مروان الجوي – موطني نيوز
في الوقت الذي تتزايد فيه مطالب ساكنة عاصمة الفوسفاط العالمية بتحسين ظروف العيش الكريم والإسراع بإنجاز المشاريع المتعثرة وتحسين البنية التحتية للمدينة والبحث عن حلول واقعية لتنمية الإقليم، يأتي المجلس الجماعي بخطة لإقامة “الأيام الثقافية والفنية”. هل هذا هو الرد المناسب على تطلعات الساكنة الخريبكية؟ أم هو مجرد محاولة لصرف النظر عن المشاكل الحقيقية التي تواجهها المدينة؟
تحت شعار “مدينة خريبكة هوية وذاكرة”، ينظم المجلس الجماعي بخريبكة بالتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني فعاليات الأيام الثقافية والفنية، التي تمتد من 26 يوليو إلى 4 أغسطس 2024، تتنوع هذه الأنشطة حسب البرنامج بين عروض مسرحية وسهرات فنية وندوات ثقافية، ولكن هل تعكس هذه الأيام الأولويات الحقيقية للخريبكيين؟
وبخصوص هذا الأمر فقد تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع مباشر الندوة الصحفية التي تسبق هذه الأيام الثقافية، حيث قال أحدهم: “سولوه علاش المشاريع اللي دشنت بمناسبة عيد العرش المجيد حتى مشروع تنموي من طرف المجلس ما كاين، سولوه على المحطة الطرقية العجيبة، سولوه على انقطاعات الماء في عز الصيف، سولوه على مشاريع المجلس في الميدان الرياضي ووضعية ملعب العقرب، سولوه على الحالة الكارثية لسوق السمك، سولوه على العربات المجروة بالدواب والخيل والباعة الجائلين وتدهور الطرقات، سولوه على النافورات المعطلة، سولوه على الساعة المعطلة عطالة التنمية بالإقليم وووووو سولوه”، فيما عبر آخر: “شوهة كبيرة الناس ساكنين فياسمينة وهازين البوديزات يسگيو في لبيار، فليستحيي المجلس البلدي”، فيما عبر أحد النشطاء الفيسبوكيين قائلاً: “خلاوها لغيوان غنينا ليهم باش يفهمونا، هزو لبندير وتبعونا”. كل هذه الردود تعكس وبشكل ملموس تهاون المجلس في تنفيذ المشاريع التنموية الأساسية وإعطاء الأولوية للأشياء الثانوية.
بالإضافة إلى ذلك، تعاني المدينة مؤخراً من انقطاعات متكررة للماء في عز الصيف والحرارة المرتفعة التي تعرفها المدينة، مما يزيد من معاناة الساكنة مع احتياجاتها الضرورية لهذه المادة الحيوية في غياب أية ردة فعل من المجلس الجماعي.
بدلاً من استثمار الوقت والموارد المالية في تنظيم سهرات غنائية وعروض فنية، تحتاج خريبكة إلى حلول ملموسة لتحسين البنية التحتية والبحث عن سبل واقعية لخلق تنمية مستدامة وحقيقية، وخلق فضاءات ترفيهية للعائلات المتوسطة الدخل خاصة في هذه العطلة الصيفية، التي تجد نفسها مجبرة على البحث عن أماكن للترفيه خارج المدينة (هذا إن توفرت لها وسيلة نقل).
إن إقامة “الأيام الثقافية والفنية” في هذه الظرفية قد تكون مبادرة حسنة النية، لكنها لا تلبي الاحتياجات الأساسية للساكنة الذين يعانون من مشاكل حقيقية في حياتهم اليومية. المطلوب الآن هو التركيز على التنمية الحقيقية، والإسراع في إنجاز المشاريع المتعثرة، وتحسين الخدمات الأساسية لضمان حياة كريمة للخريبكيين. الانتخابات القادمة ستكون فرصة للتغيير، وعلى المسؤولين أن يعوا أن الساكنة تراقب وتنتظر الحلول الملموسة، وليس الترفيه الزائف.