عشرين سنة من إستئصال جذور الإرهاب..الإستراتيجية المغربية نموذج يحتدى به عالميا (الجزء الأول)

عبد اللطيف الحموشي
عبد اللطيف الحموشي

 بقلم شعيب جمال الدين – موطني نيوز                                                   

تحل يومه الثلاثاء الذكرى العشرين للأحداث الدموية 16 ماي 2003 التي شهدتها عدة مواقع بالعاصمة الدار البيضاء . 

مناسبة نتذكرها بكثير من الألم والحزن العميق على الأرواح البريئة التي ذهبت ضحية العنف والجهل والتطرف الديني . 

منذ ذالك التاريخ تغيرت عدة أشياء داخل المنظومة القضائية والأمنية والإستخباراتية حيث شهدت تطور ملموس وتحولات جذرية تعززت بترسانة قانونية صارمة الأمر يرتبط بقانون 03/03 المتعلق بمكافحة الإرهاب إضافة إلى إدخال تعديلات على القانون الجنائي همت وضع رزمة عقوبات تتابع من يمول أو يشيد بالإرهاب بالحبس من سنتيين إلى ثلاث سنوات كما يعاقب وفق للقانون كل من صنع أو حاز أو نقل أو روج أو إستعمل الأسلحة أو المتفجرات أو الذخيرة ويجرم الإلتحاق أو محاولة الإلتحاق بالتنظيمات الإرهابية . 

عقب أحداث 16 ماي الإرهابية سارع المغرب على الفور إلى وضع إستراتيجية أمنية وإستخباراتية إستباقية ترتكز أسسها على مواجهة الفكر المتطرف والعمل على تجفيف منابعه وقد مكنت هذه المقاربة الأمنية للمملكة من خلال العمل الإستباقي وتعزيز أليات اليقظة للتصدي للخطر الإرهابي من تفكيك مئات الخلايا النائمة وإعتقال ذئاب منفردة وإجهاض مخططات تخريبية كانت تستهدف شخصيات عامة ومنشأت حيوية ومواقع سياحية في عدد من مدن المملكة .

تعززت المنظومة الأمنية والإستخباراتية سنة 2015 بتأسيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية الذراع القضائي التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني الذي يواصل تحقيق عدة نجاحات داخليا و خارجيا برزت في عهد رئيسه الراحل عبد الحق الخيام رحمه الله قبل أن يحال على التقاعد . 

ويعيين مكانه في 29 نوفمبر 2020 السيد حبوب الشرقاوي من الكفاءات العالية المستوى المتخصصة في مجال مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة الذي منذ تقلده هذا المنصب يبذل مجهودات جبارة و يتحمل مسؤوليات كبيرة من ضمنها حماية الوطن من الأخطار التي تحاك ضده . 

حبوب الشرقاوي إبن مدينة بن أحمد شغل منصب رئيس فرقة مكافحة الإرهاب في المكتب المركزي للأبحاث القضائية و نائب للمدير الراحل عبد الحق الخيام رحمه الله. 

الجهود المغربية في مجال مكافحة الإرهاب لم تقتصر مهامها في دائرة حماية ومراقبة التراب الوطني بل تعدت إلى ما وراء الحدود حيث نجحت الإستخبارات المغربية تحت قيادة المدير العام عبد اللطيف الحموشي في عدة مناسبات في منع حدوث حمامات دم بعدما كانت وشيكة بالعديد من العواصم الأوروبية والعالمية وكان لجهازنا الإستخباراتي دورا هام في إحباط عدد من المخططات التخريبية التي كانت تستهدف زعزعة إستقرار أمن عدة دول أوروبية مثل فرنسا و ألمانيا و إسبانيا حظيت بفضلها بلادنا بإشادة دولية على أعلى مستوى وباتت نموذجا متميز يحتدى به على المستوى العالمي في محاربة الإرهاب حصل بفضلها السيد عبد اللطيف الحموشي على مجموعة من الأوسمة الرفيعة المستوى من طرف الشركاء الرئيسيين للمغرب في أوروبا . 

في 6 يوليوز 2015 صنف تقرير صادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة، المخابرات المغربية كأقوى جهاز إستخبارتي في شمال إفريقيا و الشرق الأوسط، حيث أقرت بتوفر المخابرات المغربية على إستراتيجية قوية جدا و فعالة في محاربة الإرهاب و الجريمة المنظمة محليا ودوليا ، كما يتميز أسلوبها على مبدأ التعاون الجاد مع باقي الأجهزة الإستخباراتية الدولية في تبادل المعلومات، مما مكنها من ضمان الأمن والسلم و الإستقرار العالمي. 

وقد وضع التقرير الأممي بعد المخابرات المغربية في الرتبة الأولى، المخابرات الأردنية في الرتبة الثانية ثم المخابرات المصرية متبوعة بالمخابرات السعودية،فيما إحتلت المخابرات الجزائرية الرتبة الأخيرة في التصنيف العربي. 

إمتدت جهود وثمار التعاون والتنسيق المغربي العابر للقارات في مجال مكافحة الإرهاب إلى خارج القارتيين الأمريكية و الأوروبية ،حيث ساهمت المخابرات المغربية بفعالية ونجاعة قل نظيرها في توفير معلومات دقيقة ساعدت مخابرات دولة سيرلانكا على شن حملة إعتقالات سرية إستهدفت مجموعة من الإرهابيين بمدينة كولومبو عاصمة البلاد كانوا يستعدون للقيام بجولة ثانية من الهجمات عقب تفجيرات عيد الفصح التي وقعت في 21 أبريل 2019 وخلفت 300 قتيل . 

تزامنا مع حفل تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن في 20 يناير 2021 ، رصدت المخابرات المغربية إتصالات مشبوهة عبر مواقع الإنترنت للأحد الجنود الأمريكين في الجيش تبين أنه متشبع بالأفكار المتطرفة إسمه “كول بريد جس” مع عناصر متشددة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، كان يخطط لتنفيذ عمليات دموية بمعقل الجنود الأمريكيين المتمركزيين في القواعد العسكرية بالشرق الأوسط . 

حيث ساهمت المعلومات الدقيقة جدا التي قدمتها المخابرات المغربية إلى نظيرتها الأمريكية في إحباط هذا السيناريو المرعب أثمر عن إعتقال الجندي من طرف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي ( إف بي أي) . 

في 11 دجنبر 2022 كشفت مجلة ” دير شبيغل” الألمانية ، في تقرير صحفي أن المخابرات المغربية تمكنت خلال عملية نوعية من الإفراج عن أقدم رهينة ألماني، إختطفته الجماعات المسلحة بمالي منذ أكثر من أربعة سنوات. 

الأمر يتعلق بعامل الإغاثة الألماني يورغ لانج، الذي أختطف صيف 2018 بغرب النيجر، حيث نجحت المخابرات المغربية في القيام بدور الوساطة بعد فشل عدة أجهزة إستخباراتية دولية بعدما كان خاطفوه يطلبون فدية مالية ضخمة. 

هذا التفوق الأمني المغربي العابر للقارات لايمكنه إلا أن يتوج بإعتراف دولي بقيمة ومكانة الإستخبارات المغربية بين دوائر أجهزة الإستخبارات العالمية العريقة . 

فكان أن حظيت بلادنا بشرف إحتضان مؤثمر التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي نظم في 11 مايو 2022 بمدينة مراكش الذي أعتبره إعتراف عالمي بقوة وصلابة المنظومة الأمنية ضد الإرهاب وعرفان كبير بالدور المغربي المحوري و الإستراتيجي في إجهاض عمليات دموية خارج حدوده الذي لم يلجئ إلى إحتكار المعلومة الإستخباراتية كلما تعلق الأمر بمخطط إرهابي في أي بقعة في العالم . 

كانت ولازالت وستظل المخابرات المغربية صمام أمان بفضل خبرة وحنكة وإحترافية ونزاهة ووطنية رجالها على رأسهم إبنها البار السيد عبد اللطيف الحموشي المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني …..يتبع 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!