عبد الله رحيوي – موطني نيوز
أهلا وسهلا بكم الأستاذ شابلي المدير التربوي للمدارس العلمية في هذه الجلسة الحوارية
سؤال : عودتنا المدارس العلمية أنها دائما تأتي بالجديد ومن خلال تتبعنا لأخبار المؤسسة وعبر صفحاتكم في الفيسبوك والإنستغرام وحافلات النقل المدرسي أعلنتم عن ميلاد مولود جديد، وعن شعبة جديدة، أحدثت في التعليم الإعدادي والتعليم التأهيلي، نريد منكم تسليط بعض الأضواء لفائدة لقراء ومتتبعي جريدتنا.
جواب : مرحبا بكم وبمنبركم وبقرائكم. بالفعل وعلى عادة المدارس العلمية دائما وفي كل موسم دراسي جديد تضاف مشاريع جديدة وبرامج جديدة لمسايرة متطلبات وحاجيات الأجيال التلميذية، وأيضا للوفاء بالتزامات المؤسسة المتضمنة في مخططها الاستراتيجي، وكذلك الوفاء لمقتضيات ومتطلبات شهادة إيزو المتعلقة بالجودة التي حصلت عليها لمدة ثلاثة مواسم متتالية، والتي تتطلب دائما التحسين المستمر والتطوير المتواصل لرفع سقف الجودة أكثر، وفي نفس الوقت لمسايرة التحولات العميقة او لنقل الإسهام في تسريع وتيرة هذه التحولات التي تعرفها ودخلت فيها المنظومة التربوية المغربية.
والحدث البارز للموسم القادم 2023/2024 بالمدارس العلمية هو تعزيز الثانوي التأهيلي بمسلك جديد هو مسلك بكالوريا خيار إنجليزية في الشعب العلمية والرياضياتية ابتداء من الجذع المشترك والسنة الأولى بكالوريا.
سؤال : تحدثتم عن فتح مسلك علمي باللغة الإنجليزية، هل المؤسسة والتلاميذ والأساتذة هل الكل مستعد للانخراط في هذا الورش الجديد بالمؤسسة..؟
جواب : قبل الإجابة عن سؤالكم أستسمح في تكملة الإجابة عن السؤال السابق، المؤسسة لم تقتصر على فتح مسلك خيار الإنجليزية بالتأهيلي، بل استهدف كذلك الإعدادي بالسنة الأولى، وستفتح أقساما سيدرس تلامذتها المواد العلمية الثلاثة (الرياضيات، والفيزياء والكيمياء)، وعلوم الحياة والأرض باللغة الإنجليزية لتأهيل تلامذتنا من وقت مبكر للباكالوريا إنجليزية.
وبالنسبة لسؤالكم عن استعداد الجميع، أساتذة وتلاميذ، للانخراط في هذا المسار الجديد أؤكد لكم أن هذا الأمر ليس وليد اليوم، أو اللحظة، لأن المدارس العلمية حصلت على الترخيص بتدريس هذا المسلك سنة 2017، وفي نهاية الموسم الدراسي 2016/2017 أعلنا عن فتح هذا المسلك وهيأنا الشروط الضرورية لذلك، لكن فاجأنا لظروف خارجة عن الإرادة ولحلول عهد كوفيد تم إرجاء الموضوع.
الآن تغيرت الظروف، والمدارس العلمية باشرت الإعداد لإرساء مسلك بكالوريا خيار إنجليزية منذ بداية الموسم الجاري بعد حدوث متغيرات في مجالات عديدة، وانخراط الوزارة الوصية والدولة عموما في رسم ملامح جديدة للمنظومة التربوية..
ويمكن تقريب القارئ من واقع إضافة هذا المسلك وما قامت به المدارس العلمية من خلال محورين أو مدخلين اثنين: الأول يتعلق بالتلاميذ والثاني بالمدرسين.
بالنسبة لتلاميذ وتلميذات المدارس العلمية، وخاصة الذين قضوا بها كل المراحل التعليمية انطلاقا من التعليم الاولي والابتدائي والإعدادي، فامر اللغة الإنجليزية محسوم بالنسبة إليهم ولا ننتظر وجود أي صعوبات لديهم، نظرا لمستواهم العالي والمتميز في اللغة الإنجليزية.
تلامذة المدارس العلمية يدرسون أكثر من 1200 حصة للغة الإنجليزية في مرحلتي التعليم الأولي والتعليم الابتدائي.
فطفل التعليم الأولي قبل ثلاث سنوات كان يدرس غلافا زمنيا لا يقل عن أربعمائة ساعة في هذه المرحلة، وفي السنوات الأخيرة يدرس ما لا يقل عن ستمائة حصة أي بمعدل ست أو سبع حصص أسبوعيا. وفي التعليم الابتدائي يدرس تلميذ العلمية ما لا يقل عن سبعمائة حصة في هذه المرحلة. بينما يتجاوز الغلاف الحصصي مائتي حصة في المرحلة الإعدادية.
اذن ما يدرسه تلميذ وتلميذة العلمية كاف ومؤهل لدراسة المواد العلمية الثلاثة باللغة الإنجليزية انطلاقا حتى من الاعدادي.
سؤال : وماذا عن التلاميذ الذين لم ينطلقوا في دراستهم بالعملية منذ بداية مشوارهم الدراسي؟
جواب : بالنسبة لهذه المجموعة من التلاميذ فقد أكدت التجربة تقليص المسافة الفارقة مع أقرانهم بفضل البرامج المعتمدة وطرق التدريس والطاقم التربوي المؤهل.
المدارس العلمية تعاقدت مع طاقم تربوي متخصص، وله خبرة طويلة في تدريس المواد العلمية باللغة الإنجليزية.
بالنسبة للمدخل الثاني المتعلق بالأطر التربوية، فمن جهة تعاقدت المدارس العلمية مع أساتذة جدد لهم خبرة طويلة في تدريس المواد العلمية الثلاثة باللغة الإنجليزية وفي مؤسسات مشهود لها بالتميز في هذا المجال على المستوى الوطني، وفي نفس الوقت، وللاستجابة للطلبات التي سجلناها بالمدارس العلمية وكذلك التي نتوقع ان تكون كبيرة حتى من خارجها، فقد دخلنا خلال هذا الموسم في تأهيل أساتذة المواد العلمية الثلاثة بسلكي الإعدادي والتأهيلي في اللغة الإنجليزية، حيث نظمنا دورات تكوينية أطرها خبير أجنبي، ونحن الآن بصدد إبرام أرضية للتعاون مع بعض المراكز اللغوية والمؤسسات الجامعية في ابريطانيا.
سؤال : تحدثتم عن تدريس المواد العلمية بالإنجليزية منذ السنة الأولى اعدادي، لماذا من هذه السنة؟ وكيف سيتم هذا الإدراج؟ وأليس في هذا بعض المجازفات؟
جواب : المفروض ولكي نضمن مخرجات تلاميذية جيدة في البكالوريا الإنجليزية، يجب أن نهيء تلميذ وتلميذة العلمية قبل وصوله للتأهيلي ليكون على استعداد تام لمواصلة التدريس باللغة الإنجليزية والحصول على نتائج مشرفة ومتميزة ليضمن مقعده في مؤسسة التعليم العالي التي يختارها داخل الوطن وخارجه.
نحن واعون بالمدارس العلمية أن إرساء تدريس المواد العلمية بالإنجليزية في الإعدادي سيتم بكيفية تدريجية، وسيراعي المزج بين اللغتين الفرنسية والإنجليزية مع ترجيح كفة الثانية تصاعديا.
إذن الأمر ليس فيه مجازفة، بل فيه تبصر والسير بخطوات ثابتة لإحداث التحول المنشود على مستوى المنظومة ككل في نهاية كل سلك.
سؤال : بالنسبة للتلاميذ الذين يريدون الالتحاق بهذا المسلك من خارج المدارس العلمية كيف يمكن التسجيل؟
جواب : سيسري عليهم ما يسري على تلامذة العلمية، مع ضرورة توفرهم على مستوى يسمح لهم بمسايرة الأستاذ في اللغة الإنجليزية أو المواد العلمية الثلاثة. كما أن المدارس العلمية ستنظم حصصا تأهيلية داعمة لتسريع وتيرة المسايرة، فقط يجب أن تكون هناك إرادة لدى التلميذ والتلميذة ولدى أسرهما.
سؤال : من خلال طلبات تلاميذ العلمية في التوجيه لهذه الشعبة، كيف كان إقبال التلاميذ؟
جواب : ما كنا نتوقعه هو الذي حدث، طلبات عديدة جاءت لفائدة هذا المسلك، الأمر الذي يعكس متابعة الأسر والتلاميذ لما يجري من تحولات كبرى في المنظومة المغربية، كما يعكس الحاجة التي كانت لدى الاسر والأبناء خاصة الذين يريدون متابعة الدراسة في المؤسسات العليا الوطنية والدولية. أكثر من ذلك زارتنا العديد من الأسر التي سجلت أبناءها في هذا المسلك سواء في الإعدادي او التأهيلي، بل بعض الأسر الغاضبة من مخلفات كوفيد عادت وعادت بأبنائها ليواصلوا دراستهم بمؤسستهم الأصلية.
سؤال : سؤال أخير، ماذا يمكن قوله للأسر التي ربما لها بعض التردد أو التخوف في توجيه أبنائها إلى البكالوريا إنجليزية؟
جواب : الإجابة عن سؤالكم يجب أن يتم بطرح سؤال آخر، كم ضيع المغرب بعدم اعتماده للغة الإنجليزية في المسار الدراسي لأبنائه وبناته؟ لم يعد هناك مزيد من الوقت لمخالفة موعد التغيير وامتطاء مركبة العالم العلمية التي تعتبر الإنجليزية هي اللغة السائدة حتى في الدول الفرنكفونية نفسها ..
شكرا لكم في منبركم على مواكبتكم لقضايا التعليم والتربية في مدينة تمارة والإقليم.