المغرب من مجد الفلاحة إلى ذل الاستيراد (وثيقة)

رئيس الحكومة عزيز أخنوش مهندس برنامج المغرب الأسود

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

في مشهد يثير السخرية والألم معًا، نجد المغرب، ذلك البلد الذي طالما تغنى بأراضيه الخصبة وتراثه الفلاحي العريق، يتحول اليوم إلى دولة عاجزة تستجدي لقمة العيش من موائد الغرب. فبعد أن كانت سهوله تزخر بالخيرات وجباله تعج بالماشية، ها هو يمد يده مستجديًا اللحوم المجمدة من أقاصي الأرض. أي عار هذا وأي هوان؟

لقد وصل بنا الحال، في ظل حكومة تدعي الكفاءة وهي أبعد ما تكون عنها، إلى استيراد الأغنام، وكأن أجدادنا لم يكونوا يوما من أمهر مربي الماشية في المنطقة. ثم جاء دور زيت الزيتون، ذلك السائل الذهبي الذي كان يفخر به كل مغربي، ليصبح سلعة نستوردها بعملة صعبة نحن في أمس الحاجة إليها. والآن، وكأن المصيبة لم تكتمل بعد، نفتح أبوابنا على مصراعيها للحوم المجمدة من كل حدب وصوب.

أين نحن من شعارات الاكتفاء الذاتي التي طالما تشدقت بها الحكومات المتعاقبة؟ أين ذهبت الوعود الرنانة بدعم الفلاح المغربي وتطوير القطاع الزراعي؟ لقد تبخرت جميعها، تاركة وراءها شعبًا يتساءل بمرارة: هل سنصل يومًا إلى استيراد الهواء الذي نتنفسه؟

إن قرار المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالسماح باستيراد اللحوم الحمراء من دول بعيدة كل البعد عن ثقافتنا وتقاليدنا الغذائية ليس إلا دليلًا صارخًا على فشل ذريع في إدارة ثرواتنا الوطنية. فمن يضمن لنا أن هذه اللحوم المستوردة ليست في حقيقتها لحوم خنازير أو حيوانات نافقة؟ ومن يتحمل مسؤولية التأكد من طريقة ذبحها وفقًا لشريعتنا الإسلامية؟

لقد أصبحنا، في غفلة من الزمن، نستورد كل شيء: من القمح الذي كان يملأ سهولنا، إلى الأسماك التي كانت تزخر بها شواطئنا. وكأن البحر قد جف والأرض قد أجدبت في ليلة وضحاها. أليس في هذا ما يدعو إلى الخجل والعار؟

إن هذه الحكومة البائسة، بسياساتها العرجاء وقراراتها المتخبطة، تقود البلاد نحو هاوية الاعتماد الكلي على الخارج. فبدلًا من دعم المزارعين والرعاة المحليين وتوفير الإمكانيات اللازمة لتطوير الإنتاج الوطني، نراها تهرول نحو الحلول السهلة والسريعة، غير آبهة بالعواقب الوخيمة على المدى البعيد.

إن الأيام القادمة لا تبشر بالخير حقًا. فإذا كنا اليوم نستورد اللحوم والزيوت والحبوب، فماذا سيكون علينا أن نستورد غدًا؟ هل سنصل إلى اليوم الذي نستورد فيه الماء والهواء؟ إن هذا المسار الانحداري ينذر بكارثة حقيقية على الأمن الغذائي الوطني، ويضع البلاد تحت رحمة الدول المصدرة وتقلبات الأسواق العالمية.

إن الوقت قد حان لصحوة وطنية حقيقية. فإما أن نستعيد زمام أمورنا ونعيد بناء قطاعنا الفلاحي على أسس متينة، أو أن نستعد لمستقبل قاتم نصبح فيه رهينة لموائد الآخرين. على هذه الحكومة أن تدرك حجم الكارثة التي تقودنا إليها وأن تتخذ إجراءات فورية وحاسمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

إن المغرب يستحق أفضل من هذا. يستحق قيادة تؤمن بقدرات أبنائه وثروات أرضه. يستحق سياسات تحمي كرامة مواطنيه وتضمن أمنهم الغذائي. فهل من مستجيب قبل فوات الأوان؟

​​​​​​​​​​​​​​​​ فأين هي نتائج مخطط المغرب الأسود التي صرفت عليه ملايير الدراهم يا مسؤولي الفلاحة بالبلاد؟

بلاغ المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية الداعي الى استيراد اللحوم المجمدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!