بنسليمان : جهود باشا المدينة للتحسين تصطدم بأولويات المجلس الانتخابية

كمال شتوان باشا مدينة بنسليمان
كمال شتوان باشا مدينة بنسليمان

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

في خطوة مهمة لتحسين المشهد الحضري في بنسليمان، قاد باشا المدينة حملة تاريخية تهدف إلى معالجة القضايا الرئيسية التي تؤثر على وظائف المدينة وجمالياتها. ومع ذلك، قوبلت هذه المبادرة بلامبالاة واضحة من رئيس الجماعة ومجموعة من المستشارين الجماعيين، الذين يبدون أكثر انشغالاً بالسياسات الانتخابية منهم بالاحتياجات الملحة للمدينة وسكانها. تتضمن حملة الباشا عدة مقترحات حاسمة تم وضعها على مكتب رئيس المجلس محمد اجديرة، الذي يُقال إنه منشغل بملفات تستمع له فيها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بسبب شبهة الفساد وتبديد اموال عمومية و الغدر، دون أن يتلقى أي رد يُذكر منه أو من مجلسه الموقر. ومن بين هذه المراسلات، بحسب ما توصلت إليه “موطني نيوز” من معلومات، دراسة لتحويل مسار الشاحنات ذات الوزن الثقيل خارج المدار الحضري، وهو إجراء يهدف إلى تقليل الازدحام المروري وتعزيز السلامة في شوارع المدينة وحماية بنيتها التحتية. كما تضمنت المقترحات استصدار قرار يمنع العربات المجرورة بالدواب من شوارع وأزقة المدينة، في خطوة نحو تحديث وسائل النقل وتقليل المخاطر المحتملة، إلى جانب إحصاء الأكشاك المتواجدة في المدينة لتنظيمها وترتيبها بشكل أفضل.

ورغم الأهمية الكبيرة لهذه المبادرات التي تسعى إلى تحسين جودة الحياة في بنسليمان، إلا أنها بقيت حبيسة الأدراج، مما يثير تساؤلات حول أولويات المجلس الجماعي. فبدلاً من التركيز على تنظيم المدينة وتعزيز جمالياتها، يبدو أن رئيس المجلس وأعضاءه أكثر اهتماماً بضمان الأصوات الانتخابية وتأمين مقاعدهم في المجلس. ويظهر ذلك جلياً في جدول أعمال الدورة العادية لشهر مايو 2025، التي ستنعقد على جلستين. ففي الجلسة الأولى، المقررة يوم الإثنين 5 مايو 2025، ستُناقش خمس نقاط تتمحور حول تقرير إخباري عن نشاط رئاسة المجلس الجماعي، وتعديل ميثاق دعم الجمعيات، وتعديل القرار التنظيمي المتعلق بشغل الملك الجماعي، واتفاقية شراكة مع جمعية “منبع الحياة” للبيئة والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى إعادة إيواء تجار السوق المركزي القديم في السوق البلدي الجديد مع تحديد السومة الكرائية الجديدة وشروط إجراء القرعة لتوزيع المحلات. أما الجلسة الثانية، المقررة يوم الأربعاء 7 مايو 2025، فستتناول بدورها خمس نقاط تشمل اتفاقية شراكة للتهيئة الحضرية، واتفاقية أخرى مع الجمعية المغربية للرعاية والمواكبة النفسية، وتعديل قرار السير والجولان، ودراسة المشاريع العالقة بالجماعة، وأخيراً اتفاقية شراكة بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية والمجلس لاستغلال وتدبير الفضاء الترفيهي والرياضي في حي الحسني.

وما يثير الاستغراب هو غياب أي إشارة في هذين الجدولين إلى مقترحات الباشا، التي كان من المفترض أن تكون في صلب اهتمامات المجلس لو كان هدفه الأساسي خدمة المدينة وساكنتها. هذا الإغفال يعكس فجوة واضحة بين رؤية السلطة المحلية، التي تسعى إلى معالجة مشاكل ملموسة تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين، وبين توجّه المجلس الذي يبدو منشغلاً أكثر بالشؤون الإدارية والاتفاقيات التي قد تخدم أجندات سياسية أكثر منها احتياجات السكان. إن هذا التباين يثير مخاوف جدية حول إدارة مدينة بنسليمان، حيث قد تجد الساكنة نفسها رهينة لتجاذبات انتخابية تُغفل مصالحها الحقيقية، بينما تظل المبادرات الجادة لتحسين المدينة معلقة في انتظار تحرك فعلي من المجلس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!