
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في شارع النصر بالحي الحسني، وبينما كانت سيارة مركونة في مكانها الآمن واحترامها لمدونة السير، جاءها الدمار على يد عربة مجرورة بدابة، يقودها من لا يعرف للقانون معنى ولا للأمان احترامًا. الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فهي حلقة من مسلسل الفوضى الذي تعيشه مدينة بنسليمان، حيث تحولت الشوارع إلى حلبة لـ”الهمجية المرخصة”، بينما المصالح المعنية تتجاهل المشكل كما لو أن المدينة ضيعة نائية وليست جزءًا من بلد يستعد لاستضافة كأس العالم!
السؤال الذي يفرض نفسه بقوة : من سيعوض صاحب السيارة التي تحولت إلى خردة بفعل إهمال السائق الطائش؟ ومن المسؤول عن هذه الكوارث اليومية التي تهدد أمن المواطنين وممتلكاتهم؟ فالعربات المجرورة، التي يجرؤ أصحابها على زجّ القاصرين في قيادتها دون رخصة أو تأمين، أصبحت أداة رعب حقيقية. لا رقابة، لا عقوبات، لا حسيب ولا رقيب. فقط شوارع ممزوجة بالفوضى، وساكنة تعيش في قلق دائم، وجماعة اهل الكهف وكأنها في غيبوبة!
أين شرطة المرور؟ أين السلطات المحلية؟ أين أولئك الذين يتقاضون رواتبهم من أموال الشعب لضبط المدينة وحماية المواطنين؟ يبدو أنهم مشغولون بأمور “أهم” من أمن الناس! فما حدث اليوم ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو نتيجة طبيعية لغياب أي إستراتيجية فعلية لتنظيم حركة هذه العربات، التي تتحرك كقطيع جامح، دون مساءلة أو محاسبة.
وإلى متى ستظل بنسليمان رهينة إهمال المسؤولين؟ وإلى متى ستستمر هذه المهزلة التي تحولت فيها الشوارع إلى ساحة للفوضى؟ لقد طفح الكيل، ولم يعد السكوت مقبولًا. فإما أن تتحمل المصالح المعنية مسؤوليتها وتفرض النظام، أو فليعلنوا صراحة أن المدينة قد أُهملت عمدًا، وأن المواطنين ليسوا أكثر من ضحايا لفساد الإدارة وسوء التخطيط!