بقلم شعيب جمال الدين – موطني نيوز
لطالما تعاملت المخابرات الفرنسية مع هذا الملف الذي وقعت أحداثه منذ حوالي عشريين سنة من الأن بكثير من الإستغلال الإعلامي الضيق بهدف تمرير رسائل معينة، بحيث على مدى عقديين من الزمن ،إختارت في مناسبتين نهج أسلوب تسريب العناويين الصغيرة ، الغير الواضحة المعاني دون الكشف عن تفاصيل وملابسات هذه القضية التي تدخل في خانة جرائم الإبتزاز والنصب و الإحتيال وقد كان أبطالها المتهم المافيوزي هشام المنظري والضحية الملياردير المعروف عثمان بن جلون مالك BMCE سابقا(حاليا بنك إفريقيا) .
بداية حبك خيوط القضية كانت في شهر غشت 2003 عندما سيتعرض رجل الأعمال المغربي عثمان بن جلون لعملية إبتزاز مثيرة جدا للجدل من طرف المحتال هشام المنظري الذي كان وراء عملية سرقة وثائق في غاية السرية وشيكات بنكية من مكتب الحسن الثاني بقصر الرباط في شتنبر سنة 1997 وفر بعذ ذالك رفقة زوجته حياة وإبنته رشيدة إلى أمريكا…..إلخ
عملية الإبتزاز التي سيقع في فخها الثري المعروف عثمان بن جلون ستتم أغلب فصولها بالتراب الفرنسي .
يومه الجمعة 12 شتنبر 2003 سيضرب عثمان بن جلون موعدا مع هشام المنظري بفندق فاندوم بباريس بعد أن هدده هذا الأخير بحيازته لمعلومات خطيرة جدا ممكن أن تخلق له مشاكل كبيرة تتعلق بمشاريعه الإقتصادية الضخمة في حالة قيامه ببيعها إلى منافسيه في عالم المال والأعمال .
مباشرة بعد تسلمه تسبيقا قدره 230 ألف أورو نقدا سيختفي هشام المنظري على متن دراجة نارية من الحجم الكبير .
في صباح اليوم الموالي السبت 13 شتنبر 2003 إنتقل الثري عثمان بن جلون رفقة المحتال هشام المنظري إلى جنيف على متن الطائرة الخاصة لعثمان بن جلون، حيث سلمه داخل مقر إقامته الخاصة مبلغا إضافي قدره مليون أورو نقدا.
غير أنه في اللقاء الثالت وفي تطور مفاجئ، عمدا عثمان بن جلون إلى إخطار الشرطة الفرنسية شعبة التحقيقات المالية و الجرائم الإقتصادية، حيث أعدت كمين محكم بإتفاق و تنسيق مع الضحية بن جلون، حيث إعتقلت عناصر الشرطة السرية هشام المنظري عندما كان ينتظر قدوم عثمان بن جلون بأحد المطاعم الشهيرة بشارع الشانزليزيه بباريس لكي يتسلم أخر دفعة مالية من المبلغ المتفق عليه .
سيقضي المنظري أربعة أشهر في السجن، قبل أن يتم إطلاق سراحه في 15 يناير 2004 وفق صيغة “السراح المشروط”.
حسب الأبحاث السرية للشرطة الفرنسية فإن تصريحات مدير الفندق جاءت على الشكل الأتي :
الثري عثمان بن جلون وصل مساء الجمعة 12 شتنبر 2003 على الساعة الثامنة مساء إلى الطاولة التي حجزها مسبقا بفندق فاندوم بباريس ، لم تمض إلا نصف ساعة حينما وصل إلى الفندق رجل بملامح متوسطة أسمر البشرة، يرتدي قميصا بيج و سروال جينز أزرق ،بمجرد ما إستفسر عن مكان وجود مستضيفه حتى رافقه أحد موظفي الإستقبال إلى حيث كان ينتظره الملياردير عثمان بن جلون .
في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا غادر عثمان بن جلون مطعم الفندق بعد أن أدى فاتورة العشاء بواسطة بطاقة ائتمان تابعة للبنك المغربي للتجارة الخارجية فيما كان ينتظره هشام المنظري خمس دقائق بالضبط قبل أن يلحق به .
المحققون الفرنسيون عادوا إلى تاريخ يومه الثلاثاء 7 أكتوبر 2003 من أجل إقتفاء أثر توقيت ومدة المكالمات الهاتفية التي دارت بين الهاتف المحمول المغربي لعثمان بن جلون والهاتف النقال الفرنسي لهشام المنظري في الفترة الممتدة مابين الأربعاء 10 شتنبر و الثلاثاء 16 شتنبر 2003.
حسب محاضر الشرطة الفرنسية فإن المكالمات الهاتفية التي ركبها بنجلون بإتجاه المنداري فهي كالتالي :
10 شتنبر على الساعة العاشرة ليلا و 16 دقيقة و 89 ثانية
11 شتنبر على الساعة الثانية عشر و 33 دقيقة بعد منتصف الليل و 49 ثانية
11 شتنبر على الساعة الثانية عشر ليلا و 35 دقيقة و 40 ثانية
11 شتنبر على الساعة الثانية و 9 دقائق بعد منتصف الليل و 13 ثانية
في حين لم تخرج المكالمات التي خص بها هشام المنظري إتجاه عثمان بنجلون عن لائحة أسفله :
11 شتنبر على الساعة الثانية ليلا و 8 دقائق و 51 ثانية
12 شتنبر على الساعة الثانية عشرة و 4 دقائق بعد منتصف الليل
14 شتنبر على الساعة الخامسة و 27 دقيقة و 10 ثواني
16 شتنبر على الساعة الحادية عشر و 16 دقيقة و 20 ثانية
أصر عثمان بن جلون في جلسات الإستماع له بتاريخ 15 أكتوبر 2003 على أنه عكس مايدعي المنظري لم يسبق له أن إلتقاه قبل عشاء 12 شتنبر 2003 ،وعندما سئل إن كان اللقاء قد جاء بتراضي بينكم وبناءا على إقتراح تقدمتم به شخصيا إلى هشام المنظري تماشيا مع تصريحات إبن شهرزاد الفشتالي (صورة حصرية في التعليق الأول)، أجاب عثمان بن جلون :
“هذا ليس صحيحا هو الذي طالبني بالمال وهددني و يهدد مصالحي المالية لقد حدثني مرار عن صحافيين أجانب يمكنه أن يشتري ذمتهم وبإمكانهم أن يدمروني ….إلخ)
حسب محاضر الشرطة الفرنسية يؤكد عثمان بن جلون أنه فعلا سلم المنداري مبلغ قيمته 230 ألف أورو يوم الجمعة 12 شتنبر بفندق ( فاندوم ) في باريس حصل عليه على وجه السرعة من البنك المغربي للتجارة الخارجية( BMCE) الذي يملكه عثمان بن جلون وبعدها مباشرة تبخر المافيوزي هشام المنظري في دراجة من الحجم الكبير .
كان من المنتظر أن تنطلق رسميا جلسات قضية رجل الأعمال عثمان بن جلون في بداية شهر شتنبر 2004 لكن الشخص الذي إتهمه بالتهديد والإبتزاز سيفارق الحياة برصاصة أصابته في رأسه بتاريخ 4 غشت 2004 داخل مرآب بمنطقة سكنية بحي هادئ بين مدينتي ماربيا و مالقا (صورة حصرية مكان تصفيته في التعليق الثاني) .
حيث تم إستدراجه من طرف شخص لم يتم الوصول لهويته ذهبت تحقيقات الشرطة الإسبانية إلى فرضية تورط مافيا دولية لديها حسابات أو خلافات مع هشام المنظري خصوصا أن هذا الأخير متورط في عدد من عمليات النصب و الإحتيال على المستوى الدولي .