
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في زمنٍ تتسابق فيه المصالح وتتقاطع فيه المطامع، تبرز قصص نادرة تُذكرنا بالقيم الأصيلة التي ينبغي أن تحكم العلاقات الإنسانية. وما قصة السيدة أسماء رزقي مع الدكتور عزيز البدراوي إلا مثال ساطع على معنى الأمانة وحسن التدبير والوفاء.
لقد كان الدكتور عزيز البدراوي ولا زال شخصية بارزة، عُرف بحسن خلقه وكرم يده مع الجميع، وضع ثقته في العديد من الأشخاص على مر السنين، منهم من كان من أقرب المقربين، ومنهم من كان يأكل على مائدته ويعيش من خيره. ولكن، كما هي سنة الحياة، ظهرت المعادن الحقيقية في وقت المحن، وتجلت الطباع الأصيلة عند الشدائد.
وسط هذا المشهد المؤلم من نكران الجميل وخيانة الأمانة، برزت شخصية السيدة أسماء رزقي كنموذج مشرق للوفاء والإخلاص. فمنذ توليها منصب مديرة استغلالية أوزون الشاوية في بنسليمان سابقا، أثبتت جدارتها وأمانتها في تحمل المسؤولية. ولم يكن هذا إلا بداية لمسيرة طويلة من الوفاء والإخلاص.
لقد حافظت السيدة أسماء على أمانتها تجاه الدكتور البدراوي في حضوره وغيابه، وصانت ممتلكاته وأمواله بكل إخلاص وتفانٍ. لم تكل ولم تمل في أداء واجبها، ولم تتزعزع مبادئها رغم كل الظروف والتحديات بل ضاعفت من مجهوداتها. وفي الوقت الذي تنكر فيه البعض لفضل الدكتور عليهم، ظلت هي ثابتة على موقفها، وفية لعهدها، حافظة للأمانة.
إن موقف السيدة أسماء رزقي يستحق منا كل التقدير والاحترام، فهي لم تكتفِ بأداء واجبها الوظيفي فحسب، بل تجاوزت ذلك إلى تجسيد معانٍ إنسانية نبيلة في زمن عز فيه الوفاء. إنها قدوة حسنة تستحق أن يُرفع لها القبعة احتراماً وتقديراً لمواقفها النبيلة وثباتها على المبادئ.
هذه القصة تذكرنا بأن الأمانة وحسن التدبير ليست مجرد كلمات نرددها، بل هي قيم يجب أن تتجسد في سلوكنا وتصرفاتنا. كما أنها تؤكد أن الوفاء، وإن قلّ في زماننا، لا يزال موجوداً في نفوس الشرفاء والأوفياء.
لتبقى السيدة أسماء رزقي مثالاً يُحتذى به في الأمانة والوفاء وحسن التدبير إلى يومنا هذا، وشهادة حية على أن الإخلاص والوفاء لا يزالان موجودين في عالمنا المعاصر. فلها منا كل التحية والتقدير على مواقفها النبيلة وأخلاقها الرفيعة.
لأن من صفات عباد الله المفلحين أنهم إذا اؤتمنوا لم يخونوا أماناتهم، بل يؤدونها إلى أهلها، وإذا عاهدوا أو عاقدوا أوفوا بذلك تمام الوفاء، ليس فيهم شيء من صفات المنافقين التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان».