
المصطفى الجوي – موطني نيوز
الجرأة التي تتسم بها بعض الأنظمة الفاشلة في حق أسيادها من الدول العريقة هي دليل على الغباء السياسي والعمى الاستراتيجي. كيف لدولة مثل الجزائر، التي تعجز عن إدارة مواردها، أن تفتح فمها لتسب الإمارات العربية المتحدة، وهي تعلم في قرارة نفسها أن الفرق بينهما كالفرق بين الأرض والسماء؟ أليست هذه سخرية القدر أن يتطاول العبيد على من هم أحرار بأصلهم وفصلهم؟
الإمارات العربية المتحدة، برؤية قيادتها الحكيمة، استطاعت أن تحول الرمال إلى ذهب، والصحراء إلى ناطحات سحاب تلامس عنان السماء. دولة صنعت من مواطنيها سفراء للعزّة والكرامة في كل محفل دولي، بينما الجزائر تصدر للملايين من مواطنيها إلى دول العالم ليعيشوا على فتات موائد الآخرين. خمسة ملايين جزائري في فرنسا وحدها، يتسولون فرص العمل، بينما مواطنو الإمارات يسطعون كنجوم في المحافل الدولية. فأي مقارنة هذه؟ هل تقارنون الكم بالكيف؟ هل تقيسون العظمة بعدد الأفواه الجائعة، أم بعدد العقول التي تُبنى والأيدي التي تعمل؟
تتحدثون عن “دويلة” وكأن الحجم هو مقياس القوة، فهل نسيتم أن اقتصاد دبي لوحدها يسحق اقتصادكم بأسره؟ هل تناسيتم أن رأس مال شركات الإمارات يتجاوز كل ما تملكونه؟ أين صناعاتكم؟ أين استثماراتكم؟ أين مكانتكم بين الأمم؟ لو كان الحجم معياراً للعظمة، لكانت الصحراء أعظم من اليابان، ولكن الفارق هو أن اليابان صنعت من نفسها إمبراطورية التكنولوجيا، بينما أنتم لم تصنعوا من صحرائكم سوى مقبرة للطموحات.
لقد استجدى رؤساؤكم عند الشيخ محمد بن زايد ليعيد “أدنوك” للاستثمار في حاسي مسعود، فكيف تتطاولون على من هم سبب بقائكم؟ نصف الجزائريين يعملون في السعودية والإمارات، فمن أين لكم هذه الوقاحة؟ ألم يَكفِكم أنكم رعيتم الإرهاب، وآويتم الانفصاليين، وتحالفتُم مع كل نظام فاشل من بشار إلى القذافي، ومع ذلك تريدون أن تلقنوا الآخرين دروساً في العزة؟
تاريخكم يشهد أنكم لم تقدموا للعالم سوى الفشل. احتلكم الأسبان أربعة قرون، واستعبدكم العثمانيون، واستعمرتكم فرنسا 130 سنة، ومع ذلك لم تتعلموا الدرس. فشلكم ليست في الجغرافيا، بل في العقلية الدغمائية التي لا ترى إلا الخصومة مع الناجحين. تمتلكون الغاز والبترول، ومع ذلك يقف شعبكم في طوابير الخبز، بينما الإمارات التي وصفتموها بالدويلة تصنع المعجزات.
قبح الله سعيكم! فأنتم لستم فقط عاجزين عن البناء، بل تعملون على هدم كل جسر يعبر إليه الآخرون. الإمارات تتقدم بسنوات ضوئية، وأنتم لا زلتم تتخبطون في ظلام القرون الوسطى. فاسكتوا، فلستم أهلًا حتى للنقاش.