بلجيكا : جهود مشرفة تحول مسجد “أسبيل” إلى منارة لتعليم القرآن الكريم

مسجد أسيل في بلجيكا

الحسين بنلعايل – موطني نيوز 

في قلب بلجيكا، حيث تتعدد الأصوات والثقافات، يبرز السيد عبد الصمد الميهي، إمام مسجد أسبيل، كشخصية ملهمة تقود جهودًا حثيثة لنشر تعليم القرآن الكريم وحفظه بين أبناء الجالية المسلمة. في مدينتي بريسو ولييج، بات هذا الإمام رمزًا للعطاء والتفاني، حيث كرس وقته وجهده لتعليم تلاميذ المسجد، محققًا إنجازات ملموسة أثارت إعجاب السكان المحليين. فقد استطاع العديد من التلاميذ، بفضل توجيهاته الدقيقة وعنايته الخاصة، حفظ عشرة أحزاب من القرآن الكريم، فيما تمكن المبتدئون من إحراز تقدم لافت بحفظ أجزاء من الكتاب العزيز، ما جعل هذه الجهود مصدر فخر واعتزاز للجالية المسلمة في المنطقة.

الفائزين بجوائز مسابقة القرآن الكريم بمسجد أسيل في بلجيكا

ولم تقتصر مبادرات الإمام عبد الصمد على التعليم اليومي، بل امتدت لتشمل فعاليات مميزة تعزز من روح التنافس الإيجابي بين الطلاب. ففي ليلة القدر المباركة، التي تحمل مكانة خاصة في قلوب المسلمين، نظم مسجد أسبيل مسابقة لحفظ القرآن الكريم، أضفت بهجة وروحانية على الأجواء. وكانت الجوائز المقدمة خلال هذه المسابقة لافتة بحق، حيث شملت رحلات لأداء العمرة في المملكة العربية السعودية، إلى جانب جوائز مالية قيمة مُنحت للفائزين من مختلف الفئات العمرية، ما عكس التزام المسجد بتحفيز طلابه ومكافأة اجتهادهم بأفضل الطرق.

الفائزين بجوائز مسابقة القرآن الكريم بمسجد أسيل في بلجيكا

ويحظى مسجد أسبيل، تحت إشراف الإمام الميهي، بسمعة طيبة كمركز تعليمي متميز، حيث أسهم في تخريج عدد من الأئمة والمقرئين المبتدئين الذين شكلوا نواة لنشر العلم الديني في بريسو ولييج. وما يزيد من قيمة هذه الجهود هو التزام المسجد بمبادئ الشفافية والاحترام تجاه المصلين. ففي خطوة تعكس حرصًا كبيرًا على راحتهم، يتم جمع التبرعات بشكل منظم في نهاية كل شهر فقط، بعيدًا عن أوقات الصلاة، خاصة صلاة الجمعة، لضمان عدم استغلال هذه اللحظات الروحية، وللتأكيد على أن الأموال تُوجه إلى غاياتها النبيلة بكل أمانة ووضوح.

إمام مسجد أسيل في بلجيكا

ويتقدم السكان في بريسو ولييج بالشكر الجزيل لإدارة المسجد ولجميع المحسنين الذين دعموا هذه الأنشطة التعليمية والدينية، التي تخدم المجتمع المسلم في بلجيكا وتعزز من تماسكه. فهذا النوع من المبادرات لا يقتصر دوره على تعليم القرآن الكريم، بل يتعداه إلى غرس القيم الإسلامية السمحة وتشجيع التضامن بين أفراد الجالية، ما يجعله نموذجًا يُحتذى به في أوروبا. وفي ختام هذا المشهد المشرق، لا يسعنا إلا أن ندعو الله أن يجزي القائمين على هذه الأعمال خير الجزاء، وأن يوفقهم لمواصلة مسيرتهم المباركة التي تضيء دروب الأجيال الصاعدة بالعلم والإيمان.

مسجد أسيل في بلجيكا
جانب ممن حضروا المسابقة
جانب ممن حضروا المسابقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!