
المصطفى الجوي – موطني نيوز
يقول..احد التجار، خرجت إلى سوق العبيد لأشتري لنفسي عبدا يخدمني، فوجدت سيدا يبيع عبدا و ينادي عليه قائلا : من يشتري هذا العبد على عيبه ؟
فقلت له : يا سيدي و ما العيب الذي فى هذا العبد ؟ فقال : سل العبد يخبرك فسألته فقال : عيوبي كثيرة و لا أدري بأيها شهروني .
فرجعت إلى صاحبه وقلت : يرحمك الله ألا تخبرني عن عيب ذلك الغلام ؟
قال : إنه معتوه العقل ينتابه الصرع من حين إلى حين .
فقلت للعبد : أيأتيك هذا كل يوم أم يأتيك كل أسبوع ؟ فاسترجع و بكى
و قال : يا سيدي إذا استولى داء المحبة على القلب سرى فى الأعضاء، و إذا استولى على الجوارح نشر خمار المحبة على سائر البدن فيطيش العقل بذكر الحبيب، فيحدث فى القلب استغراق و على البدن سكون فيراه الجاهل فيظنه عتها و جنونا .
قال التاجر: فعلمت أن الغلام من أولياء الله الصالحين
فقلت لسيده : كم ثمن هذا الغلام ؟
فقال : ثمنه مائة درهم.
فقلت له : ولك مني عشرون فوق المائة، ثم جئت به إلى منزلي، فكان يصوم النهار و يقوم الليل، و لا ينقطع لحظة واحدة عن عبادة الله و تلاوة كتاب الله .
و ذات ليلة دخلت مخدعه فوجدته يصلي و يبكي حتى سجد فكان يناجي ربه فحفظت من مناجاته هذه الكلمات : ” إلاهي .. أغلقت الملوك أبوابها، و بابك مفتوح للسائلين. إلاهي .. غارت النجوم، و نامت العيون، و أنت الحي القيوم الذى لا تأخذه سنة و لا نوم، إلاهي .. فرشت الفرش و خلا كل حبيب بحبيبه، و أنت حبيب المجتهدين، و أنيس المستوحشين، إلاهي .. إن طردتني عن بابك فإلى باب من ألتجئ، و إن قطعتني عن جنابك فبجناب من أحتمي، إلاهي .. إن عذبتني فإني مستحق للعذاب و النقم، و إن عفوت عني فأنت أهل الجود و الكرم، يا سيدي لك أخلص العارفون، و بفضلك نجا الصالحون، و برحمتك أناب المقصرون، يا جميل العفو أذقني برد عفوك، و حلاوة مغفرتك، إن لم أكن أهلا لذلك فأنت أهل لذلك، و أنت أهل التقوى و أهل المغفرة “
فلما أصبحت قلت له : يا أخي كيف كان نومك الليلة؟ فقال : كيف ينام من يخاف النار و العرض على الواحد القهار . ثم بكى.
فقلت له : اذهب فأنت حر لوجه الله.
فلم يفرح بذلك.
و قال : يا سيدي كان لي أجران : أجر العبودية و أجر الخدمة، فحرمتني من أحدهما أعتق الله و جهك من حر جهنم. فدفعت إليه نفقة فأبى أن يأخذ منها شيئا.
و قال : إن من تكفل برزقي حي لا يموت، ثم غاب عني.
فكنت كلما ذكرت كلامه أخذني البكاء، فسألت الله أن يحشرني فى زمرة عباده الصالحين المحبين لقربه، و الساعين ليلهم و نهارهم إلى طلب فضله و رضاه..
ليس من المهم ان يعرفك الناس او يمدحوك، يكفي ان يعرفك الله ويتباهى بك أمام ملائكته.
إذا أتممت القراءة صلوا علي اشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم.