قراءة لـ : تقرير المجلس الجهوي للحسابات بخصوص مهمة مراقبة تسيير جماعة بنسليمان للفترة 2017-2022 (الحلقة السابعة)

محمد أجديرة
محمد أجديرة

المصطفى الجوي – موطني نيوز

1.2.4 النقائص المرتبطة بمحطة معالجة المياه العادمة

تتوفر مدينة بنسليمان على محطة لتصفية المياه العادمة تم تشييدها منذ سنة 1994 وفق الاتفاقية التي تم توقيعها بتاريخ 23 يونيو 1994 بين جماعة بنسليمان المكتب الوطني للماء الصالح للشرب وشركة “ميلد ش.م” والمصادق عليها من طرف وزيري الداخلية والأشغال العمومية. و قد تم تمويل المشروع الذي تبلغ كلفته الإجمالية 88,58 مليون درهم (دون احتساب قيمة العقار الذي منحته الجماعة مجانا) من طرف جماعة بنسليمان والمكتب الوطني الماء الصالح للشرب بمبلغ 75,58 مليون درهم بنسب متساوية و الوكالة الكندية للتنمية الدولية بمبلغ 13 مليون درهم وقد عهد إلى هذه الشركة بمقتضى المادة 6 من الاتفاقية الإشراف على بناء المحطة وتسييرها لمدة 25 سنة. وبتاريخ 15 فبراير 2002، قامت شركة “ميلد ش.م” بالتعاقد مع شركة “تنمية وتوسيع كولف بنسليمان” مفوضة إياها تدبير المحطة خلال المدة المتبقية في الإتفاقية الأصلية. وتجدر الإشارة إلى كون هذه الإتفاقية لا تشير إلى تاريخ التداول بشأنها من طرف المجلس الجماعي، كما أنها وخلافا للاتفاقية الأصلية لا تحمل سوى توقيعات الشركتين ورئيس الجماعة، في غياب توقيعات سلطة الوصاية آنذاك وباقي الأطراف الأخرى.

وقد قامت الجماعة من خلال برنامج عملها ببرمجة إعادة استغلال هذه المحطة، وبعد الاطلاع على مختلف الوثائق المتوفرة تم الوقوف عند بعض النقائص المتعلقة بتدبير المحطة نوردها كما يلي.

1.4.2.1 غياب تتبع استغلال محطة معالجة المياه العادمة

تنص الإتفاقية الأصلية المبرمة مع شركة “ميلد ش.م” على امتلاك الجماعة حق تتبع ومراقبة جميع المنشآت المتعلقة بالمحطة باعتبارها صاحب المشروع، كما تنص الإتفاقية الثانية التي تم بموجبها تفويض تسيير المحطة لشركة “تنمية وتوسيع كولف بنسليمان” على إحداث لجنة دائمة تتكون من ممثل الجماعة كرئيس للجنة، ممثل العمالة، ممثل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالإضافة إلى ممثلين عن الشركتين، يعهد إليها بالإشراف على السير العادي للمحطة، و عقد اجتماعات دورية كل ستة أشهر بمقر المحطة ، إضافة إلى إعداد تقارير عن أشغالها.

وقد لوحظ أن الجماعة لا تقوم بإعمال حقها في مراقبة المحطة، كما لم يتم تكوين اللجنة المشار إليها سابقا. وبالتالي فالجماعة لا تملك أية فكرة عن مدى جودة المياه المعالجة واحترامها للمعايير الدولية، ومدى قيام الشركتين بأشغال صيانة المنشأت والمعدات والبنايات المكونة المحطة.

2.4.2.1 تجديد اتفاقية تدبير المحطة عوض اللجوء إلى إعمال مبدأ المنافسة

بحلول شهر يونيو 2019 وبعد انتهاء مدة 25 عاما التي عهد فيها لشركة “ميلد ش.م” ثم لشركة “تنمية وتوسيع كولف بنسليمان” بتسيير محطة تصفية المياه العادمة لجماعة بنسليمان، قامت هذه الأخيرة بعد مداولات المجلس خلال الدورة العادية لشهر فبراير 2019 بتجديد الإتفاقية مع شركة “تنمية وتوسيع كولف بنسليمان” لمدة 25 سنة أخرى، لتدخل حيز التنفيذ بعد التأشير عليها بتاريخ 27 يونيو 2019. ولكون محطة تصفية المياه العادمة مرفقا ومنشأة عمومية، فإن تفويض تدبيره يخضع لمقتضيات القانون 54.05 المتعلق بالتدبير المفوض للمرافق العامة، وخصوصا المادة 5 منه والتي تنص على وجوب اختيار المفوض إليه بعد القيام بدعوة إلى المنافسة قصد ضمان المساواة بين المترشحين وموضوعية معايير الاختيار وشفافية العمليات وعدم التحيز في اتخاد القرارات، وهو الأمر الذي لم تسهر الجماعة على التقيد به. ومن شأن عدم إعمال الجماعة لمبدا المنافسة حرمانها من الاستفادة من العروض التفضيلية المتوفرة ومن التقنيات الحديثة المتاحة والتي من شأنها أن تفيد في التدبير الأمثل للمرفق.

4.2.1 3 عدم تنفيذ الشركة لالتزاماتها بخصوص الإتفاقية التي تم تجديدها

تنص المادة 3 من الاتفاقية التي تم تجديدها منذ 27 نونبر 2019 على التزام الشركة بما يلي :

  • إنجاز دراسة تقنية مفصلة تتعلق بصيانة وتدبير المحطة وجميع تجهيزاتها.
  • تزليج الطريق المزدوج الفاصل بين بلوك (ب) وبلوك (د) بحي للا مريم.
  • إصلاح الطريق المجاورة لمحطة التصفية والمؤدية إليها.
  • تقديم تقارير دورية حول وضعية محطة التصفية.

إلا أنه وإلى حدود تاريخ إجراء المهمة الرقابية، لم تقم الشركة بتنفيذ مختلف هذه الالتزامات، كما أن الجماعة لم تقم بأية إجراءات ملموسة من أجل حت الشركة على ذلك.

4.4.2.1 تعثر مشروع استغلال المياه المصفاة في سقي المساحات الخضراء للجماعة

قامت الجماعة من خلال برنامج عملها ببرمجة استغلال المياء المصفاة في سقي المساحات الخضراء في الجماعة. وبعد تمديد الإتفاقية بتاريخ 27 يونيو 2019، تم الاتفاق على تخصيص نسبة 30% من المياه المعالجة بمحطة التصفية لسقي الحدائق العمومية داخل تراب الجماعة إلا أنه وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على توقيع الاتفاقية لم يخرج هذا المشروع إلى حيز الوجود خصوصا في ظل الخصاص المسجل في الموارد المالية، ويرجع هذا التعثر بشكل أخص إلى ما يلي:

  • غياب التنسيق والتواصل مع الشركة المستغلة باعتبارها شريكا أساسيا في المشروع، إذ لا تتوفر الجماعة على المعطيات الخاصة بمدى اشتغال المحطة ومدى مطابقتها للمعايير التقنية المعمول بها، فعلى الرغم من تجديد الاتفاقية ما زالت الجماعة لا تمارس حقها في مراقبة المحطة، كما أن الشركة لا تقدم تقارير دورية حول وضعية المحطة كما تنص على ذلك المادة 3 من الاتفاقية.
  • عدم مبادرة الجماعة إلى إجراء الدراسات التقنية الضرورية وتحديد الكلفة الدقيقة للمشروع والعمل بشكل ملموس على البحث عن مصادر التمويل.

5.4.2.1 تأثير ضعف تصفية المياه العادمة على المجال البيئي للمدينة

لوحظ من خلال الزيارة الميدانية التي تم القيام بها بمحيط محطة التصفية أن المياه العادمة لمدينة بنسليمان لا تتم معالجتها بشكل كامل، إذ يتدفق جزء منها نحو أراضي فلاحية مجاورة، و يتم استغلالها من طرف أصحابها في عمليات السقي، إذ تمت معاينة وجود أنابيب ومحركات ضخ المياه على طول الوادي المجاور للمحطة (ملحق رقم 7). وقد أدى ذلك إلى انتشار المياه الملوثة على مساحات شاسعة تشكل تهديدا للمجال البيئي، بالإضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة التي تشتكي منها ساكنة الأحياء المجاورة “كساكنة حي للامريم بلوك أ، يحسب شكاية الساكنة عدد 17/1657/2019”.

الملحق رقم 7 صورة لإستغلال المياه الملوثة لسقي أراضي فلاحية بمحيط محطة تصفية المياه العادمة
الملحق رقم 7 صورة لإستغلال المياه الملوثة لسقي أراضي فلاحية بمحيط محطة تصفية المياه العادمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!