خنيفرة : تدخل السيد عامل الإقليم ينقذ فريق شباب أطلس من أزمته..والحل يبدأ بفك حظر الانتقالات

السيد محمد عادل اهوران عامل إقليم خنيفرة

المصطفى الجوي – موطني نيوز

في خطوةٍ غير مسبوقة، تحوّل عامل إقليم خنيفرة، السيد محمد عادل اهوران، إلى حلقة الوصل الحاسمة بين نادي شباب أطلس خنيفرة والعصبة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بعد تدخله المباشر لإنقاذ الفريق من أزمته الإدارية والمالية التي كادت تعصف بمستقبله التنافسي. فبعد ساعات من تلقي نداء استغاثة من إدارة النادي، عقد العامل اجتماعاً طارئاً مع الطاقم الإداري، استمع خلاله إلى تفاصيل المعاناة التي يعيشها الفريق الزياني، والتي تتصدرها أزمة قرار توقيف الانتقالات المفروض من قبل العصبة، ما حرم الفريق من تعزيز صفوفه بلاعبين جدد، وأفقده توازنه في المنافسة خلال الموسم الحالي.

لم يكن حظر الانتقالات سوى غيض من فيض، إذ كشف الاجتماع عن تراكم الديون وتراجع الدعم المالي، مما أدى إلى تأخر رواتب اللاعبين وغياب الحوافز، ناهيك عن تهديدات بالهبوط إلى درجاتٍ أدنى. لكن سرعة استجابة السيد اهوران، الذي عُيّن عاملاً للإقليم بتكليف ملكي في 26 أكتوبر 2024، حوّلت مسار الأزمة. فبعد ساعات من انتهاء الاجتماع، تواصل مباشرةً مع مسؤولي العصبة الوطنية، حيث ناقش بصرامة ملف العقوبات المفروضة على النادي، وتمكن من إقناعهم بضرورة مراعاة الظروف الاستثنائية للفريق، ليُعلن في نهاية المطاف عن اتفاقٍ يرفع الحظر عن الانتقالات، ويسمح للنادي باستئناف تعاقداته قبل الاستحقاقات المقبلة.

هذا الحل لم يأتِ من فراغ، بل هو تتويج لنهجٍ اعتمده السيد العامل منذ توليه مهامه، يستند إلى “المفهوم الجديد للسلطة” الذي أرساه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي يركز على الحضور الميداني والقرب من المواطن. ففي أقل من أربعة أشهر، أصبح السيد عادل اهوران نموذجاً للمسؤول الذي يتفاعل بجدية مع مطالب الساكنة، سواء في القطاعات الاجتماعية أو الرياضية، التي تُعتبر في إقليم خنيفرة جزءاً من الهوية الجماعية، لاسيما مع تاريخ المنطقة العريق في إنجاب أبطال وطنيين ودوليين.

فالأزمة الأخيرة كشفت هشاشة الوضع المالي لعدد من الأندية الصغيرة، التي تعتمد بشكلٍ كبير على الدعم المحلي، لكنها أيضاً أبرزت دور السلطات في احتواء الانهيارات قبل تفاقمها. فشباب أطلس خنيفرة، الذي يُعد أحد أعمدة الكرة المغربية في المناطق الجبلية، لم يكن ليستعيد أنفاسه لولا هذه المبادرة العاملية، التي أعادت الثقة إلى جماهيره الغفيرة، والتي خرجت قبل أسابيع في موجات غضب ضد الإدارة السابقة، مطالبةً بإصلاحات عاجلة.

اليوم، وبعد رفع الحظر، تواجه إدارة النادي تحدياً جديداً يتمثل في إعادة هيكلة مؤسستها مالياً وإدارياً، مع استقطاب داعمين جدد لتجنب الوقوع في أزمات مستقبلية. لكن الأهم من ذلك هو الرسالة التي أرسلها تدخل العامل : أن الرياضة المحلية ليست مجرد مباريات، بل قضية مجتمعية تحتاج إلى تضافر الجهود. فخنيفرة، التي اشتهرت بجبال الأطلس ورياضييها الأشداء، تستحق فرقاً تحمل اسمها بمستوى أمجادها السابقة.

في الخلفية، يبقى السؤال : هل تكون هذه الخطوة بدايةً لسياسةٍ جديدة تعتمدها السلطات لاحتضان الأندية المحلية؟ أم أنها مجرد “مسكّن” مؤقت لأزمة متجذرة؟ الإجابة قد تأتي من استمرارية الحلول، لكن ما تحقق حتى الآن يؤكد أن تدخلاً واحداَ بوقته المناسب قادرٌ على إعادة الأمل، ليس فقط للاعبي شباب أطلس، بل لكل من يراهن على الرياضة كرافعةٍ للتنمية المحلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!