المصطفى الجوي – موطني نيوز
في واقعة تثير استياءً واسعاً في الأوساط الإعلامية المغربية، تعرض الصحفي الحسين بنسعيد، رئيس تحرير الجريدة الإلكترونية “ماروك بريس” وعضو نقابة الصحافيين المغاربة، لموقف مؤسف يعكس تجاوزاً خطيراً على حرية الصحافة وكرامة الصحفيين.
وقعت الحادثة مساء الثلاثاء 6 غشت الجاري، حوالي الساعة السابعة والنصف، عندما كان بنسعيد يقود سيارته برفقة شخص آخر. عند وصوله إلى أحد السدود القضائية بمدخل مركز مجاط في إقليم شيشاوة، أوقفه عنصر من الدرك الملكي في إجراء روتيني للتفتيش.
بيد أن الأمور سرعان ما أخذت منحىً غير متوقع، إذ بدأ الدركي باستجواب بنسعيد حول الشارة الخاصة بجريدة “ماروك بريس” المثبتة على أبواب سيارته. وعلى الرغم من تعريف بنسعيد بنفسه كرئيس تحرير للجريدة وعضو في نقابة الصحافيين المغاربة، إلا أن الدركي واصل تصرفاته الاستفزازية، رافضاً الاعتراف بالوثائق الرسمية الصادرة عن الجريدة والنقابة.
وفي تصرف يعد خرقاً واضحاً للأعراف المهنية والقانونية، أصر الدركي على إرغام بنسعيد على نزع شارة الجريدة، متجاهلاً الإجراءات المعتادة في مثل هذه المواقف والتي تقتصر عادة على طلب وثائق السيارة للتحقق منها.
هذا الحادث أثار غضب نقابة الصحافيين المغاربة، التي أصدرت بياناً شديد اللهجة تستنكر فيه هذا التصرف وتدينه بشدة. وطالبت النقابة القيادة الجهوية للدرك الملكي بمراكش بفتح تحقيق فوري في الواقعة، مع الاستعانة بتسجيلات كاميرا المراقبة المثبتة على صدر الدركي للوقوف على حقيقة ما جرى.
وفي ختام بيانها، أكدت النقابة ثقتها في مسؤولي جهاز الدرك الملكي، مشيدة بدورهم الحيوي في حفظ أمن المواطنين وحماية الوطن. إلا أنها شددت على ضرورة محاسبة المتورطين في هذا الحادث وإنصاف الزميل بنسعيد، حفاظاً على كرامة الصحفيين وضماناً لحرية الصحافة التي تعد ركيزة أساسية في أي مجتمع ديمقراطي.
إن هذه الواقعة تسلط الضوء على أهمية التوعية المستمرة لأفراد الأجهزة الأمنية بحقوق الصحفيين وطبيعة عملهم، وضرورة احترام القوانين والأنظمة التي تحمي حرية التعبير والصحافة في المملكة المغربية.