النمرود الطاغية..قصة صراع الحق والباطل

الطاغية زاهاك الملقب بالنمرود

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

تعد قصة النمرود إحدى أشهر القصص التاريخية التي تجسد الصراع الأزلي بين الحق والباطل، وبين قوى الخير وقوى الشر. فالنمرود، هذا الطاغية العنيد، يمثل رمزًا للظلم والاستبداد والكفر بالله، بينما يجسد نبي الله إبراهيم عليه السلام رمز الإيمان والحق والتوحيد.

نشأة النمرود وتحالفه مع الشيطان:

ولد النمرود في حضارة بابل بالعراق في العام 2500 قبل الميلاد، وكان حاكمًا ظالمًا مستبدًا. يُعتقد أن اسمه الحقيقي هو “زاهاك”، وأنه سُمِّي “النمرود” لأنه تمرد على الشيطان حليفه ومعلمه، كما تمرد على أبيه وقتله ليستولي على الحكم وعرش بابل.

تعلم النمرود السحر من الشيطان، وعلَّمه لأتباعه، فانتشر في عصره السحر والشعوذة. وهو أول من وضع التاج على رأسه، وأول من ادعى الألوهية، متحديًا بذلك الله تعالى.

مواجهة نبي الله إبراهيم للنمرود:

أرسل الله تعالى في عهد النمرود نبيه إبراهيم عليه السلام ليهدي الناس وينجدهم من حكم هذا الطاغية، الذي كان يأمر الناس بعبادته كما فعل فرعون من بعده.

في لقاء مشهور بين النمرود ونبي الله إبراهيم، سأل النمرود: “من ربك؟” فأجاب إبراهيم: “ربي الذي يحيي ويميت”. حاول النمرود إثبات باطله بقتل أحد الرجلين الذين أُحضرا أمامه، وترك الآخر حيًا، قائلاً: “هاأنا ذا أحيي وأميت”.

رد عليه إبراهيم بحكمة: “إن الله يأتي بالشمس من المشرق، فأت بها أنت من المغرب”. وهنا عجز النمرود، وآمن الكثيرون برسالة إبراهيم عليه السلام.

معركة البعوض ونهاية النمرود:

قرر النمرود قتل كل من آمن بالله وبرسالة إبراهيم، فاتحد المؤمنون وكونوا جيشًا لمقاتلة جيش النمرود الأكثر عددًا وعُدة. في ساحة المعركة، دعا المؤمنون الله أن ينصرهم، فاستجاب لهم وأرسل جيشًا من البعوض على النمرود وجنوده.

كان هذا البعوض غير عادي، فإذا نزل على جنود النمرود أكلهم ولم يبق من لحمهم شيئًا. أكل البعوض كل جنود النمرود، واضطر النمرود للهرب بمجموعة قليلة من جنوده واختبائه في برج بابل.

استطاعت البعوضة اللحاق به، ودخلت في رأسه، فكلما تحركت في رأسه جن جنونه، ولم يهدأ إلا إذا ضرب برأسه بالنعال. استمرت البعوضة داخل رأسه أربعين عامًا، حتى مات النمرود عندما ضرب نفسه ضربة قسمت رأسه نصفين، وخرجت البعوضة من رأسه بحجم العصفور.

تُجسد قصة النمرود عاقبة الظلم والطغيان، وكيف أن الله تعالى لا يترك المتجبرين في الأرض، بل يُهلكهم بطريقة من صنعه سبحانه، كما فعل مع النمرود وجنوده عندما أرسل عليهم جيشًا من البعوض القاتل. فسبحان الله مهلك كل ظالم وطاغية ومتجبر في الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!