
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في مشهد تاريخي يحبس الأنفاس، وقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحت قبة البرلمان المغربي العريق، ليُسطر بكلماته المدوية فصلاً جديداً في تاريخ العلاقات المغربية-الفرنسية. فقد حمل ماكرون، الذي حل بالمغرب رفقة حرمه في زيارة رسمية لثلاثة أيام، في جعبته هدية دبلوماسية ثمينة طال انتظارها: اعترافاً صريحاً وواضحاً بسيادة المملكة المغربية على كامل أراضيها، بما فيها الأقاليم الصحراوية.
وفي لحظة ستظل محفورة في ذاكرة العلاقات بين البلدين، تردد صدى كلمات الرئيس الفرنسي في أرجاء البرلمان المغربي وصلت حتى دول الجوار، معلناً بحزم أن “حاضر ومستقبل هذه المنطقة لن يكون إلا تحت السيادة المغربية المطلقة”. كانت تلك الكلمات بمثابة تتويج لمسار طويل من العمل الدبلوماسي الدؤوب، قاده بحكمة وبُعد نظر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.
لم يكن هذا الإنجاز الدبلوماسي وليد الصدفة، بل جاء ثمرة لرؤية ملكية ثاقبة، استطاعت أن تقرأ المشهد الدولي بعمق وتستشرف آفاق المستقبل. فمنذ توليه العرش، عمل جلالة الملك محمد السادس على نسج شبكة متينة من العلاقات الدولية، مستنداً إلى دبلوماسية هادئة وفعالة، تقوم على الحوار البناء واحترام المصالح المشتركة.
وفي خضم هذا المشهد التاريخي، تبرز بوضوح معالم النهضة التنموية الشاملة التي يشهدها المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك. فالمملكة تشق طريقها بثبات نحو المستقبل، مطلقة مشاريع تنموية عملاقة تشمل مختلف ربوع المملكة. من موانئ ضخمة تربط المغرب بالعالم، إلى مشاريع للطاقة المتجددة تجعل من المملكة رائدة في مجال التنمية المستدامة، وصولاً إلى بنية تحتية متطورة تعزز مكانة المغرب كمركز إقليمي محوري.
وفي مواجهة التحديات التي يفرضها خصوم الوحدة الوطنية، يقف المغرب اليوم أقوى من أي وقت مضى. فالاعتراف الفرنسي يشكل ضربة قوية لأطروحات الانفصاليين، ويؤكد صواب النهج المغربي في التعاطي مع قضية وحدته الترابية. إنه انتصار للدبلوماسية الهادئة والرصينة التي ينتهجها المغرب، والتي تفضل لغة الحوار والإقناع على لغة التصعيد والمواجهة.
وتفتح هذه المحطة التاريخية آفاقاً واسعة للتعاون بين البلدين في شتى المجالات. فالعلاقات المغربية-الفرنسية، التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، تتجدد اليوم وتكتسي أبعاداً استراتيجية جديدة. من التعاون الاقتصادي والتجاري، إلى التبادل الثقافي والعلمي، مروراً بالتنسيق السياسي والأمني، تبدو الفرص واعدة لبناء شراكة نموذجية تخدم مصالح الشعبين الصديقين.
وفي خضم هذه التطورات المتسارعة، يقف العالم شاهداً على نجاح الدبلوماسية المغربية في كسب معركة الحق والشرعية. فالمغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، يمضي بخطى واثقة نحو تحقيق طموحاته التنموية، متسلحاً برؤية واضحة للمستقبل وإرادة صلبة في مواجهة التحديات. إنها لحظة تاريخية تؤكد أن المغرب، بوحدته وتماسكه وقيادته الحكيمة، قادر على تحقيق المعجزات وكسب رهانات المستقبل.