
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في إجراء وقائي صارم، أعلنت السلطات الصينية تعليقاً فورياً لاستيراد الدواجن وجميع المنتجات ذات الأصل الحيواني القادمة من المغرب، وذلك بعد إبلاغ منظمة الصحة الحيوانية العالمية عن اكتشاف بؤرة لمرض نيوكاسل في جهة الرباط-سلا-القنيطرة. ويُعتبر هذا المرض الفيروسي من أخطر الأمراض المعدية التي تصيب الطيور، حيث يتسبب في أعراض تنفسية حادة واضطرابات عصبية، فضلاً عن تراجع حاد في إنتاج البيض. ورغم ندرة انتقاله إلى البشر، إلا أن الاحتكاك المباشر بالطيور المصابة قد يؤدي إلى التهابات عينية، مما دفع بكين إلى اتخاذ إجراءات سريعة لضمان سلامة قطاعها الزراعي وصحة مواطنيها.
يأتي القرار الصيني في إطار سياسة الحيطة التي تتبعها الدول لمواجهة الأمراض الحيوانية العابرة للحدود، خاصة تلك ذات التداعيات الاقتصادية والصحية الكبيرة. ومن المتوقع أن يظل التعليق سارياً حتى تقدم المغرب ضمانات كافية حول السيطرة على البؤرة المصابة واتخاذ إجراءات وقائية صارمة لمنع انتشار المرض إلى مناطق أخرى. وتؤكد المنظمات الدولية على ضرورة التعامل بجدية مع مثل هذه الفيروسات، عبر تعزيز أنظمة الترصد المبكر والحجر الصحي، لتفادي الخسائر الفادحة التي يخلفها المرض على الثروة الحيوانية والأمن الغذائي.
هذا الحادث يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الدول في ظل العولمة التجارية، حيث تزيد حركة البضائع من مخاطر انتقال الأمراض، مما يتطلب تعاوناً دولياً وتنسيقاً مستمراً لاحتواء الأزمات الصحية قبل تفاقمها. وتظل الاستجابة السريعة والشفافية في الإبلاغ عن الإصابات عاملاً حاسماً في حماية الاقتصادات الوطنية والسلسلة الغذائية العالمية من تداعيات الأمراض الوبائية.
يبقى السؤال الأهم : ماذا اعدت الدولة ووزارة الفلاحة لمحاربة هذا الفيروس و إحتوائه؟.