
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في إطار الفوضى العارمة التي تعم مقالع تراب سيدي يحيى زعير التابع لعمالة الصخيرات تمارة، تطفو على السطح حقائق مذهلة تكشف مدى التواطؤ الممنهج بين أطراف متعددة، منها الجماعة المحلية وحتى السلطة المحلية. وما يجهله السيد العامل مصطفى النوحي ومعالي وزير الداخلية ليس مجرد تلقّي مقلع “بئر خليفة” معاملة تفضيلية من نائب رئيس الجماعة المكلف بالرخص، بل يتعدى الأمر إلى ما هو أخطر بكثير.
فإذا كان المسؤول عن منح الرخص قد نال مكافأته من صاحب المقلع بتشغيل أبنائه الثلاثة في مراكز مهمة مقابل خدماته، فإن الكرم الحاتمي للسيد يوسف التازي لم يقف عند عتبة باب الجماعة، بل امتد ليتجاوز عتبة قيادة سيدي يحيى زعير ليختطف عون سلطة برتبة “مقدم”. فبحسب المعلومات الدقيقة التي حصلت عليها “موطني نيوز”، تم توظيف عون سلطة برتبة “مقدم” في منطقة الحوامض والنبكة، يُدعى (م.د)، ليكون عين المقلع وحامي مصالحه. هذا العون الذي يغيب عن مقر عمله الرسمي من الساعة الثالثة بعد الزوال حتى الثانية صباحًا من اليوم الموالي يوميا كعامل بإحدى كسارات المقلع المذكور، وطبعا لا يشتغل عندما تكون هناك زيارة ملكية أو مهمة رسمية تستدعي وجوده. والأخطر من ذلك أن “موطني نيوز” تملك أدلة دامغة تثبت هذه المزاعم.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد بلغنا أن هذا العون سبق أن تعرّض لحادثة شغل، ناهيك عن كونه المتورط في تسريب صور “المگازة” العشوائية في بداية الأشغال للسيد القائد الجديد، الذي حاول فرض النظام ومنع البناء العشوائي داخل المقلع، إلا أن “العصا جاءت من الفوق”، وتحديدًا من مقر عمالة تمارة، لتعطيل أي تحرك جاد لهذا القائد الجديد في هذا الصدد.
والأمر الجوهري الذي نود إيصاله إلى معالي وزير الداخلية والسيد العامل هو أن “المقدم” (م.د) بات يتقاضى راتبين : أحدهما من خزينة الدولة، والآخر من خزينة المقلع. وما خفي كان أعظم، فكم المعلومات التي بحوزة “موطني نيوز” لن تُكشف بالكامل الآن، في انتظار تحرك جاد من السلطات المحلية و الإقليمية. ففي المقال القادم، سنكشف النقاب عن الإعلان الذي يمنع التصوير ودخول مرافق السائق، وكذلك الكميات التي تتجاوز 1000 حمولة يوميًا، وعلاقة أحد المسؤولين مع “مول لبنوات” بجماعة الصباح. فانتظرونا، لأن الفصل القادم سيكون أكثر إثارة.
ملحوظة : إذا أراد السيد العامل الاطلاع على ما يؤكد اشتغال “المقدم” بالمقلع، فنحن رهن الإشارة.