خريبكة : هل يعود مهرجان السينما الإفريقية لمجده السابق؟؟ 

مهرجان السينما الإفريقية في خريبكة

مروان الجوي – موطني نيوز

يعتبر مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة من أهم المحطات الفنية المتواجدة على وطنيا وقاريا خاصة وأن هذه السنة وصل لدورته الرابعة والعشرين، حيث كانت تعيش المدينة في الأمس القريب أثناء فترة انعقاده ازدهارا وإشعاعا وطنيا وفرصة للاحتفال بالفن السابع وتعزيز التواصل الثقافي بين الضيوف وفعاليات المدينة، تحت إشراف العديد من الوجوه الفنية الفاعلة التي كانت تعنى بشيخ المهرجانات وتدرك معنى ومبادئ التواصل، حيث كان يوفر فرص شغل موسمية لفائدة الفنانين المحليين وفعاليات المجتمع المدني وجل الشباب المهتم بالفن السابع ويخلق جسرا فنيا ويلعب دورا ديبلوماسيا مهما بين المغرب وأشقاءه من دول جنوب الصحراء وعرب شمال إفريقيا، كما كان يُعتبر أيضا عرسًا فنيًا يُزيَّن بالألوان والأعلام الإفريقية، حيث أصبح الآن وكما وصفه بعض المهتمين “بمهرجان العائلة والأصدقاء”، إذ أضحت أبوابه توصد في وجه الفنانين المحليين وفعاليات المجتمع المدني الذين حملوا على عاتقهم مشعله الفني منذ ولادته، لتندحر أنشطته وتغيب شمس اشعاعه دورة بعد أخرى بفضل من يسيرونه، ويبقى السؤال الأهم لماذا أصبح المهرجان حكرا على أصحابه وأقاربهم وذويهم؟؟ وهل هذا المهرجان بعدما كان عرسا وتقليدا موسميا أصبح بين ليلة وضحاها مهرجانا فاشلا ومثيرا للجدل بفضل فضائحه وقنابله التي تتفجر كل سنة.. تساؤلات تجعل كل من يهتم بالسينما يجهلون الإجابة عنها وذلك لعدة أسباب أهمها الإنغلاق الممنهج والإحتكار الذي سطره مسيروه في ضرب صارخ لمبادئ الحوار وفتح قنوات التواصل مع الساكنة وفعاليات المجتمع المدني والإعلام المحلي.

وقد تفاعل رواد مواقع التواصل الإجتماعي مع هذا الوضع الذي أصبح يثير اكثر من علامة استفهام حول ما آل إليه مهرجان المدينة والساكنة، حيث كان يعتبر من أهم المهرجانات على الصعيد الإفريقي، خاصة بعدما أخذ صبغته الدولية بفضل المجهودات والمبادرات الفعالة للذين كانوا يسهرون على تسييره، حيث قال أحد النشطاء على الموقع الأزرق:” المهرجان الدولي للسينما الإفريقية لهذه السنة تحت شعار :”غياب التواصل والأبواب الموصدة.. في وجه كل الفعاليات والساكنة”، مهرجان العائلة والأقارب.. إلى متى؟” ومن جانب آخر علق أحدهم أيضا قائلا:” يبدو ان هذا المسمى بالمهرجان” لم يعد يرقى إلى مستوى المهرجانات عكس ما كان خلال ال 15 دورة الاولى بل اضحى تظاهرة جد ميكروسكوبية ولا اثر لها وعلى كافة المستويات ابتداء بالوجوه العادية التي اضحت تتكرر كل دورة في غياب التنوع الايجابي وايضا على مستوى الافلام التي يتم اختيارها للعرض والتي اضحت تطغى عليها التفاهات ومظاهر ينعدم فيها الجانب الاخلاقي وكأن هناك ترويج مبيت لما يحارب القيم الاخلاقية والدينية الفاضلة. بالمناسبة أين وصل ملف التسجيل الصوتي الذي روج خلال الدورة السابقة والذي طرح اكثر من علامة استفهام..!!؟ للإشارة، مبلغ دعم “المهرجان” يصل الى 140 مليون سنتيم”، (ولتصحيح ما جاء في التعليق الأخير بخصوص مبلغ الدعم فإنه في الحقيقة يفوق 500 مليون سنتيم.)

 فإلى غاية كتابة هذه الأسطر ونحن على أبواب انطلاق الدورة الرابعة والعشرين لاتظهر أي معالم على أن هذا المهرجان ستنطلق فعالياته في عاصمة الفوسفاط العالمية كما كان من قبل، ضاربين مسيروه عرض الحائط التوجهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده الذي دائما مايحث في خطاباته الشريفة على تعزيز الحوار الثقافي وخلق قنوات التواصل بين المؤسسات والمواطنين والفاعلين.

وفي غياب هذه القنوات وغياب دور الفنان المحلي ووسائل الإعلام المحلية التي تساهم دائما في دعم ونشر الأجواء الإيجابية وتقريب الساكنة من الأنشطة الموازية التي غابت عن هذا العرس في الدورات الأخيرة، يبقى السؤال الذي وجب طرحه، هل سيستعيد المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بريقه ويعود إلى مكانته السابقة كمنصة للإبداع والتواصل الثقافي؟ أم أن دار لقمان ستظل على حالها، في انتظار الإجابة وتغيير الوجوه وإعطاء المشعل لشباب المدينة والكفاءات المحلية لإعادة إحياء مهرجان أضحى يحتضر في غرفة الإنعاش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!