المصطفى الجوي – موطني نيوز
في قلب مدينة بنسليمان، تقبع ساحة تمثل نموذجًا صارخًا لسوء التدبير وإهدار المال العام. هذه الساحة، التي أُنفقت عليها ملايين السنتيمات، تقف اليوم شاهدة على فشل ذريع في إدارة الشأن المحلي وغياب الرؤية التنموية.
لقد بات جليًا أن المسؤولين في جماعة بنسليمان يتخبطون في العشوائية، فكيف يُعقل أن تُصرف أموال طائلة على مشروع لا يحمل أي قيمة مضافة للمدينة؟ وكيف يمكن تبرير إنفاق أكثر من 30 مليون سنتيم على ما لا يعدو كونه “حصيدة” في نظر المواطنين؟
إن الأسئلة التي تطرح نفسها بإلحاح هي: أين الدراسات التي سبقت هذا المشروع الفاشل؟ ومن هو المهندس المسؤول عن هذه الكارثة التخطيطية؟ ولماذا لم تتحرك وزارة الداخلية لمحاسبة المتورطين في هذا الهدر السافر للمال العام؟
الأدهى من ذلك، أن ما يسمى بالكراسي في هذه الساحة، والتي تكلف الواحد منها 2000 درهم أو أكثر للقطعة الواحدة، قد أصبحت عرضة للتلف والإهمال. وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على استهتار صارخ بالمال العام وغياب أي حس بالمسؤولية تجاه ممتلكات المدينة.
إن سكان بنسليمان يستحقون إجابات واضحة. ما هي رؤية الجماعة من وراء هذا المشروع الفاشل؟ وما الغاية من إنشاء ساحة لا تلبي أي احتياج حقيقي للمواطنين؟ باستثناء انها اصبحت مقبرة للحيوانات النافقة ومكب للأزبال.
إن الوقت قد حان لوضع حد لهذا العبث بمقدرات المدينة. على السلطات المعنية أن تتحرك فورًا لفتح تحقيق شامل في هذا الملف، ومحاسبة كل من تورط في هذا الإهدار الفاضح للمال العام. كما يجب مراجعة آليات اتخاذ القرار في الجماعة لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث التنموية مستقبلاً.
إن مدينة بنسليمان وسكانها يستحقون أفضل من هذا بكثير. فإلى متى سيستمر هذا العبث بمستقبل المدينة ومواردها؟.
ولمن فاته مشاهدة هذا المشروع الكبير الذي اقامته جماعة بنسليمان، المرجو الضغط هنا.