المصطفى الجوي – موطني نيوز
في تطور مقلق يهز أسس الأمن والاستقرار في المغرب، شهدت منطقة سيدي بطاش التابعة لإقليم بنسليمان حادثة خطيرة فجر يوم الأحد الماضي، حيث تبادل تجار المخدرات وعناصر الدرك الملكي إطلاق النار. هذا الحدث الصادم يسلط الضوء على تغول عصابات المخدرات وتحويلهم لهذه المنطقة الهادئة سابقًا إلى ما يشبه محمية خاصة لنشاطاتهم الإجرامية.
إن استخدام الذخيرة الحية من قبل تجار المخدرات ضد قوات الدرك الملكي يعد تصعيدًا خطيرًا لا يمكن السكوت عنه. فكيف تحولت منطقة سيدي بطاش من مكان للسكينة إلى بؤرة للجريمة المنظمة؟ وما هي التداعيات الأمنية والاجتماعية لهذا التطور المقلق؟
لقد أثارت هذه الحادثة استياءً عامًا في الاقليم بصفة عامة وسيدي بطاش على وجه الخصوص، خاصة وأن مثل هذه المواجهات المسلحة عادة ما ترتبط بالدول التي تعاني من انفلات أمني، وليس بدولة مؤسسات تحترم سيادة القانون كالمغرب. إن الجرأة التي وصل إليها تجار المخدرات في تحدي سلطة الدولة تستدعي ردًا حازمًا وسريعًا من أعلى المستويات. وعن الاسباب الحقيقية وراء اختيارهم لسيدي بطاش تحديدا بإعتبارها بوابة الاقليم من جهة الرباط و الخميسات. واين كانت كل تلك الحمولة متجهة؟
من الضروري الآن أن تتدخل السلطات العليا بشكل حاسم لتمشيط الغابات المحيطة بسيدي بطاش واعتقال جميع المتورطين في هذه العملية الإجرامية. كما يجب إجراء تحقيق شامل لفهم كيف تمكنت عصابات المخدرات من التغلغل في هذه المنطقة وتحويلها إلى مركز لنشاطاتهم غير المشروعة.
إن هذه الحادثة تضع السلطات المغربية أمام تحدٍ كبير يتمثل في استعادة هيبة الدولة وفرض سيادة القانون. فالسماح باستمرار مثل هذه الأنشطة الإجرامية يهدد ليس فقط أمن المنطقة، بل أيضًا النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع المغربي ككل.
لأن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات حاسمة وشاملة لمكافحة تجارة المخدرات في سيدي بطاش وغيرها من المناطق. فالأمر لا يتعلق فقط بمكافحة الجريمة، بل بحماية مستقبل الشباب المغربي وضمان أمن واستقرار البلاد. لإن التصدي لهذا التهديد يتطلب تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لاستئصال هذه الآفة من جذورها وإعادة سيدي بطاش إلى ما كانت عليه من منطقة آمنة.