كراهية تُقاوم الموت

المصطفى الجوي

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

تمر الحياة بنا جميعًا بمحطات مختلفة، بعضها سعيد ومفرح، والبعض الآخر محزن ومؤلم. ومن أصعب تلك المحطات هي تلك التي تواجهنا بالمرض والألم والموت. هناك شخص ما عانى من هذه التجربة القاسية، وواجه أصعب جوانبها بكل شجاعة وقوة.  

كره صوت سيارات الإسعاف التي تنذر بالخطر والمعاناة، وكره رائحة الأدوية النفاذة التي تملأ ممرات المستشفيات والمصحات. كره قارورات السيروم المعلقة في غرف المرضى، وكأنها شواهد على الألم والضعف. وكره جيوب الدم التي تُسحب من أجسادهم، رمزًا للمعاناة المستمرة.

في كل خطوة من رحلته المريرة، كان عليه أن يضع شيك ضمان جديد، كأن المرض تجارة لابد من دفع ثمنها. لكن أكثر ما كرهه هو الموت نفسه، ذلك الخصم الأزلي الذي لا يرحم أحدًا.

في وجه هذه التحديات الجسام، لم يستسلم هذا الشخص للكراهية والقنوط. بل اتخذها دافعًا للتمسك بالأمل والحياة. فالكراهية هنا لم تكن سوى طريقة للتعبير عن مقاومة عنيدة لا تريد أن تستسلم.

لطالما كانت المعاناة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، ولكن بقوة الإرادة واليقين بأن هناك بصيص أمل، يستطيع الإنسان أن يتجاوز أصعب المحن. فالكراهية ليست هدفًا، بل وسيلة للتعبير عن الرغبة في الحياة والنجاة. وهي صرخة مدوية تقول إن الموت لن ينتصر أبدًا على إرادة الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!