طاطا : عُرس ديني يُتوّج حافظا للقرآن الكريم بطريقة اللوح التقليدية الطالب الحسن جليلي بن عبدالله بدوار اكادير تسينت

عبد الرحيم ادبلقاس – موطني نيوز 

وسط أجواء روحانية ودينية، احتضن مسجد العتيق بجماعة وقيادة تسينت التابع للنفوذ الترابي إقليم طاطا ،موعدا احتفاليا خُصّص لتكريم أحد التلاميذ ممن التزموا بأخذ دروس الحفظ والتجويد بكُتّاب المسجد تحت اشراف الفقيه و الإمام سيدي محمد الإعيشي المعروف باهتمامه الكبير في تحفيظ القرآن الكريم . 

هذا العرس الديني،الذي نُظم مساء اليوم بتنسيق مع جمعية إمي نو كادير للتنمية والثقافة والأعمال الإجتماعية والمحافظة على البيئة تسينت .

ويذكر أن طرق الاهتمام والتحفيز على حفظ القرآن الكريم  خصوصا بالمناطق القروية بإقليم طاطا كثيرة هي مناسبات واحتفالات يقيمها  المهتمون  والجمعيات إذكاء لروح المنافسة فيما بينهم، وتكريما لهم على اجتهادهم، ومكافأة لتفانيهم في حفظ كتاب الله العزيز.

وإن كان هناك من حدث يلقى العناية لدى طالب القرآن، فإنه ذلك الذي يتوج فيه الطالب حافظا للقرآن الكريم أمام الجميع، ويكون ذلك ايذانا بتبوئه مرتبة ودرجة ليست كسابقتها.

ويمكن القول أن حفل ختم القرآن بالحفظ في اللوح بالطريقة التقليدية المعروفة يسميه البعض بالدارجة “عرس القرآن”، ويسمى بالأمازيغية “تامغرا ن القرآن”، ويعتبر من أهم المناسبات لدى طلبة القرآن وأكثرها تأثيراً وتأثراً فيما بينهم، وأعَـمّها فائدة، فهي تلقى ترحيبا منقطع النظير من طرف الخاصة والعامة.

ومن هذه العادات الموروثة ببعض المناطق  أنه متى ختم التلميذ القرءان تزوق لوحته بأبيات شعرية مهلهلة تستدير بأواخر البقرة “آمن الرسول إلى آخرها” ويذهب مع التلميذ كل طلبة القرية وهو في لباس جميل، يدورون به في القرية ويزيرونه مشهدا يتبرك به ثم يكتب كل واحد من الطلبة في اللوحة كلمة من حزب الرحمن ثم تقام حفلة يحضرها الطلبة عند أبى التلميذ فيختمون القرآن على العادة. وهذه الحفلة لا تتجاوز يوما واحدا كالعرس نفسه.

وفي بعض المناطق المغربية تبلغ درجة الاحتفاء بذكرى الختم القرآني إلى أن تسمع هتافات الفرحة والابتهاج في الوسط الذي يحيط بالتلميذ الخاتم، وتتزايد الفرحة حين يركب على الفرس ويطاف به في المنطقة، حيث يتبع بأناشيد معينة تشجيعا له ولزملائه على الجدية في المسيرة القرآنية.

وختاما نقول إن فرحة هذا الاحتفال والسعادة التي تغمر طلبة القرآن في ذلك اليوم المشهود لا توصف بل تعاش لحظة بلحظة حتى تجد كل من حضر يستشعر ذلك، وكما قيل:”ليس من رأى كمن سمع”، وليس من عاش لحظات ومعاناة ختم السلكة حفظا، كمن حضر للاحتفال فقط فانبهر لذلك المظهر الرائع، ويمكن القول كمسك للختام لهذه المداخلة المختصرة والمقتضبة، أن مثل هذه العادة ينبغي التمسك بها وتربية النشء الصاعد على حب القرآن من خلالها، فلو لم يكن لهذا الحفل إلا الدلالة على التمسك بالقرآن الكريم وحفظه وحبه لكفاه فخرا وجمالا وبهاء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!