بنسليمان : بوشويطينة..الحي العشوائي الذي ينمو في صمت

بوشويطينة

رئيس التحرير – موطني نيوز

تعد الاحياء العشوائية ظاهرة منتشرة في المغرب، وتشكل تحديا كبيرا للسلطات المحلية وتهدد الأمن والاستقرار في البلاد. كما تنتج هذه الاحياء العشوائية عن النمو السكاني السريع وتزايد الهجرة من البوادي إلى المدن، مما يؤدي إلى تراكم السكان في مناطق غير منظمة وغير مخطط لها.

هذا وتواجه الاحياء العشوائية العديد من المخاطر التي تؤثر على الأمن العام في المغرب بصفة عامة وعلى مدينة بنسليمان بصفة خاصة، وتذكر منها في المقدمة “بوشويطينة” و “حي لاحونا” الملاصق لحي السلام والذي يستولي كذلك على املاك المياه والغابات، تم الحي الجديد الذي ينمو كذلك في صمت قرب ملاعب الحي الحسني وعلى املاك المياه والغابات، وغيرها من البراريك العشوائية التي باتت تنبت كالفطر. وذلك لعدة اعتبارات. 

أولاً، تفتقر هذه الاحياء إلى البنية التحتية الأساسية، مثل الطرق المعبدة والشبكات الكهربائية والمرافق الصحية. وهذا يؤثر سلباً على جودة حياة السكان، ويزيد من انتشار الأمراض والحوادث. علاوة على ذلك، فإن غياب الخدمات الأساسية يعزز الفقر والبطالة، ولما لا يجعل السكان عرضة للتجنيد من قبل المجموعات المتطرفة.

ثانياً، تعاني الاحياء العشوائية من نقص في توفر الأمن. مما يؤهل هذه المناطق للأنشطة الإجرامية مثل السرقة والاتجار بالمخدرات والعنف. وتكون السلطة المحلية والامنية غير قادرة على مراقبة هذه المناطق بشكل فعال، مما يجعلها ملاذا آمنا للمجرمين. بحيث تزيد الفقر والبطالة من فرص انتشار الجريمة وتعزز الشعور بعدم الأمان لدى السكان.

 

الحي الجديد بالقرب من ملاعب الحي الحسني

ثالثاً، تشكل الاحياء العشوائية تحديا للمساهمة في الأمن الصحي والبيئي. وتراكم النفايات بشكل كبير مما يساهم في تلويث الغابة، ويزيد من خطر انتشار مخاطر الصحة العامة، مثل الأمراض المعدية والتلوث البيئي. بالإضافة إلى ذلك، يكون التوزيع غير المنتظم للمياه وعدم وجود نظام صرف صحي يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية والابار المحاورة لهذه التجمعات العسوائية.

علاوة على ذلك، يجب أن يتم تعزيز الأمن وتعزيز الجهود الأمنية في هذه المناطق خاصة “بوشويطينة” التي تتنوع تشكيلة قاطنيها من جميع الأقاليم المجاورة، طمعا في الاستفادة من بقع أرضية أو شقق سكنية. لهذا ينبغي تعزيز التواجد الأمني وتعزيز الرقابة وتكثيف جهود مكافحة الجريمة بالاحياء العشوائية.

حي بوشويطينة العشوائي

بالختام، يجب أن ندرك أن الاحياء العشوائية التي سبق وتحدثنا عليها والتي يعلمها أعوان السلطة المحلية جيدا، تشكل تحديًا حقيقيًا للأمن في بنسليمان. لذلك يجب أن تكون هناك إرادة سياسية قوية لمواجهة هذه الظاهرة وتحقيق التغيير المطلوب. وهذا يتطلب تعاونًا فعالًا بين السلطة والأمن والمنتخبون وحتى المجتمع المدني.

فما رصده موطني نيوز من ممارسات بهذه الاحياء لا يبشر بالخير، فعلى مستوى بوشويطينة هناك مخازن كبيرة محاطة بأسوار عالية وأسلاك شائكة لا أحد يعرف ما يمارس داخلها، أو ما تحتويه هذه المخازن من بضائع وغيرها، حتى لا يتكرر سيناريو جماعتي شراط وفضالات.

حي لاحونا العشوائي الملاصق لحي السلام

وعليه فإن التصدي للأحياء العشوائية بمدينة بنسليمان وتخفيف مخاطرها على الأمن. يعد تحديًا شاملاً يتطلب التعاون والجهود المشتركة. لإن حل هذه المشكلة سيساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة حياة المواطنين في المدينة وضمان استقرار وأمن المجتمع. مع التصدي لتجار الازمات ممن يعرضون قطع أرضية غير مرخصة للبيع الى غرباء عن المدينة والاقليم وحتى الجهة.

للاسف الشديد لقد تم تسجيل مدينة بنسليمان كأول مدينة بدون صفيح، لتعبث بها يد الفساد من جديد وتحولها إلى قرية مستباحة من قبل السلطات المتعاقبة عليها، حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من دمر هذه المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!