أسية عكور – موطني نيوز
في ملحمة تاريخية مثيرة، تحيي جماعة أجدير بإقليم تازة الذكرى الـ 69 لانطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير في أقاليم الشمال، مستعيدة أحداثًا بطولية غيرت مجرى التاريخ المغربي.
تخيل معي مشهدًا دراميًا: في صباح يوم خريفي من عام 1955، يستيقظ سكان المنطقة على دوي انفجارات عنيفة وصرخات المقاومة. إنها لحظة فاصلة، حيث يشن أبناء هذه الأرض هجمات شرسة ضد القوات الاستعمارية، محققين انتصارات مذهلة في ما أسماه المستعمر “مثلث الموت”.
وها نحن اليوم، بعد 69 عامًا، نقف إجلالًا واحترامًا لهؤلاء الأبطال. في مشهد مهيب، يتقدم السيد عامل إقليم تازة والمندوب السامي لقدماء المقاومين الزائرين إلى مقابر الشهداء. تتعالى أصوات تلاوة القرآن، وكأنها همسات الماضي تحكي قصص البطولة والفداء.
وفي قلب الاحتفال، يقف المندوب السامي ليروي للحاضرين قصصًا من ذاك اليوم المشهود، حيث تحولت الأرض إلى ساحة معركة، والرجال العاديون إلى أبطال خالدين. يصف بحماس كيف حول المقاومون الأسلحة البدائية إلى أدوات نصر، وكيف تحدوا الجيش الاستعماري بشجاعة لا مثيل لها.
ولكن الاحتفال لا يقتصر على استذكار الماضي فحسب. ففي لفتة مؤثرة، يتم تكريم المقاومين الأحياء وعائلات الشهداء. 62 بطلًا وأرملة يتلقون إعانات مالية، في مشهد يجسد الوفاء والتقدير لتضحياتهم.
وبينما تنتهي الاحتفالات، يبقى السؤال الملح: كيف نحافظ على هذا الإرث البطولي؟ كيف ننقل شعلة الوطنية المتقدة إلى الأجيال القادمة؟ إنها مهمة تقع على عاتق كل مغربي، لضمان أن تظل قصص البطولة هذه حية في الذاكرة الوطنية، ملهمة للأجيال في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.