‏سفينة سيدنا نوح والمعجزات الخمسة

سفينة سيدنا نوح

المصطفى الجوي – موطني نيوز 

تعد سفينة نوح معجزة إلهية بكل المقاييس فقد كان طولها حوالي(300) ذراع وعرضها حوالي (20) ذراع أي مساحتها (6000 ذراع) بما يعادل 3000 متر مربع تقريباً، وكانت مكونة من(3)طوابق، بارتفاع (50)ذراعاً بما يعادل ارتفاع عمارة مكونة من (8) طوابق، وكان الطابق الأخير مسقوفاً بالخشب.

{المعجزة الأولي}

كان نوح عليه السلام يصنع السفينة بوحي من جبريل عليه السلام في كل لوح خشبي يضعه، وفي كل مسمار يدقه فهو لا يعرف شيئاً عن صناعة السفن، وكانت الملائكة تساعده وتعاونه في صناعتها.

قال تعالى : (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ) وقد صُنعت السفينة من الخشب المثبت ببعضه بالمسامير، قال تعالى: وحملناه على ذات ألواح ودسر (والدسر) هي : المسامير.

وكان يصنع السفينة في الصحراء، علي غير عادة صانعي السفن ، فهي تصنع علي شواطئ البحار والأنهار، مما جعله عرضه لسخرية قومه، فهم لا عهد لهم بصناعة السفن، ولايفهمون ماذا يفعل نوح؟!

قال تعالى : (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ* فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيم ).

{المعجزة الثانية}

أمره ربه بتسيير السفينة إذا فار التنور فهي العلامة الفارقة، أن يحمل معه المؤمنين، ومن كل زوجين أثنين، وأن من كفر من قومه سيغرق بالطوفان.

قال تعالى : (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) وهناك إختلاف وآراء كثيرة في معني التنور ، لكن أوثق الآراء أنه الفرن المعروف فيكون المعني : إذا خرج الماء من فرن بيتك.

{المعجزة الثالثة}

أن تتحمل السفينة فيضان الماء، وارتفاع الأمواج العاتية، التي وصفها عز وجل بقوله تعالي : {وهي تجري بهم في موج كالجبال} ويتضح من التعبير القرآني، أنها كانت تجري وسط الماء الذي صار له عنفوان الموج، والذي كاد ارتفاعه أن يطول الجبال، مما يدل علي شدة وقوة المياه، ولم تكن تسير، بل كانت تجري مسرعة، في الماء، الذي يغمرها من تحتها ومن فوقها، ويحتويها من كل جوانبها، والمعتاد أن السفن تتهادي وتمشي فوق الماء وتحملت الماء المندفع من الأرض، والماء المنهمر من السماء إلي أن رست على جبل الجودي بعد (40) يوماً، وقيل ثلاثة أشهر، وقيل أكثر من ذلك ناهيك عن قوة الضغط والتدمير التي تنتج عن كل هذا الماء حيث قيل أن كمية الماء التي تلقته الأرض حينئذٍ يعادل 160 الف مرة حجم ماء المحيط الأطلسي.

وقيل أنه يقدر بحوالي (6,66) الف مليون متر مكعب والذي أغرق كل شئ على الأرض، وتركها كأن لم تغن بالأمس. قال تعالى : {ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر * وفجرنا الأرض عيوناً فالتقي الماء على أمر قد قدر}.

هذا الماء الذي يستحيل أن تنجو منه أي سفينة عادية، إلا أنه ما الغرابة؟! وهي تجري علي مرأي من الله، وبأمره ، وقد تعهدها سبحانه وتعالى أثناء جريانها وعند مرساها بالعناية والرعاية. قال تعالى: {بسم الله مجراها ومرساها } وقال تعالى : {تجري بأعيننا جزاءً لمن كان كفر}.

{المعجزة الرابعة}

السفينة كانت تجري بسرعة شديدة وسط هيجان الفيضان، والماء المتدفق من الأرض، والماء المنهمر من السماء، والأمواج العالية

رغم أنها كانت خالية من وسائل الدفع، والحركة والتوجيه، فلا اشرعة، أو مجاديف، أو عجلة قيادة ،أو مواتير من التي نعرفها الآن ، لكنها تجري تحت رعايته وعنايته، فالله سبحانه وتعالى هو الذي تولي قيادتهاوتسييرها وتولي نجاتها، وحفظ ركابها، قال تعالى(تجري بأعيننا جزاءً لمن كان كفر) وقال تعالى :(بسم الله مجراها ومرساها).

{المعجزة الخامسة}

هي ركاب السفينة فقد شُحنت السفينة بكل من آمن مع نوح من البشر، وكل الحيوانات والطيور والحشرات، والديدان، والزواحف، من كل صنف زوجين إثنين قال تعالى: (واحمل فيها من كل زوجين اثنين) على إختلاف بيئاتها، وطبائعها، ومع إختلاف طرق معيشتها، ونوعية غذائها، والتناقض والتضاد بينها، وفيها من هو عدو للآخر، إلا أنها تعايشت بسلام مع بعضها لمدة أربعين يوماً أو أكثر، إلي أن وصلت السفينه محطتها الاخيرة، وأستقرت على جبل (الجودي) الذي يقع أقصي جنوب تركيا في حدودها مع العراق وسوريا وقد وصفها رب العزة بالسفينة المشحونة، وتعهد بنجاتها ومن مع نوح من المؤمنين، وغيرهم ممن شحنت بهم السفينة قال تعالى : {وأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون}.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!