لماذا أصبحت مدينة بنسليمان فاسدة ومنظرها مشوه..هل لا يزال هناك أمل؟؟

لماذا لا تعود مدينة بنسليمان الى ما كانت عليه؟
لماذا لا تعود مدينة بنسليمان الى ما كانت عليه؟

رئيس التحرير – موطني نيوز

تُعتبر مدينة بنسليمان أو كما كنا نحب سابقا أن ينادوها “المدينة الخضراء” بيتًا للجميع، مكانًا نعشقه ونتوق إليه، حيث يتم تشكيل هويتنا الثقافية والاجتماعية. ولكن بينما تتقدم المدن من حولنا وتتطور، تواجه مدينتي التحديات التي تؤثر في جمالها ونظافتها، وتجعلها تبدو فاسدة ومشوهة. في هذا المقال، سأناقش لماذا أصبحت مدينتي فاسدة ومنظرها مشوه، وهل لا يزال هناك أمل لإحداث التغيير واستعادة بريقها السابق؟.

أولا لا بد من أن نعرج على مجموعة من النقط الجوهرية ومن بين هذه النقط :

مدارة الشلال قبل تشيد النافورة
مدارة الشلال قبل تشيد النافورة

التدهور العمراني : إحدى الأسباب الرئيسية لفساد مدينة بنسليمان وتشوه منظرها هو التدهور العمراني. حيث تسبب الإهمال وعدم وجود رؤية مستقبلية في تراجع الصيانة والعناية بالمباني والبنية التحتية. لدرجة تظهر الأبنية المتهدمة والجدران المشوهة والشوارع المحتلة غصبا من الجهلاء أمام صمت الجميع، والأماكن العامة المهملة بشكل واضح، مما يؤثر سلبًا على انطباع الزوار ويجعل المدينة تبدو فاسدة وغير مرغوب فيها.

قلة الوعي البيئي : يُعَدُّ الوعي البيئي عنصرًا حيويًا للمدن المزدهرة والتي تحترم ساكنتها نفسها. إلا أن قلة الوعي البيئي في مدينة بنسليمان قد أسهم بشكل كبير في تشويه منظرها. إنعدام المساحات الخضراء في الشوارع والأماكن العامة بسبب سوء إدارة الجماعة و المنتخبون، وتتأثر الحدائق والمساحات الخضراء بالتلوث والتخريب “كلاو لفلوس وخربوها”، مما يجعل المدينة تبدو مهملة وشاحبة.

شارع الحسن الثاني قبل احتلاله وبيعه للفراشة
شارع الحسن الثاني قبل احتلاله وبيعه للفراشة

الفساد وضعف السلطة و الجماعة : لا يمكن تجاهل دور الفساد وضعف السلطة والجماعة في جعل مدينة بنسليمان تبدو فاسدة ومنظرها مشوهًا. عندما يكون هناك فساد في الجهات المعنية والمؤسسة المحلية المنتخبة، ينعكس ذلك سلبًا على الخدمات العامة وجودة الحياة في المدينة. وبالتالي يحدث تراكم الفساد في تنفيذ المشاريع العمرانية وتخصيص الموارد التي تم نهبها، مما يؤدي إلى تدهور البنية التحتية وتراجع الخدمات العامة، وبالتالي ينتج منظر مشوه وفاسد للمدينة.

التوعية والمشاركة المجتمعية : ومع ذلك، لا يجب أن نفقد الأمل. يمكن للتوعية والتثقيف المجتمعي أن يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق التغيير المطلوب. ينبغي على المجتمع المدني والساكنة أن يشعرا بالمسؤولية تجاه المدينة وأن يتحمل دورًا فعّالًا في الحفاظ على نظافتها وجمالها. يمكن تنظيم حملات توعوية لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على المدينة ونظافتها، وتشجيع المشاركة الفعالة في الأنشطة المحلية والمبادرات التطوعية. ولعل ما تقوم به السلطة المحلية هذه الأيام لدليل على وعي جهات هي متأكدة أنها لن تعمر كثيرا بحكم المسؤولية ومع ذلك ما لمسناه من السلطة المحلية “الباشا و قائدي الملحقتين”، من غيرة على الوضع الكارثي الذي باتت عليه مدينة الفوضى و الفساد بنسليمان. والذي لم نراه أو نلمسه من أهلها.

النافورة التي تمت سرقتها ببنسليمان
النافورة التي تمت سرقتها ببنسليمان

التخطيط الحضري المستدام : يجب أن يكون التخطيط الحضري المستدام أحد الأولويات لاستعادة بريق المدينة وتحسين منظرها. ينبغي تطوير رؤية استراتيجية طويلة المدى لتحقيق التوازن بين التنمية العمرانية والحفاظ على الثقافة والتراث والبيئة وطبعا لن يتسنى لنا هذا في ظل هذا المجلس الفاشل و الغارق في الاختلالات و التجاوزات. يجب العمل على تطوير البنية التحتية وتوفير المرافق العامة المناسبة وتنظيم استخدام الأراضي بشكل فعال، مع الأخذ في الاعتبار المبادئ البيئية والاجتماعية. ويجب تشجيع استخدام وسائل النقل العامة ومنع الدواب من التجول داخل المدينة أو حتى تلك العربات الحديدية التي تسمى عبثا “كوتشيات” وتطوير الحدائق والمساحات الخضراء، وتوفير فرص للترفيه والثقافة، وتعزيز التواصل والتفاعل الاجتماعي في المدينة.

التعاون بين القطاعين العام والخاص : يعد التعاون الفعال بين القطاعين العام والخاص أمرًا حاسمًا لتحقيق تطوير مستدام للمدينة. لكن للأسف الخواص بهذه المدينة هم من يستفيد من المدينة دون أن يساهموا في تنميتها كمثل “القمل” و السبب مجلس جماعي تتحكم فيها المصلحة الشخصية، حيث يمكن أن تلعب الشركات والمؤسسات الخاصة دورًا هامًا في دعم المشاريع البيئية والثقافية والاجتماعية في المدينة، لكن في وجود “محمد أجديرة” ننتظر الساعة. بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد في عمليات التعاقد العامة وضمان توزيع الموارد بشكل عادل وفعال. مع القضاء على كل مظاهر الجريمة و الاتجار في المخدرات بشتى اشكالها، فلا حول و لا قوة الا بالله على مدينة بنسليمان التي أصبح في كل حي تاجر مخدرات أو إثنين. 

الشلال
الشلال

في الختام على الرغم من أن مدينتي أصبحت فاسدة ومنظرها مشوهًا وشباباها مغيب بفعل انتشار المخدرات، إلا أن هناك دائمًا أمل للتغيير والتحسين. يجب على المجتمع المدني والساكنة والمثقفين السلطة المحلية والقطاع الخاص بإستثناء الجماعة الفاسدة أن يتعاونوا سويًا للعمل على استعادة بريق المدينة وتحسين منظرها. يجب وضع خطط استراتيجية للتنمية المستدامة، وتوعية الناس بأهمية المحافظة على البيئة والتراث والمرافق العامة. إذا تم تنفيذ هذه الجهود بشكل جاد ومستدام وبتجرد، فإننا نأمل في أن يعود جمال المدينة ويصبح منظرها مشرقًا مرة أخرى وتعود لنا “المدينة الخضراء” إسم على مسمى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!