
المصطفى الجوي – موطني نيوز
في قلب إقليم بنسليمان، تتفشى ظاهرة خطيرة تهدد النسيج الإداري والاجتماعي للمنطقة. إنها ظاهرة التملق لرجال السلطة، التي تحولت من مجرد سلوك فردي إلى نهج ممنهج يمارسه العديد من الأفراد والجماعات.
يجد المسؤول الجديد في الإقليم نفسه مباشرة بعد تنصيبه، بعد فترة وجيزة من تنصيبه، محاطًا بحلقة من المتملقين والانتهازيين. هؤلاء الأشخاص، الذين يتظاهرون بالولاء والإخلاص، لا يسعون في الحقيقة إلا لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة.
وتكمن خطورة هذه الظاهرة في أنها تحجب عن المسؤول الصورة الحقيقية للواقع. فبدلاً من تلقي معلومات دقيقة عن المشاكل والتحديات التي تواجه الإقليم، يجد نفسه غارقًا في بحر من المديح والثناء الزائف. وهذا ما يؤدي، في نهاية المطاف، إلى اتخاذ قرارات خاطئة وغير مدروسة.
إن العلاقة السليمة بين المواطن والمسؤول يجب أن تبنى على أسس متينة من الشفافية والمصداقية. فمن واجب المواطن الصالح تنوير المسؤول وتنبيهه إلى الاختلالات والمشاكل التي يعاني منها الإقليم، بدلاً من التصفيق والتهليل لكل قرار، حتى وإن كان خاطئًا.
وعلى الجانب الآخر، يتعين على المسؤول أن يكون حذرًا ويقظًا تجاه هذه الظاهرة. عليه أن يميز بين النقد البناء والتملق الزائف، وأن يفتح أبوابه للأصوات المعارضة والناقدة، لأنها في النهاية هي التي ستساعده على فهم الواقع بشكل أفضل واتخاذ القرارات الصائبة، لا ان يتخذهم خصوما له.
إن مكافحة ظاهرة التملق في إقليم بنسليمان تتطلب جهودًا مشتركة من جميع الأطراف. فعلى المواطنين أن يدركوا أن دورهم لا يقتصر على المدح والثناء، بل يمتد ليشمل النقد البناء والمشاركة الفعالة في صنع القرار. وعلى المسؤولين أن يشجعوا ثقافة الحوار المفتوح والنقد البناء، وأن يكافئوا الصدق والشفافية بدلاً من التملق والنفاق.
إن مستقبل إقليم بنسليمان وتنميته المستدامة يعتمدان بشكل كبير على قدرة الجميع على مواجهة هذه الظاهرة والقضاء عليها. فالعلاقة الصحية بين المواطن والمسؤول هي حجر الأساس لبناء مجتمع متقدم وإدارة فعالة تخدم المصلحة العامة.