الكتكوت المتملق وصديقه الجدي الأضحوكة ورحلة الضحك وقبول الذات

كتكوت

عبد الله رحيوي – موطني نيوز

كان هناك في إحدى الحظائر قرية صغيرة، يعيش فيها كتاكيت مجموعة من الكائنات الرائعة والمليئة بالنشاط. وفي هذه الحظيرة، كان هناك كتكوت صغير يُدعى “الفلوس”، الذي كان يعتبر نفسه نجم الحظيرة. كان يلفت الانتباه دائمًا بطريقته المتملقة لأسياده وأحيانا يتكبر على بعض الكتاكيت أقرانه.

“الفلوس” كان يتجول في الحظيرة مع ريشه المتفوخ ورأسه مرفوعًا عاليًا، يحاول جذب انتباه الجميع. ولكن، للأسف، كان الجميع يتجاهلونه ويضحكون على محاولاته اليائسة والبائسة للتميز.

أما صديقه الجدي الأضحوكة “الذي تم بيعه في سوق السبت”، فكان الكائن المرح الذي يجلب الفرح للجميع في الحظيرة. الجدي كان يحب أن يرقص ويمزح ويسعد الآخرين بوجوده. كان لديه دمية مطاطية مشهورة يحبها، وكان يتمتع بشخصية طريفة ومرحة.لكنه كان لا يختلف عن “الفلوس” في داك شي.

في يوم من الأيام، قرر الفلوس أن يكون صديقًا للجدي لكسب بعض الانتباه واكل اللقط المشترك بينهما. اقترب منه وقال بصوت عالٍ: “أهلاً بك، هل ترغب في أن تكون صديقي ايها الجدي الأضحوكة؟”

ابتسم الجدي بطريقة شريرة كالعادة وأجاب: “بالطبع، سأكون سعيداً بذلك، لكن يجب أن تتعلم أولاً كيف تكون مرحًا وتضحك على نفسك!”

الفلوس أحس بالحرج ولكنه قرر أنه سيفعل أي شيء ليصبح صديقًا الجدي. بدأ بتقليد حركات الجدي ومحاولة أن يكون مضحكًا وهو في أصل متملق وأضحوكة، ولكن كل ما حققه هو الضحك على نفسه والفشل في إضحاك الآخر.

على الرغم من كل محاولات الفلوس، إلا أنه كان يفشل في إضحاك الآخرين ويصبح مثل الجدي. كل ما كان يحدث هو أنه يتعثر ويسقط أو يفشل في تقليد حركات الجدي بشكل طريف. كان الجميع يضحكون، ولكن الضحك كان موجهًا إليه، وليس معه.

ومع ذلك، لم يفقد الفلوس الأمل لانه متخصص في التملق لأسياده وظل يصر على محاولة أن يصبح مضحكًا وهو في الحقيقة أضحوكة. لكن كل محاولة يكون فيها أكثر مبالغة وتكلفًا، ويزيد فقط من سخرية الجميع عليه. كان يشعر بالإحباط والحزن لعدم تحقيق هدفه في أن يكون مثل الجدي ليتحول الى عدو له في الخفاء، فالكل يعلم ان الفلوس يمتلك الكثير من الخصال القبيحة الى جانبه خبرته في التملق.

وفي يوم من الأيام، أدرك الفلوس المتعلق أنه كان يتجاهل شخصيته الفريدة ويحاول أن يكون مثل شخص آخر فقط لكسب الانتباه. قرر أن يقبل نفسه ويكون نفسه، وأن يكون صديقًا للجدي الأضحوكة على طريقته الخاصة.

عندما أخبر الجدي الاضحوكة بقراره، ضحك الجدي بشدة وقال: “أخيرًا، أنت فهمت الدرس! كن نفسك دائمًا، فأنت فلوس متملق رائع بطريقتك الخاصة.”

منذ ذلك الحين، أصبح الفلوس والجدي صدقين حميمين. كانا يمضيان وقتًا رائعًا معًا، حيث كان الجدي يعلم الفلوس كيف يستمتع بالحياة ويقبل نفسه بكل خصاله القبيحة. وبدأ الفلوس في استخدام شخصيته المتنقلة و المميزة لجلب الضحك والفرح للجميع في الحظيرة.

في نهاية المطاف، فقد أدرك الفلوس أن الحقيقة في الحياة هي أنه يجب عليك أن تكون نفسك وتحترم شخصيتك، فالتملق حتى هي حرفة وتليق به أما الضحك والفرح الحقيقيين يأتيان عندما تكون صادقًا مع نفسك وتقبل نفسك كما أنت، بدلاً من محاولة تغيير شخصيتك لتناسب توقعات الآخرين. تعلم الفلوس درسًا قيمًا في الحظيرة، وهو أن السعادة تأتي من قبول الذات والاستمتاع بكل لحظة في الحياة.

وهكذا، استمر الفلوس والجدي في خلق الضحك والسعادة في الحظيرة. صارحا أنفسهما بأنهما يملكان هدفًا أعظم، وهو جعل الجميع يضحكون عليهم لا معهم و يشعران بالسعادة والمرح. لتتحول الحظيرة إلى مكان مليء بالضحكات والابتسامات، حيث أصبح الكتاكيت يتجاوبون مع بعضهم البعض بروح المرح والتعاون والتملق.

وبهذا، اكتشف الفلوس وصديقه ان قوة الصداقة الحقيقية والقدرة على تغيير الأجواء وجعل الحياة أكثر مرحًا وسعادة هي في “اللقط”. فقد تعلما أنه ليس من الضروري أن تكون مثل الآخرين لتكون سعيدًا، بل يكفي أن تكون نفسك وتتمتع بكل ما تقدمه الحياة لك من لقط.

وهكذا، استمر الفلوس المتملق وصديقه الجدي الأضحوكة في إضحاك الجميع في الحظيرة عليهم، لكن الآن بطريقة أكثر صدقًا وأصالة. أصبحوا مثالًا للتعاون والمرح والتملق، وعلم الجميع أن السعادة تكمن في قبول الذات والاستمتاع بكل لحظة في الحياة..فلا يمكنك الا أن تكون متملقا وصديقك أضحوكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!