المصطفى الجوي – موطني نيوز
تسعى الولايات المتحدة جاهدة لتعزيز قدراتها الدفاعية عبر أنظمة أسلحة متقدمة تشمل قاذفات صواريخ باتريوت، نظام الدفاع الجوي ناسامز، ومدافع هاودز طراز قيصر، إلى جانب أنظمة دفاع الطائرات المسيرة. كما تُولي اهتمامًا خاصًا للتصدي للهجمات الكيميائية، البيولوجية، الإشعاعية، والنووية، من خلال تجهيزات دفاعية متخصصة.
في ظل التوترات المتصاعدة مع الصين، سواء على الصعيد العسكري أو الاقتصادي، أعلنت إدارة البيت الأبيض حالة الطوارئ. جاء هذا الإعلان على إثر اختراقٍ إلكترونيٍ واسع النطاق شمل عشر شركات اتصالات أمريكية، مما أتاح الوصول إلى قادة الاجتماع بفضل ارتباطهم بتلك الشركات. الأسوأ من ذلك، أن تلك الشركات لم تكن على علم بأنها تعرضت للاختراق، مما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) لإصدار تحذير عبر حسابه الرسمي على تويتر.
استهدف الاختراق أنظمة التنصت في شركات الاتصالات الخاضعة للمخابرات الأمريكية، والتي تشمل مراقبة تحركات جميع المسؤولين الأمريكيين المرتبطين باستخدام خدمات هذه الشركات، سواء كان ذلك بغرض التأمين أو المراقبة الحكومية. وقد تم تنفيذ هذا الاختراق باستخدام برنامج يُدعى “Ghost Spider”، واتهمت الولايات المتحدة الصين بالوقوف وراء هذا الهجوم، إلا أن الصين نفت ذلك.
بالتزامن مع هذه العمليات، قامت كوريا الشمالية، من خلال مجموعة “أنادريل” التابعة لوحدة الأمن الإلكتروني، بشن هجوم آخر استهدف شركات الدفاع المسؤولة عن التصنيع العسكري. أسفر هذا الهجوم عن سرقة 17 جيجابايت من البيانات تتضمن تصميمات الدبابات، الغواصات، السفن الحربية، ومنصات الصواريخ، إلى جانب أنظمة الرادارات وتطويرات أنظمة الصواريخ. كما تم اختراق أجهزة قاعدتي راندولف في تكساس وروبنز في جورجيا.
نظراً لعدم قدرة الولايات المتحدة على اتخاذ إجراء مباشر ضد كوريا الشمالية، أعلنت عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لأي شخص يقدم معلومات تقود إلى أعضاء مجموعة “أنادريل”، ومنهم ضابط يُدعى ريم جونج هيوك، وذلك عبر حسابهم الرسمي.
ما يحدث يعكس واقعًا مريرًا من الصراعات بين الدول على أعلى المستويات باستخدام جميع الوسائل المتاحة. وبينما يعاني العالم العربي من مشكلات وتحديات عديدة، يبقى السؤال معلقًا حول دورنا ومكانتنا وسط هذه الأحداث المتسارعة.