذي حكم من حوالي 705 قبل الميلاد إلى 681 قبل الميلاد.

وفقًا لإحدى النظريات والروايات التي تُنسب إلى المؤرخ اليوناني هيرودوت، أنه تم بناء مصاطب كبيرة من البناء واحدة فوق الأخرى، وعليها كانت مزروعة حدائق من الزهور والأشجار الاستوائية وأشجار النخيل، وكانت تُروى الحدائق بالمياه التي تُضخ من نهر الفرات، كما أحيطت أيضًا بجدران خارجية بلغ ارتفاعها 90 كم، وعرضها ما يُقارب 24م، ناهيك عن جدرانها الداخلية المزدوجة التي كانت تضم العديد من أماكن العبادة، والقلاع، والتماثيل المصنوعة من الذهب الخالص.

ومع ذلك، من الممكن أن تكون هذه الحدائق الغامضة أسطورية بحتة ولم تكن موجودة في الواقع، حيث لم يتم اكتشاف أي دليل أثري عليها، وذلك بسبب الزلزال الذي ضرب المدينة في القرن الأول الميلادي، لتبقى حدائق بابل معلقة في ذاكرة التاريخ.

معبد أرتميس (تركيا – أفسس) Temple of Artemis

معبد أرتميس (تركيا - أفسس) Temple of Artemis

يعتبر معبد أرتميس أحد عجائب الدنيا السبع القديمة، حيث تم بناء هذا المعبد في مستعمرة أفسس اليونانية، والتي هي الآن جزء من تركيا على يد المستعمرون اليونانيون، ويقال أنه تم بناؤه بمساهمات من جميع المدن الكبرى في آسيا، واستغرق إكماله 120 عامًا، وذلك في عام 550 قبل الميلاد لتكريم أرتميس (آلهة الصيد).

فقد صُنع معبد أرتيمس من الرخام بشكل كامل، واحتوى على العديد من الأعمدة الضخمة، ناهيك عن تلك المحيطة به والتي بلغ عددها 36 عمودًا، كما اشتهر المعبد بحجمه الكبير، فقد كان حجمه أكثر من 350 × 180 قدمًا، أي حوالي 110 × 55 مترًا.

تم إعادة بناء هذا المعبد مرات عديدة، كان أولها في القرن الثاني قبل الميلاد، وفي عام 356 قبل الميلاد وتحديدًا في الليلة التي ولد فيها الإسكندر الأكبر، اشتعلت النيران داخل المعبد وتم حرقه بالكامل على يد رجل يدعى هيروستراتوس Herostratus، وذلك على أمل أن يصبح معروفًا بسبب تدمير مثل هذا البناء الجميل، وليذكر العالم اسمه على مر العصور التالية.

تمثال زيوس (أولمبيا) Statue of Zeus

تمثال زيوس (أولمبيا) Statue of Zeus

بني تمثال زيوس في أحد المعابد اليونانية في أوليمبيا، وذلك تكريمًا للآلهة اليوناني (زيوس) على يد النحات العظيم فيدياس اليوناني وذلك في القرن الخامس قبل الميلاد.

شيد التمثال على قاعدة خشبية كبيرة، وكان يحمل بيده اليسرى صولجانًا مُرصّعًا بكافة أشكال المعادن، وبيده اليُمنى تمثالًا صغيرًا لآلهة النصر الإغريقية التي تحمل اسم نايك Nike، أما العرش الذي يجلس عليه التمثال فقد صنع من الأحجار الكريمة وخشب الأبنوس والذهب.

كان تمثال زيوس بناء شاهقًا حيث بلغ ارتفاعه حوالي 40 قدمًا (12 مترًا)، وبعد حوالي تسعة قرون من وجوده تم تدمير التمثال بالكامل، ويقال تم تدميره بعد ظهور الديانة المسيحية لأنه كان يعتبر وثنيًا. واليوم تُكتسب الفكرة الوحيدة عن هذا التمثال من العملات المعدنية لدولة مدينة إيليس اليونانية القديمة والتي يُعتقد أنها تحمل صورًا للتمثال الأصلي.

ضريح هاليكارناسوس (تركيا) Mausoleum of Halicarnassus

ضريح هاليكارناسوس (تركيا) Mausoleum of Halicarnassus

تم بناء ضريح هاليكارناسوس بين 353 – 350 قبل الميلاد بالقرب من بودروم في تركيا، واشتق اسمه من اسم الملك الفارسي موسولوس، حيث قامت زوجة الملك أرتميسيا الثانية بعد وفاته بتوظيف عددًا من المهندسين المعماريين اليونانيين لبناء نصب تذكاري رائع فوق رفاته، ليكون قبرًا باهظًا عظيمًا يليق بملك عظيم.

يتميز ضريح هاليكارناسوس بالعمارة اليونانية والليقية والمصرية، فقد كان يضم مجموعة من الأعمدة يصل عددها إلى 36 عمودًا من الطراز الأيوني، وفي قمته عربة بأربعة أحصنة كانت فيها تماثيل رخامية للملك والملكة، وتم تزيينه بالنقوشات والزخرفات المختلفة التي تحمل معانٍ رمزية كثيرة تُشير إلى الصيد، والمعارك، والتضحيات.

بلغ ارتفاع هذا الضريح الضخم إلى 41 مترًا، ولكنه دمر بالكامل بسبب زلزال وقع بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر الميلاديين، لتبقى بعض فتات هذا الضريح محفوظة في المتحف البريطاني في لندن (إنجلترا).

منارة الإسكندرية (مصر) Lighthouse of Alexandria

منارة الإسكندرية (مصر) Lighthouse of Alexandria

تُعتبر منارة الإسكندرية أول منارة في العالم وآخر عجائب الدنيا السبع. تقع منارة الإسكندرية أو فنار الإسكندرية أو فاروس الإسكندرية، على جزيرة فاروس بالإسكندرية في مصر.

كان صاحب فكرة إنشائها هو بلطيموس الأول، ولكن توفي قبل تنفيذ فكرته، ثم قام خلفاؤه بطليموس الأول وبطليموس الثاني بأعمال بناء المنارة التي استمرت لفترة تُقدر بـ 33 عامًا وبكلفة مادية باهظة جدًا، وبعد الانتهاء من بنائها قدر ارتفاعها بين 115 و 145 مترًا، لتكون أطول مبنى في العالم في ذلك الوقت، باستثناء الهرم الأكبر.

كانت مهمة منارة الاسكندرية توجيه السفن عبر المياه الصخرية الضحلة لميناء الإسكندرية، فقد كانت تستخدم كمرآة تعكس أشعة الشمس أثناء النهار والنار في الليل، حيث كان ضوئها مرئيًا على بعد 30 ميلاً، ولكن لسوء الحظ تضررت منارة الاسكندرية من قبل عدد من الزلازل قبل أن تنهار بالكامل خلال القرن الخامس عشر.

تمثال رودس العملاق (اليونان) Colossus of Rhodes

تمثال رودس العملاق (اليونان) Colossus of Rhodes

كان تمثال رودس العملاق تمثالًا برونزيًا عظيمًا بناه مواطنو رودس عاصمة الجزيرة اليونانية التي تحمل الاسم نفسه، وكان على رأسهم نحات يوناني يدعى Chares of Lindos، وذلك ما بين عامي 292 و 280 قبل الميلاد، وقيل أن تمثال رودس العملاق قد بلغ ارتفاعه 33 مترًا، وصنف أطول تمثال في العالم القديم.

تم بناء التمثال لتكريم (هيليوس) إله الشمس اليوناني احتفالًا بالدفاع الناجح عن الجزيرة بعد حصار دام عامًا كاملًا، وكما تقول الأسطورة أن سكان رودس قاموا بصهر أسلحة برونزية وحديدية مهجورة للمساعدة في إنشاء هذا التمثال.

بقي هذا الصرح شامخًا لعدة مئات من السنين، ولسوء الحظ داهم زلزال قوي الهيكل الرائع ما أدى إلى تحطمه وسقوطه، وذلك في عام 226 قبل الميلاد وبقي على شكل قطع على الأرض لمئات السنين، ثم بيعت بقاياه من البرونز كخردة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!