
المصطفى الجوي – موطني نيوز
بعد ستة عقود من الانتظار، كشفت الوثائق السرية التي أفرج عنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2025 النقاب عن تفاصيل مروعة وغامضة حول واحدة من أكثر الجرائم السياسية إثارة للجدل في التاريخ الحديث: اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي. هذه الوثائق، التي ظلت طي الكتمان لعقود، تكشف أن الحادثة التي هزت العالم في 22 نوفمبر 1963 لم تكن مجرد عمل فردي، بل كانت جزءًا من شبكة معقدة من المؤامرات التي قد تمتد إلى أجهزة استخباراتية وعصابات مافيا وحتى دول أجنبية.

البداية : رصاصة غيرت التاريخ
في يوم مشمس من نوفمبر 1963، وبينما كان الرئيس جون كينيدي يمر بموكبه الرئاسي في شوارع دالاس، تكساس، أطلقت رصاصات قاتلة من مبنى مستودع الكتب المدرسية، لتنهي حياة الرئيس الشاب الذي كان يحلم بتغيير وجه أمريكا. المشهد الذي بثته وسائل الإعلام على الهواء مباشرة صدم العالم، لكن الصدمة الحقيقية كانت في الأيام التي تلت الحادثة.
هارفي أوزوالد، الشاب الذي تم اتهامه بالاغتيال، قُتل بعد يومين فقط من اعتقاله على يد جاك روبي، صاحب نادٍ ليلي، في ظروف غامضة. هذه الحلقة المفرغة من العنف والغموض أثارت تساؤلات لا حصر لها: من كان وراء الاغتيال؟ ولماذا قُتل أوزوالد قبل أن يدلي بشهادته؟

لجنة وارن : الحقيقة أم التضليل؟
بعد عام من التحقيقات، خلصت لجنة وارن إلى أن هارفي أوزوالد تصرّف بمفرده، وأنه لم يكن جزءًا من أي مؤامرة. لكن الوثائق السرية التي تم الكشف عنها مؤخرًا تُظهر أن هذه الرواية الرسمية كانت مليئة بالثغرات والأكاذيب.
إحدى الوثائق تكشف أن شرطة لندن استجوبت شخصًا يُدعى “سيرجي”، الذي أخبرهم بأنه سمع عن مخطط لاغتيال كينيدي من قبل شخص يُدعى هارفي أوزوالد. سيرجي أبلغ السفارة الأمريكية، لكن يبدو أن هذه المعلومات لم تُؤخذ على محمل الجد. السؤال الذي يطرح نفسه: هل كانت هناك جهات داخل أمريكا تعلم بالمؤامرة ولم تتحرك لوقفها؟

الاستخبارات الأمريكية : بين العلم والترتيب
الوثائق تكشف أن وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) كانت تتابع تحركات أوزوالد منذ سنوات قبل الاغتيال. كان أوزوالد قد زار الاتحاد السوفييتي وتدرب على إطلاق النار هناك، بل وتم وصفه بأنه “رامٍ سيئ”. ومع ذلك، نجح في إصابة كينيدي من المرة الأولى برصاصة دقيقة. كيف لرامٍ سيئ أن يُنفذ عملية بهذه الدقة؟
الأكثر إثارة أن الوثائق تشير إلى أن الاستخبارات الأمريكية كانت على علم بأنشطة أوزوالد المشبوهة، لكنها لم تتحرك لاعتقاله. بل إن بعض الوثائق تُلمح إلى أن أوزوالد ربما كان “كبش فداء” في لعبة أكبر، كما ادعى هو نفسه بعد اعتقاله.

جاك روبي : القاتل الذي حمل أسرارًا
جاك روبي، الرجل الذي قتل أوزوالد، كان شخصية غامضة بحد ذاته. الوثائق تكشف أنه التقى بأوزوالد في نادٍ ليلي قبل أسابيع من الاغتيال. هل كانت هذه مصادفة؟ أم أن روبي كان جزءًا من المؤامرة؟ الأغرب من ذلك أن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إدغار هوفر كان مستاءً من الشكوك التي أثيرت حول دوافع روبي، مما يطرح تساؤلات حول مدى نزاهة التحقيقات.

إسرائيل وكوبا : خيوط دولية في المؤامرة
من أكثر الوثائق إثارة تلك التي تشير إلى وجود جهات دولية متورطة في الاغتيال. أربع وثائق مختلفة تُشير إلى أن أي ذكر لإسرائيل تم حجبه أو تنقيحه من ملفات التحقيق. لماذا إسرائيل؟ الجواب قد يكمن في مواقف كينيدي المتشددة تجاه البرنامج النووي الإسرائيلي، حيث كان يصر على تفتيش مفاعل ديمونة في صحراء النقب. بل إن بعض التقارير تشير إلى أن كينيدي كان ملتزمًا بدعم حق عودة الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم عام 1948.
أما كوبا، العدو اللدود لأمريكا في ذلك الوقت، فكانت أيضًا في قلب المؤامرة. الوثائق تكشف أن الاستخبارات الأمريكية كانت على اتصال مع جهات كوبية عبر حقائب دبلوماسية برازيلية، مما يثير تساؤلات حول طبيعة هذه الاتصالات ودورها في الاغتيال.

المافيا : الخيط الثالث في القصة
وثيقة أخرى تكشف عن شخصية غامضة تُدعى أندرهيل، الذي كان عميلًا مزدوجًا يعمل لصالح الاستخبارات وعصابات المافيا. أندرهيل تحدث عن خوفه على حياته بسبب معلومات حساسة يعرفها عن اغتيال كينيدي. بعد ستة أشهر، وُجد ميتًا في منزله بطلقة في رأسه، وتم تصنيف الحادث كانتحار. لكن الظروف المحيطة بوفاته أثارت شكوكًا كبيرة.

الإعلام والتعليم : أدوات في يد الاستخبارات
الوثائق لا تتحدث فقط عن اغتيال كينيدي، بل تكشف أيضًا عن تدخلات عميقة لوكالة الاستخبارات الأمريكية في الإعلام والتعليم. إحدى الوثائق تكشف عن محطة إعلامية سرية أنشأتها الـ CIA تحت اسم رمزي “JMWAVE”، مهمتها تنقيح الأخبار الحساسة. وثيقة أخرى تكشف عن تجنيد أستاذ فيزياء في الجامعات المكسيكية لصالح الوكالة، مما يطرح تساؤلات حول مدى تأثير الاستخبارات على التعليم والإعلام.

الحقيقة التي لن تكتمل
بعد 60 عامًا من الغموض، تكشف الوثائق أن اغتيال جون كينيدي لم يكن عملًا فرديًا، بل كان جزءًا من مؤامرة معقدة شاركت فيها أجهزة استخباراتية وعصابات مافيا ودول أجنبية. ومع ذلك، تبقى العديد من الأسئلة دون إجابة: ما هي الوثيقة السرية CD-971 التي حذّرت منها الاستخبارات الأسترالية؟ ولماذا تم حجب أي ذكر لإسرائيل من التحقيقات؟

الواضح أن الحقيقة الكاملة قد تظل غائبة، لكن هذه الوثائق تقدم لمحة عن عالم من المؤامرات والخداع الذي قد يكون أكثر إثارة من أي فيلم خيالي.
هل نحن على أعتاب كشف الحقيقة الكاملة؟ أم أن هذه الوثائق هي مجرد غيض من فيض؟ تابعونا لمزيد من التفاصيل في الأيام القادمة.ما يجب أن تعلموه أن سبب إغتيال الرئيس الامريكي هو ان الرئيس كينيدي سياساته كانت مختلفة عن أي رئيس أمريكي واتخذ قرارات هامة وجريئة، مثل :

– انهاء الحرب الباردة وتحقيق السلام العالمي
– محاولة منع اسرائيل من السلاح النووي
– تقليص دور وكالة الاستخبارات الأمريكية وطرد مديرها










